الفصل ٢٥

36 3 1
                                    




استيقظت اريج عند الساعة 6 صباحا، مازالت معتادة على عادة النهوض باكرا رغم مرور ايام على تركها للعمل، تقلبت بانزعاج على السرير

اضحى جسمها كله متكسرا بسبب كثرة الاستلقاء، فهي منذ تركت العمل غارقة في غرفتها بحزنها وحدها، مرت نصف ساعة وهي على نفس الوضعية حتى ملت

علمت انه آن الاوان لكي تنهض، جلست على السرير تبحث حولها، لتقع عيناها على كتبها، حسنا لقد اهملتهم لفترة طويلة، آن الاوان لكي تعود لهم، فقريبا ستبدأ امتحاناتها.

اخذت اكثر كتاب كانت تستصعبه لكي تشغل عقلها باشد الطرق لكن ما لبثت ان غيرت رأيها عندما رأت ان ذلك لا يزيد الامر الا تعقيدا

فبين انشغال عقلها بهمومها وطلاسم الكتاب عاد عقلها ليشرد في الممنوعات، اعادت الكتاب واخذت الاسهل لتستأنس به وتنسى همومها

رن هاتفها وكعادة هذه العدة ايام، دون ان ترى المتصل اطفأت الخط، وهكذا ظلت لبضعة ساعات حتى اخيرا ملت وردت على الهاتف بعنف:

- الا يمكن لبشري ان يدرس بهدوء في هذا الكون

- اسف لكننا قلقنا عليك

- انا بخير... يمكنكم ان تطمئنوا، لدي كم كبير من الدروس تكدست اثناء انشغالي معكم والان اني احاول ان استعجل بالدراسة لكي افوت الوقت الضائع

- افهم من كلامك انك سترفضين دعوتنا على الغداء

- اسفة ايمن... بلغ سليم وجلنار تحياتي واعتذر لهم نيابة عني...

وقبل ان يجاوب اطفأت الخط ورمت الهاتف جانبا بانزعاج وعادت الى كتبها

طرق احدهم غرفتها فوجهت نظرها اليه بضيق لتراه صالح، دخل ليجلس على السرير بقربها قائلا:

- سمعت انك تركت العمل في الثانوية، هل هذا صحيح؟

- اجل صحيح... اتمنى ان لا تضيف كلمة على هذا الموضوع لان لا ارغب بالتكلم عنه

- حسنا... هذا ما اخبرتني به راوية

شهقت الام بفزع لتقول:

- ما الذي يحدث مع اولادي... الاول يطرد من المدرسة والثانية تترك العمل فجأة

عادت لتنظر الى صالح لتقول له:

- وانت ما بالك لم تعد تزورها، كدت اظن انكما تشاجرتما

اخفض صالح بصره بخجل فقالت اريج بلامبالاة:

- الم يخبرك؟... لقد انفصلنا

فغرت الام فاهها فاردفت اريج بسعادة:

- وارتبط الان بزميلتي في الثانوية

ضرب صالح على رأسه بينما تفكرت اريج قليلا ثم نظرت الى صالح وقالت:

- ايصلح ان استمر بمناداتها زميلتي وانا لم اعد اعمل هناك؟

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن