الفصل 12

87 6 4
                                    


الفصل الثاني عشر


بعد ان اعادها صالح لمنزلها دخلت غرفتها بتعب كئيب، رمت حذاء الكعب كيفما كان دون ان تنظر اين يقع ثم اقفلت الغرفة وارتمت على سريرها وبدأت تستعيد مجرى الاحداث مع جواد في هذا اليوم


لقد رأت في عينيه مشاعر متفدقة، كان مختلف عما كانت عليه عيناه الساخرة قبل سفره، ربما اخر لقاء بينهما بدأت تلك النظرات ولم تعلم حينها ما اصاب قلبها اذ كان عليها الاستماع لامها والابتعاد عنه قدر الامكان


ففي النهاية كانت امها محقة، احبته وتعلقت به بشدة ونسيانه لم يعد بالشي السهل


ادمعت عيناها وهي تتذكر كلامه " اشتقتلك"


اغمض عيناها بقهر لتنحدر الدموع على وسادتها وبدأت ذكرياتهما معا تتدفق على رأسها، لطالما احست انه يحبها، وكان سامر دائما ما ينوه لذلك


اذا لماذا تزوج تلك؟!...

لم يبدو مجبرا على ذلك لانها حامل

بل كان سعيدا وفخورا

حسب قوله "اي شاب بيتمنى يلاقي متلها، طويلة وشقراء وذكية..."

انها بالضبط الصفات التي تنقصها هي

حسنا ربما ليست بذلك القصر، ومشكلة الذكاء يمكنها ان تحلها لو اكتفت بالدراسة طوال النهار دون ان تلتهي باي شي اخر، لكن حسب علمها انه يكره الشقار فقد كاد ان يقتلها حين صبغت شعرها للاشقر


لكن في كل الحالات ينقصها العامل الاهم وهو الحظ، الحظ لم يكن حليفها في اي وقت من الاوقات لا مع جواد، ولا مع ايمن، ولا مع الذين سبقوهما...


سمعت صوت والدها عاد من العمل ويسأل عنها، فضلت التظاهر بالنوم فاخر مرة سأل عنها فور عودته من العمل لم تكن النتيجة مرضية، علما ان صوته الان هادئ بخلاف تلك المرة، الا انها ليست بصدد فتح اي حديث او جدال مع احد، سمعت امها تقول


"فاتت عغرفتها من فترة يمكن تمون نايمة هلأ... او عم تدرس، بدك عيطلها؟... "


- لا لا... خليها ترتاح هلأ، بحكي معها بكرا


- في شي؟


دام صمت الاب قليلا ثم اجاب:


- لا... ولا شي


سمعت خطواتهما يتجهان الى غرفة الجلوس ولم تهتم ببقية الحديث اذ كان الموضوع لا يخصها، حاولت ان تتجاهل ما يمر من ذكريات برأسها فحملت كتابا وحاولت الدرس لكن هيهات

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن