اخيرا بعد طول انتظار اجا وقت الفرج، طلعت صاحبة صوت الببغاء من الصف بعد ما رن الجرس، كانت ساعة ثقيلة كتير كنت عشوي رح اتقاتل انا ومعلمة الكيمياء، منيح الله الهمني الصبر ومشي الحال، فوتت كتاب الكيميا علشنطة وجبت كتاب الفيزيا، طلعت فيه بقهر، لازم حصتين مملين ورا بعض، كأن رح يكون الي خلق على احدب نوتردام، حطيت الكتاب ادامي وانا بتأفف من الغبي الي نظم برنامج الدراسة وحط مادتين علميتين ورا بعض، وفجاة فات الناظر عالصف، ابتسمت على امل انو يخبرنا انو استاذ الفيزيا يكون غايب والناظر ما خييب ظني، خبرنا انو الاستاذ رح يغيب ولمدة اسابيع كمان لانه تعبان شوي وبدو يتعالج، زملائي الوحقين ما نطرو ليروح الناظر ليبدو ابتهاجهم بسبب غياب الاستاذ من دون ما يراعو انو سبب غياب الاستاذ هو مرضو، اقل شي يتمنولو الشفاء غير العاجل يرجعو يفرحو ويهيصو، لكون صريحة انا كمان ما قدرت اخفي فرحي من الموضوع حتى لو ما هيصت متل البقية، بس الخبرية ما خلصت هون، رجع خبرنا انو جايبين استاذ بديل لكان رجع استاذنا، اطلع الناظر لبرا الصف لينادي استاذنا الجديد، شاب جكل حلو ومرتب، لابس عوينات شمس، ما فيكي تقولي الا فخم، لاحظت تعليقات البنات حولي وشكلهم رأيهم نفس رأئي، شلحه الناظر العوينات ليحطهم بجيبة جوكيتته ويقلو
"نحن بمدرسة مش بالشارع، حاول تكون شوي رسمي اكتر..."
راح الناظر وتطلع الاستاذ على الموجودين نظرة سريعة بينما قعد على طرف طاولته وانا حاسة كأن هالوج شفته قبل، عصرت مخي لاتذكر حتى شفته طلع سيجارة من جيبته وحطها بتمو وطلع القداحة ليولعها رجع نفخ الدخان، هون انا انصدمت الصدمة العجيبة، طلع الاستاذ البديل نفسه هيداك الوقح تبع البرية، حاولت خبي وجي منه قبل ما يشوفني بس للاسف لحق يشوفني قبل وتأكدت انه عرفني من صدمته للوهلة الاولى لما شافني وبسرعة غيير تعابير وجو ليظهر ابتسامة خبيثة، ابعد عيونه عني هو وعم يقول:
"شكلي رح اتسلى كتير بهالفترة..."
قربت رفيقتي الي حدي راسها مني لتهمسلي:
"اما استاذ!... جاية ليتسلى مش ليعلم...
شكلنا رح ننجح السنة بكل سهولة..."
ابتسمتلها وانا عم حاول اخفي توتري لانها مش عارفة انو الاستاذ عم يقصدني انا بالضبط...
وانا ما خبرتها عن الحدث الي صار بيني وبينه ولا كنت ناوية خبرها او حدا يعرف بهالشي"
وقف الاستاذ وهو عم يقول:
"خلينا نتعرف عالسريع لبلش شرح..."
توجه عند اول طبقة، اشر للتلميذ ليوقف وقالو:
"شو اسمك؟..."
خبره فسأل الي حده وهيك لحد ما وصل لعندي، وقفت بحرج وبسرعة لقيته تطلع عبوطي، لا اراديا خبيت اجريي ورا بعض مع ان البوط كان هالمرة نظيف فقلي:
"شكلك ما مرقتي عالبرية قبل ما تجي عالمدرسة..."
فنجرت عيوني من الصدمة، يعني انا كنت عم حاول اخفي هالشي على اعز صديقة عندي وهو عم يخبر الشي ادام الكل، تطلعت فيه بوقاحة وقلتلو:
"اظن سؤالك خارج نطاق الدرس؟..."
ابتسم بشماتة وقلي:
"صدقي او ما تصدقي...
كل شي بيقدر يصير ضمن نطاق الدرس
لما يتماشى مع مصلحتي...
حتى معلومات كنزك الثمين"
سكتت من الصدمة، هالصدفة الحقيرة ابدا ما كنت متوقعيتها، انو هالانسان الوقح الي قدر يغيظني بنص ساعة بقدر ما غاظتني البشرية كلها بسنة كاملة، يجي هو يعلمني، وشو بدو يعلمني؟... الفيزيك... اسوء مادي بالنسبة الي، والاضرب عم يهددني باسراري الخطيرة، فجأة فقت على صوته وهو عم يقلي:
"ما تضيعي الحصة كلها بصدمتك، عرفي عن حالك حتى اقدر اتعرف عالبقية وبلش شرح..."
هزيت راسي وانا عم نظم افكاري ورجعت قلتله:
"انت بتعرفني ما اظن في داعي عرف عن نفسي..."
- صح
انا بعرفك...
وبعرف غيرك...
دار نظرو على زملائي بالصف وقلي:
"هم خبروني هلاء عن اسمائهم
تحبي انا خبرهم عن القابهم؟...
زميت تمي وانا عم حاول اهدى حتى ما ارتكب فيه جريمة، فقلي:
"لما اطلب منك طلب بتنفذي بلا جدال...
هلاء خبريني عن اسمك"
بعدت عيوني عنه وانا عابسةلقول:
" اسمي اريج..."
اظهر ابتسامة مجاملة وقلي:
"تشرفنا اريج... صار فيكي تقعدي..."
قعدت متكتفة ومعصبة منه، وقفت رفيقتي عرفت عن نفسها وهيك مع البقية حتى خلصو الكل، اخذ نفس عميق من السيجاؤة ليستفيد منها قدر الامكان رجع قرب عالشباك وكبها لبرا ورجع وقف ادام عاللوح وقال:
" انا جواد استاذكم الجديد لكان تعافى استاذكم القديم
بتمنى نقدر نتفاهم وتستوعبو علي بسهولة
حاولو ارفعولي راسي ادام الاستاذ لما يرجع...
ما تخلو اول مرة الي بالتدريس تكةن فاشلة..."
فرط الصف ضحك بينما قلتلو انا:
" يعني ما عندك خبرة بالتعليم...
عم تجرب فينا..."
تطلع فيني نظرة كأنه بدو يقتلني رجع قلي:
"انا خريج فرنسا مش بحاجة لخبرة بالتعليم
الشهادة بحد ذاتها خبرة..."
- حسستني انو العلوم بفرنسة بتختلف عن العلوم ببلدنا
- احم... هيك كنتي تجادلي احدب نوتردام كمان
رفع حاجبو بتحدي بينما الصف فرط ضحك مش فاهمين بالضبط لشو عم يلمح، اما انا فاصفر لوني من خوفي يكمل على باقي الالقاب ويجرسني، سكتت لما فهمت اللطشة وفضلت مرء هالساعة عخير
تجاهلني واخذ طبشورة وصار يكتب عاللوح ويرسم اشكال غريبة ويشرح وانا ما فاهمة شي، عالملل بعدت نظري عنه ووجهتو لعند قمر الليل، هالطالب ذكي حلو ومثالي، بعد متله مش شايفة بحياتي، قطع احلامي الوردية بقمر الليل صوت الاستاذ لما نادى باسمي، وقفت بسرعة متوترة وقلي بعصبية:
"خبريني عن شو كنت عم اشرح؟..."
الصراحة طلبه كان اعجازي، انا والفزيك مش اصحاب ابدا، لا بفهم عليه ولا بيفهم علي، غير انو عقلي كان بالكامل مع قمر الليل فمن وين بدي اعرف عن شو كان عم يشرح، قرر اخيرا الاستاذ يكون لطيف ويساعدني فأعطاني 3 خيارات لاختار واحد منهم، تفكرت بالامر وجيت بدي اختار الاول الي اكتر شي فيه كلمات مألوفة بس وقفني الاستاذ بعد ما قرب مني وهمسلي:
"انتبهي عجوابك لان قمر الليل عم يراقبك
ولد زكي متله ما اظن تحبي تطلعي هبلة ادامو"
لا اراديا برمت لعند قمر الليل لشوفه بالفعل عم يطلع فيني، حط الاستاذ ايدو عكتفي وقلي:
"اذا... متل ما توقعت، هيدا هو قمرك عنجد "
تطلعت بالاستاذ مصدومة، طلع قلي هيك بس ليأكد واحد من شكوكه وحطني بهالموقف لمحرج ادام القمر،
اما القمر لما شافني عم اطلع فيه هيك مرعوبة، فاض نبع الحنان الي فيه بعد ما فهم من نظرتي المرعوبة له اني عم اطلب منه المساعدة ليخبرني بالجواب، رفع تلات اصابع ليخبرني انه الاحتمال التالت، استغربت انو هيداك الاحتمال كلماته جديدة علي وهو الاحتمل الابعد،
يبدو انو كنت شاردة لدرجة لحق الاستاذ بلش بدرس جديد وانا مش عارفة، منيح انو تطلعت بالقمر لينقذني، برمت عند الاستاذ وقلتلو الجواب فقلي بكل برود:
"غلط... حاولي تركزي معنا اكتر بالصف..."
رجع عاللوح بينما القمر السخيف فرط ضحك هو وصديقه شريكه بالطبقة وصارو ينكتو علي..
نسيت خبركم شغلة مهمة عن قمر الليل، هو صحيح ذكي وحلو ومثالي، بس بيحب كتير يعمل مقالب بالعالم حتى لو كانت حبيبته المسكينة، قربت لحدي صديقتي بعيون حالمة لتقلي:
"يسلملي ضحكتو ما اجملها، بحس روحي رح تطلع لما اسمعها..."
تطلعت فيها ببرود وقلتلها:
"ليكون بعلمك انو سبب الضحكة كانت صديقتك المقربة، فما المفروض تعجبك..."
تغاضت عن كلامي وظلت محتفظة بابتسامتها الهبلة وهي عم تطلع فيه
لكون صريحة، صح هاي الي حدي هي صديقتي الودودة، بس بنفس الوقت هي عدوتي اللدودة ومنافستي على قمر الليل، ومع هيك، بخاف باليوم الي بيعترفلي فيه القمر بمشاعرو كيف بدي خبرها، اكيد بتنجرح وبتزعل مني ويمكن توقف صداقتنا، بس لوقتها فرج، يمكن لوقتها تتعرف على حدا جديد وتحبه واجتاز الموقف المحرج بدون زعل...
رجعت نظري عاللوح لشوف الاستاذ عم يرسم راسسور معلق فيه اثقال حديد ومدري شو عم يحكي عنهم، بس بالتفكير بالامر، يمكن كرمال هيك سمو الفزيك بهالاسم، لان الراسورات فيه بيحملو اثقال وبيعملو فيزيك، اما بالنسبة النا فدماغنا هو الي بيعمل فيزيك لما بيتحمل ثقل هالمادة...
رن اخيرا الجرس، عالسريع الكل ضب كتبه بالشنطة ليطلعو من هالسجن بينما انا كنت قاعدة اتفرج على قمر الليل لاخر لحاظات الي معه بهاليوم، اتطلع فيي قبل ما يطلع من الصف ابتسملي وراح، حطيت ايدي عقلبي وغمضت عيوني لاخذ نفس عميق وارجع طلعهم، نكزتني رفيقتي وقالتلي:
" عفوا ما رح اقدر ارجع معك عالبيت اليوم، رايحة عالمكتبة بدي اعمل بحث سريع عن درس الادب..."
تطلعت فيها مستغربة، اخر فترة صايرة كتير عم تروح عالمكتبة، شكلها عم تحاول تسبقني بالعلامات حتى تصير قدرتها التنافسية اقوى عند القمر، لازم انا كمان صير روح عالمكتبة وما خليها تسبقني، راحت البنت بعد ما لوحتلي بيدها وانا كمان، وقفت لامشي بس وقفني صوت اقشعر بدي منو، اكيد الاستاذ السخيف، قلي:
"نظرة فابتسامة فسلام...
هيدا هو الاعجاب بنظرك!...
بغض النظر عن نوعية النظرة...
للصراحة النظرات الي حكيتي عنهم بمذكراتك مختلفة كليا عن النظرات الي شفتهم هلاء"
نطلعت فيه معصبة:
"وانت مين وكلك لتراقبني وتنصحني؟...
مهمتك هون استاذ مش اكتر فبتمنى ما تتعدى هالحدود"
رفع حواجبو باستخفاف وقلي:
"استفلي...
النصيخة بجمل..."
رحت معصبة وانا عم قول:
"ومين بيحتاج لجمل بهالعصر
بعدو عايش بالعصر الجاهلي..."
حطيت الشنطة عظهري وتوجهت عالباب لاطلع، فقلي:
"اذا حابة تمرقي عالبرية، اتأكدي انو عندك محارم بالشنطة، ما بدي انقطع بنص الطريق لان حدا بياخذهم مني..."
برمت لعنده معصبة رجعت قلتلو:
"ما خصك فيني..."
طلعت بسرعة من الصف قبل ما يرد علي وانا متأكدة انو هيديك الابتسامة السخيفة الشامتة مش عارفة تفارق تمو، المهم اني لحقت اهرب قبل ما شوفها لاني بتنكرز من شوفتها
دفتر مذكراتي العزيز، بعتذر منك بس رح اضطر ارجع اكتب فيك اشيا بشعة من جديد...
وشكلي بضل بكتب اشيا بشعة لعدة اسابيع...
أنت تقرأ
حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)
Romanceقصة لعشاق المطر والرومنسية قصة بنت بتحب واحد بصفها، بيتدخل البطل لينقذها لانها عمية بالحب وما بتلاحظ انو زميلها ما بيحبها بس هي بتكون عنيدة بشكل مش طبيعية وما بتقنع منه بتصير بينهم احداث بتخليهن يحبو بعض بدون ما يحسو وبعد ما اكتشفو مشاعرهم بلاقو ال...