فصل ٣٣

28 2 0
                                    




جلست حسناء متفكرة في سريرها في الحالة التي وصلت اليها، يبدو ان جواد قرر نسيانها كليا، يبدو انه صدق انها تركته لاجل لؤي

لكنها لم تفعل لذلك السبب بل لانها ملت من وضعها هذا، وكلام اصدقائها اثار الشك فيها، تنهدت بضيق وخلعت السلسلة التي اهداها اياها جواد في اول موعد لهما

تأملتها لفترة ثم اعادتها الى صدوقها المخملي الاحمر، وضعت معه محبسها ثم اغلقت الصندوق، بدلت ملابسها وحملت العلبة وخرجت من المنزل

---


كان جواد جالسا في الشرفة يراقب المطر المنهمر يتساقط على البراري التي بدأت تتلون بالاخضر، رن جرس البيت فنادته شيماء ليفتح لانها كانت مشغولة بشيء اخر

نهض منزعجا وفتح ليجدها ليلى، سلم عليها بسعادة اذ منذ زمن لم يراها ثم لاحظ طفل صغير على يدها، نظر اليه مستفسرا:

- طفلك؟

بابتسامة سعيدة اومأت ايجابا، اخذ الطفل منها ودعاها للدخول وصاح لاخته يخبرها ان ليلى قد اتت لزيارتها، اوقفته ليلى قائلة:

- في الواقع اتيت لاجلك وليس لاجل شيماء

نظر اليها مستغربا ثم قال مترقبا:

- هل غيرت حسناء رأيها؟ هل ترغب في ان نعود خطابا؟

زمت ليلى شفتاها بحرج ثم قالت:

- في الواقع... انه العكس

عقدت حاجبيه مستغربا فأخرجت من حقيبة يدها علبة حمراء وناولته اياها، صعق ما ان رأى العلبة فما زالت صورتها محفورة في ذاكرته كما لو ان البارحة اشتراها

نظر اليها مستفسرا كأنه يرفض الفكرة التي استنتجها فقالت:

- ارادت ان تعيد اليك هذه


تجهمت ملامحه بينما اقبلت شيماء سعيدة تسلم عليها واخذت الطفل من جواد لتلاعبه ثم سألتها عن اختها سوسن، دخلتا لغرفة الضيوف وراحتا تتحدثان بينما تركهما جواد وخرج للشرفة منزعجا

كان المطر قد توقف لكن السماء تبشر بالمطر باي لحظة، اخرج سيجارة واشعلها وراح يدخن وما ان خرجت ليلى من البيت حتى اقبلت شيماء الى جواد لتطمئن عليه لكنها وجدته يدخن فوبخته وعاتبه، لكنه لم يبالي، نظرت اليه بانزعاج وقالت:

- الا تدري ان التدخين يضر الجنين

نظر اليها مستخفا ثم قال:

- انا هنا من ادخن وليس انت فلما سيضره؟

هزت كتفيها لتقول:

- والتدخين السلبي اسوأ للجنين من التدخين العادي، لذلك عندما تريد ان تدخن ارجوك اخرج من المنزل

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن