الفصل 6

102 8 8
                                    

الفصل السادس

ارتمت في فراشها منذ ذلك الحين شاردة طوال الوقت، في يدها قلم تكتب به على دفتر يومياتها في كل ساعة كلمة، بينما تخفي يومياتها داخل احدى كتب المدرسة كي لا يعلم احد به
سمعت صوت باب المنزل يطرق بخشونة، تجاهلت الامر اذ ذهبت امها لتفتح وهي تصبر الطارق، وما ان فتح الباب حتى تسمع صوت والدها يسأل بعجل:
- وينها؟
استغربت الام سؤاله لتساله:
- من هي؟
بحث حوله بعينيه ثم دخل بخطى سريعة نحو غرفتها وهو يقول غاضبا:
- اريج، وينها؟...
مجرد ان سمعت اسمها سارعت في اخفاء يومياتها تحت الوسادة ومثلت الدراسة، رأته دخل غرفتها ووقف ينظر اليها بحقد، لم تكد تفهم ما يحدث حتى قال وهو يسحب حزامه:
- ما بتستحي من الي عملتيه اليوم؟ هيك سودتي وج صالح ادام رفقاتو ومعارفه؟
نظرت هي الى نظراته المتوعدة ثم الى الحزام في يده فنهضت مسرعة محاولة التبرير، تعثرت الكلامات في فمها ولم يوقف تعثرها الا الحزام الذي اخذ يبطش ببشرتها الرقيقة، صارت تأن وتوون بينما سارعت الام اليه لتوقفه محاولة فهم ما يحدث، ابعدها عنه صارخا:
- عم حاول صلح الي ما عرفتي تهتمي فيه انت متل ما لازم...


عاد الى اريج بينما اريج ابتعدت الى زاوية السرير محاولة تجنب ضرباته، وعلى صوت صراخها اقبل تامر متسائلا عما يحدث حتى رأى ذلك المشهد، ادمعت عيناه بينما يطلب من والده ان يتوقف، لكن لم يهتم لطلبه بل حين رأى ان مكوثها في الزاوية صعب عليه مهمته، مد يده اليها وسحبها من شعرها لينزلها من السرير الى الارض
حينما رأت الام انها عاجزة عن مساعدة ابنتها التفتت الى تامر الذي اصيب بصدمة مما يرى، سحبته مرغما لتدخله الى ابعد غرفة عن غرفة اريج واغلقت الباب خلفها كي لا يصله صوتها
حاولت ان تكلم تامر لتلهيه عما يجري لكنه كان كلما سمع صوت الضرب يتبعه صرخة اخته يهتز ذعرا
ضمته الام اليها عسى ان تخفف عنه الا انه لم يتغيير الامر كثير، اخرجت هاتفها من جيبها، فتحته ووضعت انشودته المفضلة ووضعت له السماعات،
حينما انحصر سمعه على الانشودة هدأ قليلا لكن مازالت عيناه تنشدان الرعب، وملامحه المتشنجة استمرت حتى فتح والده الباب بعد ان انتهى فتراجع تامر خطوة فزعا
نظر اليه الاب بشفقة لكنه لم يقل له شيئا، اكتفى بتوجيه التعليمات لزوجته وهو ما زال يلهث:
- من يوم ورايح ممنوع اريج تطلع من البيت، وممنوع تفتح اللابتوب
نهضت الام متسائلة:
- طيب شو الي صار؟
حدجها الاب نظرة قاسية وفضل الانصراف دون ان يقول شيئا جارحا لزوجته، ارادت الام الذهاب الى اريج لتطمئن عليها لكنها وجدت تامر متمسكا بثوبها ينظر اليها نظرة رعب كأنه يخشى ان تتركه وحده
مسحت على رأسه ثم ركعت امامه، نزعت السماعات عن اذنيه وحاولت الابتسام له قائلة:
-ما تخاف، معاش في سي، اكيد اريج عملت شي غلط كبير حتى بيكن هيك ضربها


اخذته الى غرفته ووضعته في السرير لينام، تركت الهاتف قربه ليلتهي بالاستماع للاناشيد بدلا من تذكره ذلك المشهد المريع، وانطلقت الام لاريج
دخلت غرفتها لتجدها جالسة على الارض تسند ظهرها على حافة السرير بينما تخفي وجهها بين ذراعيها وركبتيها وبشرة ذراعاها البيضاء دبغت بالاحمر والازرق
اقتربت منها لتجلس بالقرب منها تسألها عما حدث، لكن اريج فضلت السكوت علما ان امها حذرتها كثيرا، وعلى سكوتها ادركت امها جزءا مما حدث...

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن