جزء بلا عنوان 8

136 16 34
                                    

اطلعت بشعري الاحمر عالمرايا، جميل جدا، عملتلو ليس عالسريع احلى ما ارجع أخر نوال وهي عم تنطرني وتاكلها بهدلة من الناظرة بسببي، مشيت لبرا الغرفة بسرعة ولقيت خيي الصغير عم يطلع فيني نظرات مريبة، اطلعت فيه بحقد وقلتلو:
"وشو عملت اليوم؟..."

استغرب سؤالي وقلي بكل براءة:
"ولا شي..."

رجع ابتسم ابتسامة كبيرة وقلي:
"انت سوبز ساينز..."

طلعت فيه نظرة هبلة وقلتلو:
"سوبر ساينز ! ..."


كمل بحماس:
"هني لما يتطورو بيتغيير شعرهم للاصفر 
ولما يتطورو اكتر بيصير شعرهم احمر متلك..."

فنجرت عيوني من كلامو، هلاء فهمت انو عم يشبهني بهيداك السخيف الي بيحضرو بالرسوم المتحركة دراغون بول، قلتلو:
"روح من ادامي قبل ما اقتلك
رح قول لماما معاش تخليك تحضر تلفزيون 
لانك معاش قادر تميز الواقع من الخيال..."

بصوت مسخرة رد علي:
" هه... تلفزيون!...
ليش مين بعد يحضر تلفزيون
كل حلقة بيعيدوها الف مرة
والحلقات كلها قديمة
الي بدو يواكب العصر لازم يحضر عالنت"

فنجرت عيوني وانا اطلع فيه لما سمعت كلامو:
"ولك...
بعدك مش طالع من البيضة..."

" اختي!...
افتحي عيونك 
انت الي بعدك مش طالعة من البيضة
حتى ما تعرفي ان التلفزيون
ما بيعرض شي خرج ينحضر..."

تضحك علي بمسخرة ورجع راح ليجهز حالو للمدرسة، وانا الي كنت مفكرة خيي صغير وبريء، طلعت انا الصغيرة بنظرو وهبلة وبريئة، على كل حال مين مهتم بالي بيعرضه التلفزيون من رسوم متحركة، انا بيهمني المسلسلات الهندية والتركية وهول الشغلات، وبالفعل متل ما قال عالنت الحلقات بتكون اجدد بس ما بيحطوا الا اول خمس دقايق من كل حلقة جديدة ما معروضة علتلفويون ومش باللغة العربية، معقولة خيي بيفهم لغة غير العربية، بستبعد، ما هو باللغة العربية حمار فكيف بغيرها

تجاهلت كل هالافكار لان كنت مستعجلة وركضت عالثانوية، وعالطريق كالعادة التقيت بنوال، واظهرت انعجاب كبير بلون شعري، قالتلي كتير حلو وكتير لابقلي، انبسطت كتير من كلامها لان مبارح اللون الاشقر عملي كآبة، ان شاء الله وقح البرية كمان تكون ردة فعله ايجابية لان بالعادة شغلتو الانتقاد، ما اظن حتى لو انعجب باللون يخبرني هالشي، بحسو بيحب يزعجني وبس...

~~~

الصراحة مرت ايام بلا ما التقي بوقح البرية، دوامو ما كان يناسب دوامي، يجي عالمدرسة مأخر حسب الحصص ويرجع ابكر مما انا كنت اطلع، مرات شوفو بس من بعيد لبعيد، مع اني كنت عارفة انو رح يتمسخر علي كالعادة بس كنت حابة فرجيه اني غيرت عن الاشقر واني مش عم اصبغ بس كرمال قمر الليل انما لاني بحب التغيير، الصراحة قرفني لما قلي انو عم ضل ذل بنفسي كرمال شاب بيحب غيري، وما حبيت تضل هالفكرة براسو

اليوم ما قدرت نام بكير، اليوم اكيد رح التقي باستاذ الفزيك لان رح يعلمنا، فقت بكير كتير متحمسة واطلعت بحالي عالمرايا، الصراحة حاسة شعري صار ممل، الي تقريبا اسبوع على نفس الشعر، حسيتو بحاجة لشوية بهجة، شوية حيوية، اطلعت بالساعة، بعد بكير كتير للمدرسة، بلحق اعمل شي مميز من زمان كنت حابة اعمله بس بسبب وقتي الضيق او بالاحرى ما كان الي خلق، بس اليوم متحمسة كتير كرمال هيك رح اعملو، اخدت ماكينة الكيرلي وعملت شعري لكات صغيرة كتير لحد ما صار شعري حول راسي متل طابة، فرطت ضحك، ما كان بهالجمال بس التغيير حلو، اخذت شكلة ورجعت شعري عن وجي لورى والباقي تركتو مفلت، والصدمة اني تأخرت عالمدرسة، بقيت تلات ساعات وانا اعمل فيهم، لبست عالسريع وطلعت من البيت بلا اكل مشي سريع ووصلت لعند نوال وانا عم اتنفس بصعوبة، قالتلي مصدومة:
" ولك ليش هيك عاملة بحالك..."
ما بعرف ليش الصدمة اذا بسبب شعري الغريب متل الغجر او كرمال طريقة تنفسي، قلتلها بكلام متقطش وانا ايدي عقلبي:
"تأخرت كتير بسبب شعري...
مع اني فقت بكير."

اكيد رح تتأخري
هالموديل كان المفروض تعمليه بالليل قبل النوم
لان لازم تعمليه خصلة خصلة 
والخصل صغار
هلاء خلينا نمشي بسرعة
تأخرنا كتير..."

- وانت ليش بعدك ناطريتني
كل مرة بتحسسيني بالذنب
بيقولو عنك صديقة وفية 
الاصدقاء ما لازم يحسسو اصدقائهم بهالنوع من المشاعر

- الصديق هو الي بيوقف مع صديقه وقت الضيق
وانت هلاء بضيق
ما يأنبك ضميرك لان انا اخترت انطرك
مش انت الي طلبتي مني

مسكتني من ايدي ومشيت ومشتني وراها، بالاحرى جرتني وراها لان بالكاد كنت قادرة امشي، وصلنا عالمدرسة والحمدلله بعدو ما كان داقق الجرس، مشينا لنروح عالمجموعة اصدقائنا بس لقيت استاذ الفزيك بعدو واصل للمدرسة، شكلي ما رح اضطر انطر لاخر حصة لفرجيه علون شعري، ودون ما انتبه لخبر نوال ركضت لعندو، وقفت ادامو لاقطع طريقو وقلتلو بحماس:

" شو رايك بلون شعري الجديد..."

ضليت مبتسمة بحماس بينما لسبب ما بعرف شو هو انصدم الزلمة لثواني ومجرد ما فاق من صدمتو عصب علي بدون سبب وقلي بلئمنة:
"انقلعي اختفي من وجي..."

بعدني عن طريقو بعصبية وراح كمل طريقو معصب وانا بقيت مصدومة، مسكتني نوال وقالتلي:
"شو قلتيلو للاستاذ؟
ليش هيك عصب؟..."

اطلعت فيها وانا بعدني مصدومة وارجعت اطلعت فيه وهو عم يفوت عغرفة المعلمين، غمضت عيوني وانا عم حاول استوعب شو صار هلاء بالضبط، رجعت اطلعت بنوال وقلتلها:
"وانا عارفة شو عم يصير مع هالاهبل!...
امشي خلينا نرجع لمجموعتنا..."

ما لحقت كمل جملتي حتى رن الجرس ونسينا امر مجموعتنا، بس رحنا لنوقف بالصف، الصراحة ردة فعل وقح البرية المزعجة خلتني متضايقة كل النهار وما ركز عالحصص، صح بالعادة بيتمسخر علي، بس هالمرة الشي كان مختلف، هو حكاني بطريقة بشعة كتير وانا ما عملتلو شي، معقول فكرني غيرت لون شعري لان قمر الليل ما عجبو اللون الاشقر؟ بكل الحالات ما بيحقلو يعاملني بهالطريقة

والصراحة انو ردة فعل معلمة الكيميا ما كانت مختلفة كتير عن خيها، مع انها ما حكتني، بس نظراتها الي طول الحصة ما كانت بتطمن، وهي شو قصتها كمان، ما تكون مفكرتني اني عملت هيك كمان كرمال قمر الليل، تأففت منزعجة وفكرت، شو ما كان السبب هني شو خصهم

اخيرا خلصت الحصة لاتخلص من نظرات المعلمة المزعجة، مع اني كنت خايفة من الحصة الي بعدها لان الاستاذ الصبح كان مش طبيعي لما شافني، وعن غير عادة المعلمة ما قعدت تفتح احاديث جانبية مع رفقاتي انما طلعت من طاولتها واجت لعندي مباشرة، شلحت الطئية من راسها وحطتها براسي وقالتلي:
"حاولي تخلي شعرك مخبى بحصة الفيزيك
ما بعرف شو رح تكون ردة فعل جواد لو شافك هيك
بس اكيد النتايج ما رح تكون مرضية..."

حملت حالها وطلعت من الصف وانا اطلع فيها وفكر:
"شو عم يصير اليوم بالعالم؟
هه... واضح انها ما بتعرف ان الاستاذ شافني بالفعل اليوم
وبالفعل النتايج ما كانت مرضية..."

وبما ان الاستاذ شافني وخلص شلحت الطئية وحطيتها عجنب، فات الاستاذ عالصف واطلع فيني بطرف عينو وحاول يتجاهلني، احذ كتاب اول تلميذ طلع بوجو بلا ما يسألو وصار يتصفح الكتاب بينما سأل رفقاتي:
"لوين وصلنا اخر حصة؟..."

خبروه التلاميذ بس مش شكلو كاين عم يتسمع عليهم، خلص تصفح الكتاب رجع يتصفحو بالمقلوب ووقف بنص الكتاب شارد رجع اطلع بالتلاميذ وقلهم:
"وين قلتولي وصلنا؟..."

فرطو التلاميذ ضحك ورجع خبرو هيدا الي اخذ منو الكتاب وفتح اخيرا عالصفحة المناسبة، وقبل ما يبلش شرح رجع اطلع فيني نظرة سريعة ورجع للكتاب متلبك، ولسبب من الاسباب كان الاستاذ ضايع اليوم بشكل مش طبيعي، شي يطلع فيني ويشيل عينو عني هالسريع، كل الوقت معصب مش عارف يركز ولا عارف يشرح الدرس لحدما بالاخر انفجر وصرخ علي:
"اطلعي برا الصف اريج..."

صدمة على صدمة، الصبح عييط علي بلا سبب وهلاء عم يطردني من الصف كمان بلا سبب، معقول كل هيدا كرمال شعري؟ لا اكيد في شي تاني، اطلعت بازرار المريول لاتأكد انهم مسكرين متل الخلق لان هيديك المرة هددني يطردني من المدرسة لو فتحتهم بس كانو طبيعيين متل كل رفقاتي والاكتر كنت لابسة كنزة قبة خنق، فشو القصة معو هالزلمة

الكل عم يطلع فيني بدو يعرف شو الي عملتو حتى قرر الاستاذ يطردني، الاستاذ وقف محتار وغطى وجو بايدو مش عارف شو يساوي رجع حكا معي باحترام بس ما غير قرارو عن طردي:
"اعملي معروف اريج اطلعي برا..."

اطلعت فيه منشفة وج وقلتلو:
"ما بطلع برا حتى اعرف السبب"

زم شفافو كأنو عم يحاول يضبط اعصابو وقال عم يهدد:
" بعدني عم حاول احكيكي بهدوء 
ما تخليني عصب
اطلعي برا احسن الي والك..."

تكتفت مغترضة وقلت بتحدي:
"مش طالعة قبل ما اعرف شو ذنبي... "

اشر لبرا وهو عم يعيط:
"قلتلك اطلعي
مش عارف ركز متل البشر وانت واقفة ادامي بهالشعر
ما فيني اظلم رفقاتك كرمال حضرتك قررتي تغيري موديل شعرك
اطلعي وبتمنى بحصصي معاش تعملي شعرك هيك
واذا ما عملتيه هيك بغير ايام كمان بيكون افضل..."

الصراحة ما بعرف شو مشكلة الاستاذ مع هالموديل، انا كتير حبيتو، او انو متل ما قال الكل لابقلي لدرجة ان جمالي مش سامحلو يركز متل البشر، عرفت انو استنتاجي كان سخيف، بس عذر الاستاذ كان اسخف، بس مع هيك قررت اطلع لان عيون التلاميذ صارت عم تتردد بيني وبين الاستاذ، ورغم ان الكل ساكت مصدوم من كلامو الا انني متأكدة انو الف فكرة عم تبرم براسهم، واكيد افكارهم مش رح تكون افضل من افكاري، بالاخص انو مش عارفين اديش اني انا والاستاذ ما منطيق بعضنا

وقفت وطلعت لبرا بلا ما ضيف ولا كلمة لان الوضع صار محرج، مع اني للصراحة بعدني مش فاهمة شو مشكلة وقح البرية بالضبط، طلعت قعدت بالملعب وصرت اكتب بدفتر ذكرياتي عن جنون الوقح اليوم، وسبيتلو بكل لغات العالم وتمنيت لو اني ما شفتو اليوم ولا شافني، خلصت كتابة وضل شوية وقت قعدت عد الثواني لحد ما كان خلص الوقت لان ما سمحولي اطلع من المدرسة قبل ما يخلص الدوام، كمان كنت تاركة شنطي بالصف، واخيرا رن الجرس، قمت لجيب الشنطة بس لقيت نوال جايبتلي اياها واجت لعندي بفضول مش طبيعي:
"شو صار معك ومع الاستاذ؟
ليش هيك عمل؟..."

رديت عليها معصبة:
"وانا شو بعرفني شو بيصير معو فجأة
شكلو عندو مشكلة مع الصبغات
هيديك المرة لما صبغت شعري كمان عملي مشكلة
نكاية فيه رح ضل على هيدا اللون وهيدا الموديل
مش معاجبو يروح يبلط البحر..."

وفجئة لقيتو نازل من الدرج عم يطلع فيني بحقد رجع فات عغرفة المعلمين، رمشت بعيوني مصدومة، بلشت راجع حساباتي بس مش ذاكرة اني عملت شي لهالزلمة، ليش هيك عم يتصرف معي، مسكت ايد نوال وقلتلها:
"خلينا نطلع من هون قبل ما يفقعو فيوزاتي ومعاش يضل فيني عقل..."

"اممم... انا..."

اطلعت فيها مستفسرة وقالتلي:
"بعتذر بس كنت متفقة مع ايمن نطلع مع بعضنا شوي قبل ما ارجع عالبيت..."

اطلعت فيها شاردة رجعت قلتلها:
" اوك...
خذي راحتك..."

- عنجد بعتذر ما كنت ناوية اتركك بهيك موقف بس...

- انسي...
روحي بيكون هلاء ناطرك

- اوك...
عنجد لو عارفة انو...

- خلص نوال روحي

قلتها وانا متضايقة وما الي خلق احكي معها او مع اي حدا تاني، قالتلي:
"بس ما بتزعلي مني؟..."

تطلعت فيها شاردة ورجعت قلتلها:
" لا ما بزعل منك
بزعل بس من ايمن لان صاير عم يسرقك مني..."

- لا لا... هو ما دخلو
يعني هو ما كان عارف يصير هيك

ابتسمتلها وقتلها:
- طيب يلا روحي

لما شافتني قادرة ابتسم ساعتها اطمنت علي شوي وقالتلي "باي" رجعت ركضت عند ايمن، يعني انا اكيد مش رح امنعها تروح معو وانا شايفتها قاتلة حالها لتطلع معو، لو كنت مكانها كنت بطلع معو بلا ما اعتذر منها ويمكن كنت نسيت اصلا انو الاستاذ طردها من الصف، عليها حظ هالبنت، الا حظي انا لازم يكون متل التبن، لقيت معلمة الكيميا رايحة عغرفة المعلمين، ركضت لعندها لرجعلها الطئية، اخذتها مني وقالتلي:
"نفعتك؟ قدرتي تخبي شعرك منيح؟..."

تأففت وبيين الهم واضح بوجي، عرفت من هالشي انو ما مشي الحال، بس الي ما توقعتو انو:
"اصلا ما لبستها..."

فنجرت عيونها وهي عم تقلي:
"وليش؟
ما انا حذرتك من قبل..."

"انت قلتي لو شافني ما رح يكون مبسوط
بس هو كان شايفني الصبح وبالفعل ما كان مبسوط
وبالفعل النتايج ما كانت مرضية
بس ما توقعت توصل معو يطردني من الصف
بقدر افهم شو صار معو بالزبط؟..."

الببغاء فنجرت عيونها وفتحت تمها متل الهبلة رجعت قالتلي بصدمة:
"طردك من الصف!..."

" اي طردني و..."

هالمعلمة بلا احترام، قطشت كلامي بنصو لما برمتلي ضهرها وراحت، مش رح استغرب لو هي ووقح البرية اخوة، تنينهم مش طبيعيين، كنت ح روح بس سمعت صوت وقح البرية ارتفع وشكلو علق مشكلة مع صوت الببغاء، حاسة اني تسببت بمشكلة بين خيين، يمكن ما كنت لازم خبر المعلمة عن الي صار، قررت اهرب قبل ما تكبر اكتر، وقبل ما لحق اطلع من المدرسة كمشتني صوت الببغاء وفوتتني على غرفة المعلمين ووقفتني ادام الوقح وقالتلو:
"اعتذر منها هلاء... "

صرخ عليها:
"ما خصك فيني..
ما رح اعتذر منها
مش انا الغلطان..."

- لكن هي الغلطانة؟
ما تفوت الامور ببعضها

- اي غلطانة ونص

- جواد!

بعدت ايدين المعلمة عني لانها بعد ما عصبت من خيها غرزت ضفيرها بلحمي دون ما تنتبه رجعت بعدت عنهم وانا عم صرخ:
"بدك تحلو مشاكلكم حلوها بالبيت
ما تجو تدخلوني بيناتكم
لا بدي اعتذار منو ولا شي..."

تطلع فيني بمسخرة وقلي:
"بالناقص... "

طلعت فيه اختو معصبة وقالتلو:
"النا كلام تاني بالبيت
مش رح تمرء هيك.."

بعدت عنو واجت لعندي وقالتلي:
"بعتذر نيابة عن خيي
عم يمرء بظروف صعبة كرمال هيك..."

وقطشت جملتها بسبب الوقح لما صرخ:
"مش مضطرة تخبريها بشي
خليها ترجع عالبيت وما تتدخلي بالي ما بيعنيكي..."

برمت لعند خيها رح تقتلو من كترة ما عصبها بينما انا قررت اهرب قبل ما ترجع تفتحلي موضوع جديد ويرجعو يتخانقو، الصراحة انا مصدومة بشكل مش طبيعي من حالة الاستاذ جواد، لاول مرة بشوفو هيك، كل عمرو كاين هادي ومحنك، اليوم شفت وجو التاني، لو اني ما شفتو بعيني ما كنت بصدق انو بيقدر يكون هيك، مشيت والشغلة شاغلة بالي كل الطريق

وصلت عالبيت فتحلي خيي الباب ورجع قلي:
"الك ايام بهاللون
امتى رح تتطوري ويصير شعرك ازرق؟.."

اتطلعت فيه مصدومة:

"ازرق!..."

رجعت فكرت شو رح يكون ردة فعل وقح البرية لو صبغت ازرق:
" اول مرة صبغت تضايق وعملي محاضرة
تاني مرة صبغت طردني ن الصف
لو بعد صبغت ازرق اكيد بيطردني من المدرسة..."

اتطلعت بخيي الصغير وسألتو:
"لما الساينز بيصير شعرهم ازرق بيطردهم الاستاذ من المدرسة؟..."

استهبلني وقلي انو الساينز اصلا ما بيروحو عالمدرسة لانهم قوايا كتير، بس بيحاربو الاشرار، عجبتني فكرة اني اصبغ ازرق واترك المدرسة وروح كافح الجريمة وصير بطلة عالمية، بس هيدا اكيد بيصير بس بالتلفزيون، او متل ما قال خيي الصبح، عالانترنت، تناسيت ريحة الاكل الي منتشر بكل البيت لان على الي صار معي انقطعت شهيتي عن الاكل

رحت عاوضتي مباشرة وكبيت حالي عالتخت وافكار تجيبني وافكار تاخذني، قررت طلع دفتر الذكريات لاكتب الي صار بعد ما رن الجرس ونفس شوي عن الي بقلبي، بلشت اكتب واكتب وانا عم استفسر شو سبب تصرف هالاستاذ الغبي وبعد جهد بالتفكير عجزت اتوصل لحل وفجأة لقيت دموعي بلشو ينزلو، بكره هالوقح من يوم التقينا واليوم صرت اكرهو اكتر، سكرت الدفتر وحطيتو تحت المخدة ورجعت دفنت وجي بالمخدي وبلشت ابكي وابكي لحد ما تعبت وارتخت اعصابي ونمت بهدوء

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن