الفصل 13

81 8 7
                                    


الفصل الثالث عشر



ملت من تقليب صفحات كتابها دون ان تفهم شيئا فظهور جواد المفاجئ في حياتها شغل عقلها لنصف يوم


رفعت نظرها عن كتابها حين سمعت صوت المطر، فجأة حنت للايام السابقة، كرهت المطر لسنين عدة لانهم كانو يذكرونها بالايام العصيبة، لكن حين سمعت عن جواد واحست بحقيقة وجوده فعلا حنت لتلك الايام


اغمضت عينيها مبتسمة وهي تشم رائحة التربة الندية وما لبثت ان نهضت لتقف قرب النافذة تتأمل الشوارع كيف اضحت مرقطة اثر المطر


اجتاحتها رغبة عارمة في الخروج من المنزل لتجرب ذلك الشعور القديم، فمذ مرضت ووجدها جواد تحت الشجرة وهددها بانه سيقتلها لو مشت تحت المطر مجددا بلا مظلة


من حينها لم تمش تحت المطر، ابتسمت واسرعت الخطى للخارج، نزلت للشارع ورفعت رأسها للسماء لتستقبل المطر بوجهها


هنيهة وانزلت رأسها لتنظر الى الطريق الذي كانت تسلكه لتذهب للثانوية، اشتاق قلبها له، ربما مرت منه مرات عديدة خلال السنوات الخوالي ولكن كانت تسلكه بالسيارة لا تنظر اليه فقد كان الوقت عندها ثمين جدا وعيونها دائما مزروعة بالكتاب


خطت خطوة تجاهه لتحس بالدماء يندفع الى وجهها، احست بلحظات الماضي تتجدد، تراجعت لتعود الى المنزل متهربة من رهبة الماضي لكنها وقفت وهي تشتم نفسها،


ولما تخاف من الماضي، عليها ان تسير في ذاك الطريق فعدم قدرتها على التركيز فرصة لا تأتي في العمر مرتين، ما يعني انها فرصتها الوحيدة لترفه عن نفسها ولو بالسير تحت المطر لدقائق، وربما بعد ترفيه النفس تستطيع ان تعود الى التركيز مجددا


سارت وهي تراقب المعالم القديمة، الكثير منها تغيير رغم ذلك مازالت تذكرها بالايام الماضية، وصلت اخيرا الى البرية التي التقت فيها بجواد


نظرت اليها بتمعن ثم اقتربت من الشجرة التي كان جواد مستند عليها يوم لطخت بوطها بالوحل وسخر منها، ابتسمت بالم وهي تمرر يدها عليها، استندت على الشجرة ورفعت رأسها كما كانت تفعل في صغرها مغمضة العينان مسترخية تحت المطر حتى قفزت بفزع حين سمعت صوتا مألوفا:


- ما بصدق!... بعد سبع سنين وبعدك ما تعلمتي الدرس... بعدك بتمشي تحت الشتا بلا شمسية(مظلة)...

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن