الحلقة الحادية عشر.

98 22 19
                                    

«مُستشفىٰ الهرم الحكومية».
الساعه 11:00 مساءً.

كانت مَلڪ تغفل أثناء جلوسها علىٰ مجلس العامة، إلىٰ أن كادت تسقط من استنادها علىٰ يديها، فلاحظ ابراهيم هذا.

- يا مَلڪ، مش نروح بقىٰ؟! وجودنا هنا لا هيقدم ولا هيأخر، وبعدين إحنا تقلنا قوي علىٰ إدارة المستشفىٰ.

قالت بنبرة غاضبة، دون مبرر واضح:

- أنا هفضل هنا، عاوز تمشي إنتَ إمشي!

فتوقف علىٰ قدميه قبل أن يزفر:

- عمومًا، أنا هروح استحمىٰ وأناملي ساعتين، وهتطمن علىٰ أخوكي، وبكرة لينا كلام تاني.

ثم تحرک، وما إن فعل حتىٰ اقتربت ممرضة من المكان الذي كانت تجلس به مَلڪ، وقد بدا عليها التردد في الإقبال.

- في حاجة؟!

قالتها مَلڪ، فاقتربت الممرضة مهرولة.

- حضرتک تعرفي الراجل إللي لسه ماشي ده، صح؟
- أيوة، ليه؟
- حضرتک بتثقي فيه يعني؟

لمّا تعجبتها مَلڪ تغيرت نبرتها:

- مالک، ده ابن عمي علىٰ فكرة!

هنا وارت الممرضة فمها بكلتا يديها، ومع هذا الرد الغريب من الفعل توقفت مَلڪ لتمسک يديها فتبعدهن عن فمها مُعنفةً.

- إنتي هتنطقي ولّلا أعملک مصيبة؟!
- حاضر.. الراجل ده إمبارح قبل ما يدخلوا الـ«كوما»، شوفته وهوَ خارج من أوضتک أهلک.

جحظت عيناها، قبل أن تدفع تلک الممرضة عنها بعنف:

- إنتي واحدة مجنونة!
- والله العظيم ده إللي حصل!

فكان من الواجب أن تفكر قليلًا.

***

«إحدىٰ الشقق المعروضة للإيجار».
بنفس الليلة.

يتجول بتلک الشقة المفروشة المعروضة للإيجار بقدمان واثقتان، ونظرة ثاقبة ليست لمَن لا يمتلک لسانًا سياسيًّا، عاقدًا يديه وراء ظهره، أمام صاحب الشقة والذي بدا متعجبًا تلک الخطوات.

فنراه واقفًا، صامتًا، متعجبًا، بجوار القاسم والذي كام عاقدًا يديه أمام صدره دون رد، حتىٰ حضر السؤال المهم من صاحب الشقة للقاسم:

- هوَ صاحبک لابس نظارة شمس جوة الشقة ليه؟

وبالرغم من انخفاض وحدّة صوت الرجل، إلّا أن الرد حضر من ديان بثبات:

- لإنها مش نظارة شمس، نظارة نظر بس غامقة؛ تمام، هنأجر الشقة.

قالها ثم أمر حمدي الواقف عند الباب بالذهاب وأن يعود بالغد بتمام الساعة الثامنة، ثم أشار لصاحب الشقة:

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن