الحلقة الأخيرة - الموسم الثاني.

96 15 8
                                    

«مكتب الرائد حسن وهدان - قسم شرطة الجيزة».

الساعة 02:10 عصرًا.

وصل ڪمال عبد الرحيم ومعه نولا حديد إلىٰ المكتب للمرة الثانية، وقد بدا علىٰ وجه كُلًّا منهما القنوط مِمَّا يحدث ومن ذٰلڪ الروتين الذي بات مُبالغًا.

- حسن بيه، إحنا جينا إمبارح واتحقق معانا من غير وجه حق، وبرغم إن الموضوع مكانش قانوني لإننا مأخدناش فُرصة نجيب المُحامي بتاعنا بس وافقنا، لكن النهاردة -إسمحلي- إحنا مش هنقبل بالتحقيق معانا تاني.

قالها وهوَ واقفًا بمكانه، عاقدًا يديه من أمامه، دون أن يجلس حتىٰ، وكأن نولا قد تلقت الأوامر والتعليمات بألّا تجلس إلّا إذا جلس، وألّا تخرج إلّا إذا خرج، وألّا تنطق من دونه.

فنراها واقفةً وراءه لا تصد ولا ترد، وقد أُعجب حسن وهدان بهذه الطاعة منها، فقال مُبتسمًا لـڪمال:

- مُمكن تستريح عشان نعرف نتكلم يا أستاذ ڪمال؟

رد بانفعال وهوَ لا يزال قائمًا مُنتصبًا:

- لأ، الكلام ده مش هآكل منه تاني زي إمبارح، إنتَ قولتلنا الأول أقعدوا، وبعدين كلمة في نظرة في همسة في لمسة؛ لأ، إنتوا بتدوروا في المكان الغلط يا حسن بيه!

هنا توقف حسن بمكانه وقد التفت حول مكتبه ليقترب من ڪمال، واضعًا كِلتا يديه بجيوب بنطاله ليزيد من مساحته الحيّزية اللا إرادية، فقال:

- ومين قالڪ إننا باعتينكوا عشان نحقق معاكوا؟!

- أومال سعادتڪ عاوز مننا إيه؟

تنهد فقال:

- إحنا لقينا مَلڪ!

صُعق ڪمال، وكذٰلك نولا، فالتفت لبعضهما البعض بدافع الذهول أولًا، ثم عادا إليه فسأل ڪمال:

- لقيتو، ليقتوها؟!

أومأ برأسه إيجابًا، فتسائل:

- طب هيَ فين؟

قال حسن وهوَ يعود إلىٰ مكانه:

- لأ، مش بالسرعة ديه يا أستاذ ڪمال!

عاد فأخرج هاتفه ليحدد صورة مُعينة وصلته مؤخرًا تُظهر مَلڪ وقد تحركت من إحدىٰ الكافيتريات بجوار ديان توربين والذي بدا مُتنكرًا بالصورة بنظارات شمسٍ كبيرة، تمامًا كما بدت هيَ بحِجابها.

فأظهر الصورة لهما قائلًا:

- إحنا عرفنا نحدد إنها مع الراجل ده، و الصور ديه جَتلنا من كاميرا مُراقبة كافيه في وش الكافيه إللي كانوا هُمَّٰ الاتنين قاعدين فيه.

تعرفت عليها نولا أسرع مِمَّا فعل ڪمال، وكان السِر وراء هذا في الحِجاب الذي كانت ترتديه، فأسرّت تعرفها عليها، حتىٰ سأل حسن:

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن