الفصل ٣٦

50 6 10
                                    



العودة الى الحاضر



تخللت اشعة الشمس الارجوانية قبيل المغيب اغصان الاشجار المحيطة بالنهر المتلالئ، فتحت اريج عيناها بعدما اعياها التفكير بماضيها وماضي الثلاثي جواد، لؤي وحسناء...


منذ ساعة فارقتها حسناء بعد ان انتهت من سرد قصتها الطويلة ثم بررت فعلة لؤي بكرهه لجواد ومحاولته الانتقام منه بتلك الطريقة...


نظرت حولها بملل ثم نهضت عن الارض لتنفض سروالها ثم يديها وسارت تتأمل المكان حتى وجدت اصدقائها مجتمعين يتحدثون، ابتعدت عنهم فلا رغبة لها بالتحدث الان مع احد...


سارت حتى وجدت بقعة كثيفة الاشجار فوجدته المكان المثالي للاختفاء عن الانظار


توجهت اليه ثم سارت ببطئ متوخية الحظر بما ان الظلام شبه دامس بسبب كثافة الاشجار حتى لاحظت عينان تلمعان وسط الظلام تراقبها بصمت، فزعت بداية لكنها وجدت العينان ابتعدتا عنها لتنظر بانزعاج لمكان اخر،


ارادت الانصراف غاضبة لكنها تذكرت ان بينها وبين هذا المخلوق الكثير من الحسابات عليها ان تصفى، نظرت الى دفتر مذكراتها في يدها ثم الى جواد بحقد لتسأل:


- من اين اتيت به؟


نظر للدفتر ببرود ثم قال:


- من اخوك


تفكرت بجوابه قليلا ثم قالت:


- وكيف وجده؟


- بانزعاج اجابها: وما ادراني!


- اتمنى ان تكف عن هذه العادة السخيفة وتكف عن التدخل في اموري...


- من هذه الناحية لا تقلقي... من الان وصاعدا سأقطع علاقتي بك كليا... لن اتدخل بشيء يخصك، كما سأحاول ان لا تتقاطع سبلنا قدر الامكان


راقبته وهو يتحدث بقهر وينظر للبعيد "هل تراه قرر ذلك بعد ان تعقل؟ ام ان زوجته اجبرته على ذلك؟ على كل حال هذا ما ارادته منذ البداية هكذا ستستطيع ان تكمل حياتها دون ازعاجاته ويتيح لها نسيانه اخيرا..."


- هذا افضل


قالتها بتكبر واستدارت لتنصرف، شد على قبضته عاقدا حاجبيه، هل سيترك الامور تنتهي هكذا؟ لكن هذا ما امره به والده، ان يبتعد عن تلك العائلة نهائيا، اذا لا خيار اخر امامه، لقد تناساها لسبعة اعوام ولم يزعجه ذلك-كثيرا- لكنه استطاع ان ينساها ولو لفترات...


نظر اليها بحسرة وهي تبتعد ثم قفز فجاة...


- اريج.... مهلا


توقفت بحزن فقال:


- فليكن لنا على الاقل لحظة وداع


نكست رأسها بحزن عادت لتنظر اليه بعد ان استجمعت بعضا من قواها لتقول بابتسامة:

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن