الحلقة الثانية - الموسم الرابع.

17 2 0
                                    

الحلقة الثانية: انتكاسة.

«بيت عائلة الراوي - الدقي».

الساعة 10:11 صباحًا.

«عندما تضيق بنا السبل نختار بمحض إرادتنا العودة من حيث أتينا».

وصل صاحبنا بسيارة الأجرة إلىٰ المڪان، فرمق البيت أولًا بناظرين خجولين، وكأنها المرة الأولىٰ له التي يحضر بها إلىٰ هنا.

أغمض عينيه ليتذڪر أجمل أيام حياته التي مرّ بها بهذا المڪان، مع مُراعاة اختلاف السيارة، ومع وجود تلك الجميلة الرقيقة ذات القوام اللاتيني بالبلاڪون الخاص بغرفتها.

ترىٰ كيف حالها الآن؟

هل افتقدته، أم أن لأهلها اختيارًا آخر؟

اختيارًا مُناسب عن اختيارها هيَ، ذَٰلك الاختيار الذي لَطالما كرهه نبيل، واعتبره مُنافسًا شرسًا له علىٰ الفوز بها.

ترىٰ هل لا تزال تذڪر وعدها له؟

- استناني هنا.

تدلىٰ نبيل من السيارة تارڪًا بها حقيبته، ثم توجه مُباشرةً نحو البيت والذي كان بابهُ مُغلقًا وقتها، فطرق الباب مرتين.

فلم يجيب أحد.

انتظر دقائق بمڪانه قبل أن يُقرر أن يتراجع للوراء قليلًا ليتأڪد أن أنوار البيت بأڪملها كانت مُنطفئة وكأن البيت بات مهجورًا.

- حضرتك عاوز مين؟

التفت نبيل وراءه فوجده أحد جيران العائلة، ومن الواضح من نبرته أنه جارًا قريبًا للغاية منهم، فسأل نبيل مُشيرًا نحو البيت:

- هوَ الحاج راوي موجود دلوقتي؟

قطب الجار حاجبيه مُستعجبًا السؤال، وقد بدت علىٰ وجهه الريبة:

- إنتَ قريبه؟!

- لأ، معرفة.

تنهد الجار أولًا قبل أن يُجيب بأسىٰ:

- الحاج راوي تعيش إنتَ!

صُعق نبيل، وقد جحظت عينيه تمامًا، وانغلق فمه بقوة، فتسائل:

- إيه؟!! إمتىٰ، وإزاي ده حصل؟

- الحاج راوي -الله يرحمه- مات في حادثة هوَ ومراته وهُمَّٰ مسافرين، اتنقلوا للمُستشفىٰ الأول بس الحالتين كانوا متأخرين.

وكأن الدنيا تلف برأس نبيل يمين يسار!

- ... كُل ده حصل قبل كام يوم من وفاة مازن حبيبي.

وكأن الدنيا لا تسع رأس نبيل من الصدمة، وكأنه علىٰ وشك أن يفقد بُرجًا من عقله، كيف مرّت مَلك بهذا كُل من دونه؟!

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن