٣١

30 1 0
                                    


1

فنجر لؤي عيناه لسماع كلامه، رمش عدة مرات محللا كلامه حتى اخيرا اظهر ابتسامة استهزائية ليقول:

- فهمت ما ترمي اليه... انه مقلب جديد لجعلي اعترف بحبي لتلك لغبية، لن اقع في الفخ مرتان... في هذه الحالة اذهب وتزوج منها ايضا

- لست امزح معك وليس الامر مقلبا... انا احببت حسناء، لم افاتحها بالامر بعد لكنني سأفعل ان كنت انت حقا لم تعد تريدها

- هه... يا لك من صديق مخلص... فاذا اذهب واخبرها بمشاعرك فلم اعد مهتما بها

- هل انت متأكد؟

هز كتفيه ليعيد السيجارة الى فمه ويعود الى صديقته ليملئا ضحكاتهما الحي كله، تراجع ليعود الى حيث كان شاردا فاقبلت اليه حسناء مسرعة:

- ما الذي جرى؟ بما تحدثتما؟

نظر اليها جواد متفكرا ثم ابتسم بالالم ليربت على رأسها قائلا:

- انسي الامر، لا شيء يسرك بالموضوع

- لما؟ لا اظنه سيقول شيئا جديدا

- لقد كان يكذب عليك مسبقا... لكنه كان صادقا معي... يبدو انه فقد ثقته بي حتى بعد ذلك المقلب فحتى انا يكذب علي الان...

تابع في سره " اخشى ان يكذب على نفسه قريبا ويقتنع اقتناعا تاما بانه لا يحبك" عاد ليقول لها:

- اسف لكن بعد الان لا يمكنك الاعتماد علي في اصلاح علاقتك بلؤي

عادت لتدمع عينيها فابعد وجهه عنها بانزعاج، نظرا لهذه الدموع فحتى لو اعترف لها بمشاعره هي لن تقبل به، انه مجرد حلم، هي تحب لؤي وهو بالنسبة اليها مجرد صديق عزيز

اعتذر لها لتشجيعها ذلك اليوم على المقلب ونصحها بالتوجه من الان فصاعدا الى ليلى لانه لن يستطيع ان يفيدها باي شيء، رفعت نظرها اليه بتعاسة لتخبره ان ليلى رحلت للقرية ولن تعود قبل شهر

نظر اليها شاردا فعاد واعتذر منها لعجزه عن مساعدتها وتابع طريقه الى منزله تاركا اياها تبكي وحدها

---

بعد منتصف الليل نزل جواد ليجلس وسط ظلام ساحة الحي ويحتسي سكينته، جلس في كرسي ليسند ظهره رافعا رأسه مراقبا النجوم حتى لاحظ وميض سيجارة تقترب الى ان توقفت قربه، نظر اليه صاحبها متفحصا وسط الظلام ليقول مستغربا:

- جواد!... ماذا تفعل في هذا الوقت من الليل في الشارع؟

ابعد جواد نظره عنه بانزعاج ليقول بملل:

- نفس السؤال موجه اليك

ضحك بخفة ليجلس بقربه، اخذ نفسا من السيجارة ليطلقه في الهواء ثم قال:

- اذا الى اين وصلت بمقلبك مع حسناء؟

نظر اليه بانزعاج ليقول:

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن