الحلقة السابعة - الموسم الرابع.

15 1 0
                                    

الحلقة السابعة: تصفية.

«كافيه موڪا - الدقي».

الساعة 07:30 صباحًا.

دخلت الڪافيه فوجدته جالس تحديدًا عند تلك الطاولة التي كانت تجمعه بـمَلك بالأيام الخوالي، فاقتربت منه بينما كان هوَ شاردًا بالنافذة المُطلة علىٰ الخارج.

- ... بحسب معلوماتي إنتَ صاحب المڪان، مش قاعد في مڪتبك ليه؟

كانت الدڪتورة بسمة.

- .. كُنا متعودين نقعد هنا أنا ومَلك، جايز أنا بآجي أقعد هنا علىٰ أمل إنها ترجع تاني للڪافيه ده لأي سبب!

شرد لدرجة أن أشفق علىٰ حالته، فقام بتبديل ملامحه تمامًا، وكأنه لم يرتضي بهذا، فقال لها مُشيرًا نحو المقعد المواجه له.

- إتفضلي يا دڪتورة، واقفة ليه؟

- أنا قولت أسيبك لوحدك مع مَلك.

- أنا مشوفتهاش النهاردة.

هنا جلست، فقالت بمُجرد أن جلست بنبرة جادة:

- ... إنتَ بقيت بتشوفها كُل يوم؟

- وساعات بشوفها مرتين في اليوم.

- إمتىٰ كانت آخر مرة؟

شرد بالفنجان الذي كان أمامه، فقال:

- كانت عاوزاني أقتل جوزها.

تبدلت ملامح الدڪتورة بسمة تمامًا، فحاولت رسم الابتسامة علىٰ وجهها مرة أخرىٰ، لتقول:

- إنتَ شوفت جوزها.

- أيوة، ومڪانش صُدفة.

- طيب، مش ناوي تقولّي «المعلم راوي» كان عاوز منك إيه؟

قالت اسمه بذات النبرة التي ذُڪر بها أمامها بالمرة السابقة وكأنها تسخر من ذَٰلك الذي كان يقولها، فابتسم نبيل ليقول:

- مش ناوية إنتي تقوليلي تشربي إيه؟

* * *

ها هُما يتسايران بالطريق بالقرب من الڪافيه، بعد أن طلب لها نبيل قدح موڪاتشينو، وله مثله، فترڪت له المجال بالتحدث:

- ... ولغاية دلوقتي أنا معرفش مقدار خطورة الشُغل إللي بيجمع إبراهيم والراوي، كُل إللي أعرفه إنها حاجة غير شرعية، بس محدش منهم عنده الجُرأة إنه يعرفني إيه هيَ، وأعتقد أنا كمان معنديش فضول أعرف.

قالت بسمة بملامح لا تبدو بتلك الصدمة التي توقعها نبيل:

- .. وإنتَ ليه مش عاوز تسيب ده كُله وتمشي؟

- للأسف، مش هقدر.

- ليه؟

- معرفش، يمڪن عشان أنا عاوز كدة، عاوز أحِس بالدنيا إللي حرمتني منها أمي بسبب تسلّطها، الدنيا إللي حسيت إني اتحرمت منها، بعيوبها، بمميزاتها، بخلافاتها، بمشاڪلها، كُل حاجة!

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن