28

31 3 4
                                    


الفصل 28



جلس سامر محتارا امام جواد الغاضب الذي يرفض ان يخبره بما جرى معه، فقد مل من كثرة تدخله في علاقته باريج ودون جدوى ترجى،

قطعت سلسلة افكارهما صوت شابة وقفت امامهما تلقي التحية، وجها نظرهما اليها، ابعد جواد وجهه عنها بانزعاج بينما اخذ سامر يتأملها شاردا

كانت شابة في اوائل العشرينات متوسطة الطول ذات بشرة بيضاء صافية، عيون زمردية وشعرها البني يتخلله خصل ذهبية

قطع تامل سامر فيها سؤالها:

- هل رأيتم اخي وزوجته مع صديقه في الارجاء؟

عقد سامر حاجباه مفكرا ليقول مبتسما بلهجة ساخرة:

- في الواقع رأيت الكثير من الاخوة والكثير من الزوجات وكذلك الكثير من الاصدقاء... لكن لا اظنني اعرفك حتى اعرف ما قرابتهم اليك

ابتسمت بحرج لتمد يدها قائلة:

- انا زهراء، اخي سليم اقبل مع زوجته جلنار وصديقه ايمن، اتوا منذ قليل، الم تلتقوا بهم؟...

ما ان سمع جواد اسم ايمن حتى التفت اليها يتفحصها ثم قال لسامر:

- لقد اقبلت الى مخييم عائلة ابو صالح، اوصلها اليهم

نظر اليه سامر بانزعاج وقبل ان يعترض صاحت الشابة:

- الست انت الاستاذ جواد!...

نظر اليها جواد بازدراء لتردف بحماس:

- كنت انت واريج صديقة اخي تحبان بعضكما

فنجر جواد عيناه لسماع كلامها، يبدو ان الاشاعات من حينها ما زالت تصدق ليومنا، لكن زهراء اخفضت راسها بحرج لتصحح كلامها:

- اوه... نسيت... اخبرني اخي انها كانت مجرد كذبة اخترعتها اريج لتطمئن صديقتها وتتصالح مع ايمن

قالت اخر جملة بانزعاج واردفت بتململ:

- تبا لما يجب على كل الفتيات ان يتيمن بايمن؟...

نظر سامر اليها متفحصا ثم قال:

- يبدو انك واحدة من تلك الفتيات...

احمرت وجنتاها لتنكر بتوتر:

- انا... كلا... هذا غير صحيح...

نهض سامر بحماس ليقول:

- حسنا جواد... تعلم انك صديق عزيز ولا ارفض لك طلبا، سأوصل الانسة الى مخييم عائلة صالح ثم اعود اليك

- خذ وقتك... لست مستعجلا للتعامل مع ازعاجاتك

ضحك سامر ثم قال لها:

- هيا اتبعيني

- مهلا انتظر!

نظر اليها ليراها تتوجه الى مجموعة كبيرة من الحقائب وتحاول لملمتهم، تحمل واحدة وتسقط منها اخرى، تنهدت بانزعاج واعادت النظر الى سامر بحرج قائلة:

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن