جزء بلا عنوان 15

115 14 17
                                    


الفصل الاخير 
من الموسم الاول من الرواية


وقفت كتابة على دفتر الذكريات ورفعت راسي شفت وقح البرية واقف ادامي متكتف معصب، قلي:
"فيي افهم شو كاينة عم تساوي مع خطيبتي السابقة؟..."

فنجرت عيوني من كلامو، شو هو وابن عمي متفقين عالكلام، تنينهم معترضين، طب يمكن انا حبيت اضرب صحبة هالبنت مثلا...

كمل الغبي كلامو:
"هاي مش رح انسالك اياها بحياتي، حطيتيني بنوقف حرج جدا..."


انا شهقت من الصدمة، وقفت معترضة:
"انا كنت عم قدملك خدمة لترجعلك خطيبتك، وانت بتحكيني بهالطريقة؟..."

- وانت مين قلك اصلا انو بدي نرجع لبعض، بعد الي عملتو مستحيل نرجع لبعضنا ابدا...

- البنت تضحكو عليها رفقاتها

- اسمعي... طالما انك ما بتعرفي شي عن الموضوع الا الي حكتك عنو فما تحاولي تتدخلي وتزبطي الامور لانك بتخربي اكتر مما بتصلحي

- عنجد!... طلعت انا عم خرب وانت معاش بدك خطيبتك، ومين الي كان قاتل حالو كرمال السنسال وكان عشوي رح يوقع من الشباك وهو عم يفتش عنو متل المجنون

فجاة قرب علي ورفع ايدو وانا بعدت وجي واحتميت بايدي ولما شفت انو ما وصلني كف فتحت عيوني وتطلعت فيه، شفتو بعدو رافع ايدو ماسكها غصب عنو والشرارة طالعة من عيونو، رجعت كم خطوة لورا خايفة وهو بعدو بيطلع فيني كأن رح يقتلني

فجأة نزل ايدو وقال:
" احسنلك ما تعيدي هالكلام الي قلتيه مرة تانية، لان مش بكل مرة بتسلم الجرة"

برم وراح، انا وقتها معاش قدرت اتحمل واقفة، سندت على الشجرة وبلشت ابكي وضليت هونيك لحد ما صار المغرب فجاة بتوقف سيارة عطرف الطريق وبينزل منها ابن عمي، مش المزعج انما الازعج، الاخ الاكبر الي المفروض يكون زوجي المستقبلي بدون موافقتي، فات عالبرية وقف ادامي معصب:
"مش عاساس عند رفيقتك؟... او كاينة عم تكذبي..."

وطيت راسي حتى ما يشوفني عم ابكي وحكيتو بطريقة باردة حتى ما يحس عصوتي:
"كنت عندها، رجعت من فترة وحبيت ابقى بالبرية شوي..."

- وليش ما رجعتي مباشرة عالبيت؟ مش عارفة اني كاين ناطرك؟

- ...

- بتعرفي انو بييك طلب منك تتعودي عالفكرة من هلاء لان سنة الجاي رح نخطب ولما تخلصي جامعة رح نتزوج، لازم من هلاء تتعودي عالفكرة

- ...

لما شافني ساكتة ومش عم رد عصب، قرفص قدامي ورفعلي راسي ليعيط علي بس لما شافني عم ابكي تغيير الوضع:

- ليش عم تبكي؟... صرلك شي؟ .... حدا اذاك

بعدت ايدو عني وقمت معصبة لارجع عالبيت، على كل حال حكينا بهالموضوع الف مرة وما في منه فايدة، لا انا حابة اتنازل ولا هني حبين، هو عيطلتي كم مرة بس لما شافني ما رديت عليه ما اهتم، ركب بسيارتو معصب وراح


وصلت عالبيت والحمدلله فتحلي خيي الصغير والا كنت رح اتعرض لتحقيق من امي، كملت عغرفتي مباشرة وقفلت حتى ما حدا يزعجني، تسطحت عالتخت وكملت بكا لحد ما فقت ولقيت صار الصبح، قمت متكسلنة وطلعت بالمراية وفزعت من شكلي، انا مستحيل اطلع هيك ادام قمر الليل!

فجأة نزلو اكتافي كآبة، ما اصلا قمر الليل معاش في امل منو، هو اصلا كاين بيحب نوال من زمان... صار لازم انساه على كل حال ما فيي اطلع بهالمنظر حتى لو مش كرمال قمر الليل، حاولت اخفي الي قدرت عليه بالمكياج وجهز حالي، اطلعت من الشباك، الجو حلو ولطيف، السما زرقا والخضار كاسح البراري والورد منتشر بالارجاء، هيدا اخر يوم بالشتا، بالعادة باحتفل باخر يوم من الشتا لودعو، بس شكلي هالسنة مش رح اقدر احتفل، الشتوية عن غير عادة كانت مقرفة جدا، هي بالفعل كانت مميزة عن السابقات، بس بكريقة سلبية...

طلعت من الغرفة، عطتني امي ساندويشة ومجرد ما شافت عيوني فتحت التحقيق الي كنت خايفة تفتحو مبارح، ولا اراديا دمعو عيوني من جديد وبلشت ابكي، تركتها تحكي لحالها وركضت عغرفتي من جديد، كبيت الشنطة ورجعت تسطحت بالتخت وكملت البكا، قعدت امي حدي وصارت تسألني عن الي عم يصير معاي وتحاول تفهم مني شو الي صار، وانا بنفسي مش عارفة شو الي صار، هي مش شغلة او شغلتين، كل المصايب اجتمعت فوق راسي مع بعضهم بيوم واحد وانا مش عارفة كيف واجهها، وخيفانة ابي ما يغيير رأيو بالنسبة لابن عمي واضطر عنجد اتزوجو، هو شاب منيح بس انا ما بحبو لاتزوجو، بحسو متل خيي الكبير، مستحيل اتزوجو...


رفعت راسي عند امي وقلتلها:
- ماما انا ما بدي اتزوج من صالح...

غمضت امي عيونها وتنفست رجعت قالتلي:
- انت بتعرفي اننا حكينا بهالموضوع كتير، وابوك مصر، ما رح نقدر نغيير رأيو

- بس هاي حياتي مش حياتو، انا المفروض اختار

- هو خايف على مصلحتك وشايف انو صالح احسن انسان بيقدر يأمن عليك عندو

- بس لا انا بحبو ولا هو بيحبني

- الحب رح يجي بعد الزواج

- ماما انا بحبو بس متل خيي، مستحيل شوفو غير هيك ولو بعد ميت سنة

- اريج!...

برمنا تنينا لنشوف ابي على باب الغرفة معصب، قال:

- هيدا الموضوع ما فيه نقاش، انحسمت نتيجتو من زمان وما فيه تغيير، معاش بدي اسمعك عم تقولي ما بدك تتزوجيه...

قال كلمتو وراح عشغلو معصب، طلعت فيي امي وقالتلي:
"هيك خليتي بييك يروح عالشغل معصب!... "

رجعت طبيت عالفرشة وكملت بكا، كلعت امي فيي بقلة حيلة واضكرت تتركني لتروح تهتم بخيي الي بعدو ما راح عالمدرسة


بعد كم ساعة بتفيقني امي وبتقلي رفقاتي اجو يعملولي زيارة، استغربت انا، ليش جايين كل رفقاتي ليعملولي زيارة مع بعض، مش اول مرة بغيب عن المدرسة بس عادة بتجي بس نوال ومرات بتتصل بس لتطمن، قمت وطلعت عالمراية وطلع منظري افظع منا كان الصبح، استحيت اطلع هيك ادامهم بس مش رح اقدر اتركهم ناطرين وما اطلع لشوفهم

رحت غسلت وجي وشلخت المريول وطلعت لشوفهم، واول ما فتت عالغرفة الضيوف بتدنمز من صرختهم: "مفاجئة!... عيد ميلاد سعيد..."

انا سطلت مش فاهمة شي، طفو الادوية وصارو يغنولي سنة خلوة يا جميل، هني عم يحتفلو بعيد ميلادي وانا مش عارفة انو عيد ميلادي وصل، معقول انطويت الاشهر هيك بلا ما اعرف!... اسرعت لعندي نوال عم تباركلي السنة الجديدة، عبتطني ووشوشتني (همستلي): "مش ضروري تفضحينا، بعرف مش عيد ميلادك هلاء، عرفت انك حزينة لفراق الاستاذ جواد، كرمال هيك نحن الشلة بين بعضنا قررنا نعمل شي لنجمعكم ولو لاخر مرة، كانت فكرة سليم، نخبر معلمة الكيميا حتى تصر على الاستاذ جواد ليجي" 

سليم: واحد من افراد شلتنا معروف عنو بالذكا والتخطيط والاستراتيجيات، ورغم انو ذكي ما بيتجاوز ذكا قمر الليل بالدراسة، مش لان قمر الليل اذكى منو بس لان هو مش مهتم، ذكاه كلو موجهو باتجاه مختلف وهو عادة المخطط والرأس المدبر بشلتنا، نعود للقصة

رجعت بعدت نوال عني وهي عم تتأملني بابتسامة كبيرة كأنها عم تقلي: "حاولي استفيدي من الفرصة وما تضيعيها وركضت انضمت لرفقاتها وصارو يجو واحد واحد يعبتوني ويهنوني ويعطوني نفس النصيحة متل نوال، بس بالتفكير بكلامهم يعني... "

فتشت بعيوني عالسريع بين رفقاتي للاقي وقح البرية ساند عالحيط مزعوج كأن اجا غصب عنو، التفت لعندي نظرة سريعة اطلعنا ببعضنا باحتقار ورجع كل واحد مننا برم وجو عمطرح تاني وانا اضطريت ابتسم غصب عني كرمال مفاجئة رفقاتي، على كل حال هي كم يوم وبيسافر وبيختفي من حياتي نهائيا

اجت معلمة الكيميا وعبطتني بشكل مزعج، كرشها بلش يبين 

رجعت بعدت وقربت بطنها لعندي وقالت: "هلاء تعي خدي عبوطة من البيبي..." 

اطلعت فيها مصدومة قلتلها: "انت حامل..."

فنجرت عيونها وقالتلي: "خبرتكم هيداك اليوم بالصف، شو نسيتي..."

اخيرا طلع صوت وقح البرية وقال: "وليش مستغربة، من علاماتها بتقدري تعرفي انها مش مركزة بالصف بشي"

رجعت اطلعت بلئمنة، يعني الي فيني كافيني، اطلعت فيني نوال بحزن فقرب لعندي قمر الليل وحط ايدو عكتفي وقال: "اصلا اريج ذكية، مش بحاجة لتركز بالصف لتنجح "

جملة مجاملة قالها لما شافني كيف حزنت لما سمعت كلام وقح البرية بس هو مش عارف اديش اثرت فيني، كل عمري اتمنى مديح منو، بس هالمديح ما اجا الا لما تأكدت انو علاقتنا ميؤس منها، اولا لان اعز صديقاتي بتحبو، تانيا مستحيل غيير رأي ابي، يعني بعد ما تدمر حلمي بالكامل وقررت اتخلى عنو تحقق جزء منو، ساعتها رجعو دمعو عيوني، تراجعت خطوة لورا وبعدت ايد قمر الليل عني وهربت عغرفتي، الكل حزن كرمالي وبلشو يلومو وقح البرية لان حكاني هيك مفكرين اني زعلت بسببو، بس هو اكيد عارف السبب الحقيقي لانو هو الوحيد الي بيعرف اديش كنت اتمنى نظرة من قمر الليل

فاتت نوال لعندي مع بعض الصديقات وحاولو يواسوني ويقول لي ان الاحبة عادة قبل ما يعترفو لبعضهم بمشاعرهم كتير بيتخانقو وانا ما كنت رد عليهم لانهم مش عارفين شي من شي، ولا بدي اياهم يعرفو، بعد شوي لحقتهم معلمة الكيميا، استحيت منها وقعدت منيح وانا عم مسح دموعي، وسعولها رفقاتي حدي حتى تحكيني لانها كبيرة وبتفهم بس هي زعبت رفقاتي لتحكي معي لحالنا، ضهرو زعلانين وانضمو للبقية 

اطلعت فيني وقالتلي:
"خبروني رفقاتك انك بتحبي جواد..."

بعدت وجي عنها منزعجة وانا عم قول:
"هو بعد في حدا مش حاكي بهالقضية!... بستغرب لو فتت على بقية صفوف المدرسة وما لقيت التلاميذ الي ما بيعرفوني عم يحكو عن هالشي... "

ضحكت معلمة الكيميا رجعت قالت بجدية:
" بس انا بعرف انو هالشي مش صحيح..."

اطلعت فيها مستغربة وقلتلها:
"ولكن ليش مشيتي بمخططهم وقنعتي الوقح يجي على عيد ميلادي..."

فجأة فرطت ضحك وانا مش فاهمة شو صاير معها، قالت: 
"الوقح!... حبيت اللقب، معاش خبرني خيي شو كان اللقب الي اعطيتيني اياه، بس بشك يكون صوت الببغاء لان من لما صار يعلمكم بالمدرسة صار يعيطلي هيك..."

اتأكدت من ردة فعلي انو كلتمها صحيح لما فتحت تمي متل المهابيل وسطلت، العمى ليش لازم ااكل بعالعيلة يكون عباقرة ويستنتجو من دون اذني

قالتلي:
"معليش خبرتك قبل مرة انو عندي الف تلميذ بالمدرسة وبكل صف في مدري كم واحد بيكرهني واكيد كل واحد مطلعلي لقب... على كل حال... شو قرري بالنسبة لعلاقتك مع قمر الليل وصديقتك؟..."

اطلعت فيها مستغربة، هاي من وين بتعرف القصة ما يكون خبرها لوقح، هيدا بدو قتل، كانها قريت الي عم يصير براسي وقالتلي:
" كنت هيداك اليوم لما طلب منك تخبري نوال بمشاعرو، نسيتي؟..."

حكيت دماغي شوي وتذكرت الحادثة، كانت هي والوقح هونيك وقدمولي نصايح ذهبية، وطيت راسي لفكر بسؤالها رجعت قلتلعا:
"ما الي الا انساه... ما في امل ابدا... "

مسحت عراسي وقالتلي:
" يلا بكرا بتكبري وبتتعرفي على افضل منو"

تطلعت فيها وانا عم فكر :
ما يكون قصدها عن خيها... 
صح عارفة اني ما بحبو ولا بيحبني
بس من لما فات علمدرسة وهي تحاول تعلقنا ببعض

قالتلي:
يلا قومي رفقاتك ناطرينك
اجو ليفرحولك قلبك فما تبخعيهم

بتسمتلها وقلتلها:
"يلا بغسل وجي وبجي..."

ضهرت من الغرفة واتسطحت شوي لارتاح، الي تقريبا يوم وانا عم ببكي، بستغرب كيف بعد ما نشفو دموعي، قمت عالسريع عالحمام لغسل وجي اخلى ما اتاخر عليهم وانا طالعة بشوف وقح البرية قاعد بتختي وكالعادة عم يتفرج على دفتر الذكريات، عم يتصفح باهتمام، اطلع فيني وقلي:

" غريب ما كتبتي الي صار مبارح، الك بالعادة اسرع من الصحافيين بتوصلي الاخبار لدفتر الذكريات قبل ما تصير... "

قلتلو وانا منشفة وج:
"ما خصك... "

قربت لاخذ دفتر الذكريات منو قام بعدو عني، قلي: "ليش كاينة عم تبكي..."

ابتسمت ابتسامة جانبية وقلتلو: 
"شكلو دفتر الذمريات ما فادك هالمرة"

"وانت شكلك معاش توقي بدفترك متل قبل رغم الالغاز والالقاب..."

" هيدا الشي ما بيخص، رجعلي دفتري..."

" حرجعلك اياه بعد ما تخبريني عن سبب بكائك..."

" ما كنت عم ابكي..."

" وعيونك ليش هيك شكلهم..."

" وانت شو خصك؟... بتعمل خالك كتير مهتم وبتدهل باموري ومبارح كنت رح تضربني بس لاني تدخلت بأمورك..."

ما بعرف ليش بس لما قلتها لا اراديا رجعو نزلو دموعي، برمت عالسريع حتى ما يشوفني عم ابكي مع ان ما كان في داعي، يعي الشغلة كانت واضحة، كب الدفتر عجنب وقلي:
"معك حق... مش سهل الواحد بيسمح لحدا يتدخل بحياتو وخصوصياتو..."

- منيح انتبهت لهالشي، من لما تعرفت عليك ومش تارك صغيرة ا كبيرة وبتدخل فيها

- هيدا لانك هبلة وماشية عالعميانة، ما حبيت شوفك فايتة بالحيط واتركك

- وانا حبيت ردلك خدمتك الي وفكرت انو احسن طريقة هي انو رجعلك خطيبتك

اخذ نفس عميق رجع اطلقو، قال:
- كنت بخب خطيبتؤ كتير هالشي صحيح، وما كنت قبلان انساها صحيح، بس ما كنت ناوي ترجع لبعضنا ابدا لان مش قادر سامحها... وسهل علي انساها وهي بعيدة عني، بس لما جبتيلي اياها غيرتتي كل المغايير من جديد... صرت بدي بلش مز اول وجديد...

وطيت راسي من الخجل، انا بس كنت ناوية ساعد، ضلينا تنيننا ساكتين لحد ما بالاخر قلتلو: 
- انت كنت رح تفضل ما اتدهل ابدا بهالموضوع؟

- رد بمسخرة: اكيد

- وانت بتفضل لو اسحب ايدي كليا من الموضوع؟

- بتمنى

تأففت وقمت، مديت ايدي على جيبة المريول وطلعت السنسال الي اعطتني اياه اختو قربت لعندو وانا مخبيتو بايدي وقلتلو:
"اظن هو خيارك امتى رح تتخلص منو...
مش رح اتدخل بحياتك بعد اليوم... "

مديتلو ايدي وفتحتها ليبين السنسال، فنجر عيونو اخذو عالسريع ليتأكد انو هيدا هو وسألني:
"وين لاقيتيه؟...فتشت عليه ايام كتير لحد ما فكرت انو حدا لاقاه قبلي وعجبو واخدو وفقدت الامل اني لاقيه بعد..."

الصراحة... هو كان معي من الاول...
اختك اعطتني اياه وطلبت مني كبو باول مزبلة بلاقيها ادامي... بس... لسبب من الاسباب ما قدرت كبها..."

اطلع فيني رجع اطلع بالسنسال، فكر شوي رجع قلي: 
"يمكن خليكي تتدخلي بشؤوني شوي... صار وقت اني اتخلص من هالحب الي مقرفني عيشتي ومش مخليني كمل حياتي... "

رجعلي السنسال وقلي:
"اعملي متل ما طلبت منك اختي، كبيه باول مزبلة بتلاقيه... "

برم ليطلع من الغؤفة رجع وقت والتفت لعندي وقلي: "ونصيحة مني اعملي مع قمر الليل متل ما انا رح اعمل مع خطيبتي وانسي امرو..."

ابتسمت وقلت: "ما عندي هيار غير... "

برم ليضر بس عيطلو عالسريع: "لحظة... انا عندي فكرة... "

برم لعندي فقلتلو: "هالسنسال بينقسم 2، رح ياخذ كل واحد مننا قطعة وبيقسم على انو ينسى الشخص الي حبو، والي بينجح بهالشي قبل بيعطي قطعتو للتاني ليتمم هو المهمة، يعني هو بيكب السنسال بالكامل..."

عقد حواجبو وقال: " ما فهمت..."

اخذت السنسال وفككت القلب لصار قطعتين، اعطيته وحدة واحتفظت بالتاني وقلتلو: "رح اتسابق معك على نسيان الشخص الي بحبو، واذا وصلتك نص القلب الي معي قبل ما يوصلني النص الي معك اعتبر خالك خسرت بهالتحدي... "

ابتسم واخذ مني نص القلب وقلي:
"قبلت التحدي... "

لبس السنسال وطلع من الغرفة، لبست انا السنسال التاني وطلعت فيه وانا عم فكر، ية ترى مين رح يربح، تنينا حبنا ميؤوس بس النسيان شي تاني...

خبيت السنسال جوا كنزتي واطلعت لبرا لعند رفقاتي، وقفتني امي قبل ما اوصل لعندهم وسألتني:
" هيدا هو استاذ الفيزيك؟ صاحب اىشمسية والجاكيت؟..."

لاول مرة بعد 17 سنة عايشة مع امي بكتشف انو ذاكرتها كتير قوية، قالتلي بقلق:
" الاستاذ كتير حلو وجذاب ويمكن كمان خلوق، كرمالك اريج بعدي عنو، اذا حبيتيه وتعلقتي فيه رح يكون اصعب عليك شغلة الزواج من ابن عمك..."

زميت شفافي معصبة، ما فيي عيش خمس دقايق مبسوطة حتى يجي حدا ويذكرني بمعاناتي، قلتلها: "ماما... قلتلك الف مرة اني انا والاستاذ منكره بعضنا... فما في داعي لتخافي علي..."

" اريج... يمكن تضحكي عالعالم كلها بس مش علي... شفتكم انتو عم تحكو سوا، هالبسمة الي ابتسمتيلو اياها بعمرك ما ابتسمتيها لحدا... ابعدي عنو احسنلك..."

- اطمني ماما، اصلا هو معاش يعلمنا وكمان مسافر بعد كم يوم

- اففف الحمدلله، ما بتعرفي اديش كنت قلقانة منو، الله استجبلي دعائي وبعدو عنك...

راحت امي عالمطبخ لتكمل تحضير كبايات وصحون للكيك والعصير وانا رحت عند رفقاتي وانا عم فكر: طالما دعائها استجاب، ليش ما دعتلي حتى بابا يغيير رأيو...

فتت عغرفة الضيوف ولقيت الكل وقف حولي عم يطمن علي وانا طمنتهم، فتشت بين الحضور ولقيت الوقح عم يحكي مع اختو وعم يتفرج علي مبتسم، لا اراديا ابتسمت وفجأة تذكرت كلام امي، البسمة الي ما ابتسمتها لحدا قبل، بالنظر بالامر، انا عنجد بس شوف ابتسامتو بحس الحياة بتحلى حولي، معقول كون متل ما قالت امي!...

بهالحالة بكون ربحت التحدي وصار لازم رجعلو السنسال، وشو بخبرو، اني خلص معاش حب قمر الليل لاني بحبو هو؟... الفكرة سخيفة شوي، اظنها مجرد تخيل من تخيلات امي...

عيطولي رفقاتي لقطع الكيك، قمت بحماس واخذت السكينة جيت بدي قطع وبسرعة الوقح مد ايدو عالسكينة وهو عم يقطع الكيك معي وبلش يعطيني مواعظ عن النقطة المركزية بالكيك وقطر الدائرة والزواية وكيف لازم قسمهم حتى يطلع الكيكات متساوية للجميع ونحن بعدنا عم نقطع، الكل عم يطلع فينا وانا احمر وجي، واكتر سليم اخذلنا صورة تذكارية، وعلى فلاش الصورة انتبه الوقح اخيرا شو الي عم يصير، بعد ايدو عن ايدي بحرج ولاول مرة بحياتي بشوف خدودو حمرو وليتهرب من الموقف الحرج قال: 
"هيدا كل شي، بتمنى تكوني فهمتي الشرح وصرتي تعرفي تقطعي الكيك المرة الجاي... "

احمرو خدودي اكتر مما كانو وصرخ سليم:
"اكيد ما تعلمت من علاماتها بتعرف انها بتضلها شاردة، لازم ترجع تشرحلها الدرس مرة تانية، يلا احملو السكينة"

اطلعنا فيه معصبين انا واياه وصار وجي هالمرة كلو احمر، قلو الاستاذ بمزح: "انت مخصوم منك 5 علامات... "

كملو مزحن الثقيل بينما انا وجهت نظرة لامي ولقيتها عم تطلع فيني كأن الوضع مش عاجبها، طيب الوضع كان محرج شوي، انا عنجد ما بحبو للزلمة، مديت ايدي على السنسال من فوق التياب وانا عم فكر: 
"اذا كان عنجد اني ما بحبو ليش حاسة حالي هلائد مبسوطة لان لابسة هيدا السنسال الي هو منه!... اففف يا ربي نا كون عنحد حبيتو لان مش مستعدة واجه صعوبات جديدة من حب ميؤوس منه مرة تانية...

خلصت الحفلة وودعت رفقاتي، وقبل ما يطلع الوقح من البيت قلتلو:
"اذا... منشوف مين بتوصلو القطعة التانية قبل..."

ابتسملي وانا شردت بابتسامتو لفترة لحد ما سمعت حمحمة امي من بعيد، طلعنا فيها رجع غمض عيونو متل الي زعل على شي غالي ورجع قلي:

"خذيها نصيحة مني... اذا نجحتي بنسيان قمر الليل ما ترجعي تتعلقي بحب ميؤوس منو، بالاخص انك محجوزة لابن عمك..." 

ختم كلامو بابتسامة حزينة وراح وتركني مسطولة، من وين عرف اني محجوزة، اكيد ابن عمي الغبي، ما هني رفقة، راحت الابتسامة من وجي فجاة وحل مكانها الكآبة، شكلي رح اضطر اخذ بنصيحتو، بما اني ما قادرة اقنع ابي بتغيير رأيو عن ابن عمي وانا مصرة انسى حبي لقمر الليل، يفترض اني معاش فوت بحب جديد، حمدلله انخمد هالحب قبل ما يكبر، لو انو ما حذرني منو الوقح كان يمكن رح عاني منو كتير، بكل الحالات رح اضطر اخذ عنوان الوقح كرمال لما اتاكد من نسياني لقمر الليل ابعتلو السنسال وانسى احلام المراهقة، على كل حال بقدر اختار الاختصاص والشغل الي بدي اتخصص فيهم، رح اهتم بهالجانب وانسى الباقي وعيش حياتي على عالاساس...
مديت ايدي وكمشت السنسال من وقلت بحزن: "هيدا اذا قدرت..."

تمت 
الجزء الاول من:
شتاء الحياة ربيع حياتي


حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن