فصل ٣٢

25 1 0
                                    




مرت ايام كئيبة على حسناء وهي تحاول الاكتفاء بالتحدث يوم الاحد فقط مع جواد، كانت احيانا نادرة ان فرغ من درسه باكرا يتحدثان على الواتساب

وهكذا مضت السنة الجامعية بقدر ما تسمح لها بالخير واقبل الصيف اخيرا

استقبل جواد اهله بحرارة ودعوا اخوته المتزوجون وخطيب شيماء وحسناء للاجتماع معهم على الغداء، وعلى هذه المناسبة الجميلة قررت شيماء وخطيبها ان يزيدوا الفرحة فرحة واعلنوا عن موعد زواجهم وفرح لهم الجميع

كانت ثلاثة اشهر هادئة بل رائعة للجميع حتى حان موعد سفر جواد، ذهب لزيارة شيماء قبل السفر بعدة ايام وجلسا على الشرفة

وبينما هم يتحدثون نظر للبرية المقابلة وسرح عن كلام اخته اذ رأى فتاة غبية تدخل البرية بصعوبة، في كل خطوة تخطوها تتأوه بسبب الاشواك المحاطة التي نبتت ايام الصيف الحارة،

وعندما تكرر هذا المشهد عدة مرات امامه فرط ضحك، نظرت اليه شيماء مستغربة اذ لم تكن تتحدث بشيء يضحك، عادت لتنظر الى حيث ينظر ففهمت سبب ضحكه فقرصته قائلة بعتاب:

- لا تسخر من تلميذتي

نظر اليها متسائلا:

- تلميذتك!

عاد ليضحك ثم يقول:

- يبدو ان لا سبيل للملل في حياتك، لا هنا ولا في المدرسة، بوجود شخص مثلها، اراهن انك تقضينها ضحكا

نظرت اليها شيماء بحزن الى ان استقرت الاخرى تحت جذع شجرة زيتون بعيدة من الشارع نسبيا واخرجت دفتر يومياتها وبدأت تكتب فقالت شيماء:

- لست من النوع الذي يحب ان يضحك لمصائب الاخرين

نظر مستغربا الى شيماء ثم الى الاخرى ليجدها تكتب فقال:

- تبدو مجتهدة... انها تدرس حتى ايام الصيف

حينها فرطت شيماء ضحكا لتقول:

- مجتهدة!... اريج مجتهدة!... هاتان كلمتان لا تتحدان ابدا...

نظر لاخته ببرود ليقول:

- اذا بما تفسرين ما تفعله الان ان لم تكن مجتهدة؟

- حسنا لست ادري، لكنها اقل من تشارك في الصف، اقل من تركز، اقل من يهتم بالدراسة... كل ما يدور في رأسها في المدرسة فتى في صفها يحب صديقتها

- تحب حبيب صديقتها؟

- حسنا هي لا تعرف بذلك... فهما لم يرتبطا بعد، لكن يمكنك ان تعرف من النظرات المتبادلة، الحب بينهما واضح وكما يبدو انها لا خبرة لها بذلك ولا احب ان اخبرها بذلك بنفسي خوفا على مشاعرها

نظر جواد اليها شاردا يفكر في امرها حتى استيقظ اخيرا على صراخ اريج وهي تقفز فزعة فقالت شيماء بملل:

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن