الحلقة الثانية - الموسم الثالث.

66 10 1
                                    

«مكانٍ ما - جمهورية الكويت».

الساعة 01:15 صباحًا.

تتوقف تلڪ السيارة التي ظلّنا نُتابعها بأبصارنا مُنذ أن بدأ المشهد ومُنذ أن فُتح الكادر وحتىٰ أنزلت منها تقي الدين عُمران، مدفوعًا، مغلوبًا علىٰ أمره، وقد تم اختيار شكلٍ عشوائي لتلڪ الملابس التي باتت تستر جسده مُنذ أكثر من تسع ليالٍ!

ها هوَ الآن وأخيرًا، يرىٰ الضوء، بعد أن اعتقد أنه قد فقد بصره إلىٰ الأبد!

بالكاد اعتدل في جلسته علىٰ الأرض حتىٰ تمكن من الوقوف مكانه، فأخذ يتلفت يمين يسار للبحث عن أي مكانٍ قد يسأله عن موقعه والتوقيت.

ومن هذا الطريق إلىٰ آخر، ومنه إلىٰ غيره، حتىٰ وصل إلىٰ أحد محلّات الأسواق التجارية، فدخل مُتلهّفًا ليسأل صاحبه:

- لو سمحت، إحنا فين بالظبط دلوقتي؟

- مو فاهمڪ! خيّي، شو بتقصد؟

فتيقن أنه لا يزال بجمهورية الكويت، فسأله بنفس التلهُّف:

- طب إنتَ معاڪ ساعة، الساعة كام؟

هنا تفهم البائع أن صاحبنا هُنا للاستيلاء علىٰ ما يُمكنه الاستيلاء عليه بالمكان، فبدت علىٰ وجهه تعابير الارتياب من تقي، ولإن صاحبنا لم يكن مُغفلًا استوعب هذا هوَ الآخر؛ فتحرڪ من مكانه رافعًا يديه مُعتذرًا من البائع.

- خلاص مش مُهم، مُتشكر جدًا، عن إذنڪ!

و رحل قبل حتىٰ أن يقترب منه البائع.

* * *

وصل لأحد محلات بيع الملابس، فنظر بمحفظته التي وجدها بجيب سترته التي غطوه بها، ليتردد صدىٰ صوت الضابط الذي كان يحقق معه بالخلفية قائلًا:

- «... ومتخافش، كُل مليم أخدناه منڪ هيرجعلڪ، وفوقيه هدية وتعويض عن الكام يوم إللي شوفتهم هنا...!».

فلم يجد بها ما أُخذ منه، ولٰكنه عوضًا عن ذٰلڪ وجد ورقة شيكًا بمبلغ يعادل المائة ألف جُنيهًا مصريًّا، يُصرف للسيد تقي الدين عُمران، ولا أحد غيره، وكان من حساب رصيد رجلًا يُدعىٰ نوح الشوربجي..!

هنا بات تقي الدين أمام نارين، إحداهن دافئة والأخرىٰ باردة،

أولهن، أنه بات يملڪ أكثر مِمَّا سُلب منه بكثير!

والثانية، أنىٰ له أن يصرف هذا المبلغ بهذا التوقيت..؟

يجب أن يبيت بأحد الفنادق لليلة علىٰ الأقل قبل أن يبحث عن أي وسيلة ليشحن رصيدًا يتواصل به مع رانيا.

* * *

«أحد فنادق جمهورية الكويت».

الساعة 01:30 صباحًا.

وصل إلىٰ الاستقبال وهوَ يجر رجليه كالذي أُصيب بهن لليالي متواصلة، حتىٰ وصل إلىٰ الفاصل بينه وبين موظف الاستقبال فاستند عليه بكُل جسده، وسأله الموظف مُباشرةً بمُجرد أن وصل إليه ببشاشة:

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن