الحلقة الخامسة.

158 24 20
                                    

«طائرة الرحلة ١٢٠ - سماء شبه الجزيرة العربية».
الساعة 01:05 صباحًا بتوقيت القاهرة.

كان نبيل قد عاد لمقعدة بالطائرة قبل استيقاظ أحد ركاب الدرجة، فها هو يلبث في سباتٍ عميق بالتوافق مع استيقاظ كُل مَن هُم حوله.

لا تزال كوابيسه تراوده، لا يزال عقله يلاعبه!

كان الأمر واضحًا للغاية للدرجة التي لاحظتها رانيا الجالسة بجواره...

ومن الجهة الأخرىٰ بعد بضع مقاعد مقعديهما، يصل طلبي چيهان ونوح، فتلتقط چيهان كوب الشاي أولًا في حين نرىٰ نوح الذي التقط قطعة من المعجنات التي قُدمت مع الطلب.

امتزجت وجبتها مع الثرثرة، الأمر الذي لا تحبه چيهان...

- ... يعني عاجبک إللي وصلُّه الولد ده!
- أنا مبيتلويش دراعي يا نوح!
- مين قال؟! في نفس الوقت مينفعش نفضل نعاند في بعض كدة!

قالت وقد سئمت هذا الحوار:

- إنتَ عايز توصل لإيه؟
- بما إنها أول مرة أورح الكويت بعد جواز ميرڤت من رجل الأعمال سراج الخليلي، أنا بفكر استغل السفرية ديه واشتغل معاه، وطبعًا نبيل معايا!

قالت بعصبية:

- وبعدين؟ مفهمتش برضه عايز توصل لإيه!
- مينفعش نبقىٰ هنشتغل مع الراجل أنا وإبنک وانتي وٱخدة منه تليفونه بالشكل ده!

قالت بحسمٍ قاطع:

- مينفعش يا نوح، طول ما إبنک مقتنع بالبنت ديه أنا عمري ما هديله تليفونه!
- چيهان، إحنا في الجو! هيكلمها إزاي وفين بس؟

ولتُنهي الكلام بهذا الشأن:

- إقفل الكلام في الحوار ده يا نوح!

بالناحية الأخرىٰ، وبنفس التوقيت، نرىٰ نبيل وقد أفاق مفزوعًا، يلهث كالكلب من فزعه، ويتنهد كالمختنق، محاولًا تنفس الصعداء، وما إن تلاقت عيناه بعيني رانيا حتىٰ قال بتلقائية:

- مَلک؟!

سرعان ما اتضحت رؤيته فتبين ما لم يكن يراه.

- نبيل، إنتَ كويس؟!

أبعد ناظريه هربًا من اتهامات ناظريها، قبل أن يلاحظ كيف كان يتصبب عرقًا منذ أكثر من ساعة من النوم.

- تمام، أنا هقوم أغسل وشي.

وبالفعل، ذهب ليتركها بمكانها متعجبةً ما يصيبه، لم يكن الأمر أكثر من مجرد إثاراتٍ للتساؤلات.

***

- نبيل، يا نبيل!

قيلت لعدة مرات بعد عدة محاولاتٍ من هزه لإيقاظه. وما حدث كان أن انتفض نبيل وكأنه كان بغيبوبة! ملتفتًا يمينه ويساره عدة مرات قبل أن يستجمع أين هوَ.

موکا || Mochaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن