«شقة مَلڪ الراوي- بيت عائلة الراوي».
الساعة 02:00 عصرًا.كان ديان قد تأكد من سماع القاسم لصيحاته الآمرة بإيقاف سيرة أجرة أمام البيت المواجه في الحال، قبل أن يتحرڪ من مكانه مهرولًا نحو البيت عينه دون أي توضيح لـقاسم.
دفع باب البيت بإحدىٰ قدميه بقوة، ثم دخل راكضًا حتىٰ الطابق الثاني، طرق في البداية باب شقة مَلڪ ولٰكنها لم تفتح، بالرغم من سماعه صوتها بالداخل تأن وتتآوه.
فلم يكن أمامه سوىٰ الخيار الأصعب، أخذ مساحة بينه وبين الباب تسمح له لدفعه بكتفه، لينخلع الباب من مكانه تمامًا، الأمر الذي أتاح لـديان رؤيتها وهيَ ممددة علىٰ الأرض..
كانت غير مبالية لكل ما حدث برغم إدراكها الكامل بكل ما حد من حولها، ولٰكن آلام الظهر والركبتين وبعض المفاصل الأخرىٰ بجسدها كانت رهيبة.
حملها بيديه ثم تحرڪ بها لخارج البيت، حيث كانت سيارة الأجرة التي أوقفها القاسم من ثوانِ، فاستقلاها قبل أن يأمر ديان قائدها بالتوجه لأقرب مشفىٰ.
- بسرعة، أقرب مستشفىٰ يا أسطىٰ!
وما إن انطلق حتىٰ بدأت محاولات القاسم في استرجاع ديان عمَّا هما بصدد فعله، فنراه يراقبه مستعجبًا ما يراه، وكأنما يراه يرتكب كبيرة.
وكان ديان يتهرب من نظرات ابن عمه له، كان كل ما يحاول فعله وقتها هوَ طمأنة تلڪ التي تنام مسندة الرأس علىٰ فخذية، بالأريكة الخلفية.
- هتبقي كويسة، اطمني.
كانت تحدجه بعينان مغرورقتان بالدموع إثر الألم، وهيَ تسأل نفسها قرابة الألف سؤال..
مَن هذا..؟
لمَ يفعل هذا..؟
من أين تراه يعرفني..؟
هل اطمئن حقًّا..؟
وغيرها من سيول الأسئلة التي كانت تفجر رأسها.
***
«مستشفىٰ الدقي الخصوصي».
الساعة 02:05 عصرًا.وصلت السيارة بهم لأمام مدخل المشفىٰ الداخلي، فخرج بها ديان من السيارة تمام كما أدخلها، وقد ألقىٰ جملته لـقاسم:
- حاسبه وحصلني!
ثم هرول بها إلىٰ الاستقبال، حيث صاح بالموجودين:
- تمريض!!.. عاوز ترولّي!! يالّلي هنا..؟
وبالفعل، لبّىٰ نداءه طاقم الطوارئ بالاستقبال، فأحضروا سرير «ترولّي» إليهما ليضعها ديان عليه، ثم هرولوا دافعين السرير أمامهم إلىٰ غرفة العمليات للتعامل مع الحالة.
لحق القاسم بـديان الذي كان يقف وقتها عند المكان الذي أحضروا إليه السرير، دون أن يخطو معهم قدمًا واحدة نحو غرفة العمليات، وقد تعجب قاسم من رؤية تعابير الضيق والخوف والقلق، فسأله:
أنت تقرأ
موکا || Mocha
Romanceجميعنا نخطط ونضع للحياة وعودًا.. ولٰكن هل تتم تلک الوعود..؟ مسلسل موكا || Mocha تصنيف اجتماعي.. تتحدث عن أولٰئِک الذين يخططون لحياتهم القادمة، قبل أن تتدخل الحياة لوضع معاييرًا أخرىٰ ومقاييس لذٰلک التخطيط الصبياني.