فصل ٣٠

32 5 0
                                    


جلس جواد امام لؤي يراقب ملامحه الغاضبة فقال لؤي ساخرا:

- عجبا... لقد تركت حبيبتك بملئ ارادتك بعد ان منعتني من التفريق بينكما

ضحك جواد ليقول:

- لقد كان الامر مجرد مزحة

نظر اليه لؤي بحذر فقال جواد:

- صدق او لا تصدق انه كذلك... يمكنك ان تسأل حسناء...

قلب لؤي نظراته الى الحقد فقال جواد محاولا تهدئة غضبه:

- المسكينة كانت حزينة جدا...

- وانت ما دخلك بها؟

- وما ظنك؟... انها صديقتي كما انت صديقي

- لكنك تهتم بمشاعرها اكثر مما تهتم بمشاعري

- هذا ليس صحيحا، احاول فقط ان اجمعكما

صرخ لؤي:

- وهل هذه طريقتك في جمعنا؟... لقد فرقت بيننا اكثر مما جمعت

تنهد جواد ثم قال:

- اخفض صوتك فالكل ينظر الينا

- لست اهتم... اتمنى ان لا تتدخل بيني وبينها مجددا

- وماذا لو انها يأست من حبك وبحثت عن غيرك؟

- لن تفعل... انها تحبني كما احبها، لذلك اعلم انها لن تفعل

- انت متيقن جدا على عكس ما رأيتك حين زفينا لك الخبر المزيف

حدجه لؤي بحقد ثم ابعد نظره فقال جواد:

- على كل حال يمكنك الاطمئنان، بعد ان تأكدت من حبك لن تعدل عنك ابدا

نظر لؤي اليه مستغربا وقال:

- تأكدت من حبي؟ هل افشيت لها سري؟

نظر اليه جواد بملل ليقول:

- بالله عليك لؤي، ان كنت تحبها وهي تحبك فاين المشكلة بان تعترفا لبعضكما، ذلك سيريحكما كثيرا

- جواد!... لا اصدق ما اسمع... انت حقا صديق خائن...

- انا خائن!... احاول فقط ان ابقيها على حبك وهكذا تردها لي!

- ذلك لانه لا يمكن ان تؤتمن على سر... تعلم انني لم اكن اريد اخبارها قبل ان ادخل الجامعة، لقد انتظرت سنين طويلة فاين الضرر لو انتظرت سنة اخرى

تنهد جواد اذ ربما كان صديقه محقا، لكن نفسية حسناء كانت تبدو متعبة جدا، قال له:

- حسنا على كل حال هي لم تصدقني حين اخبرتها، بمعنى ان اخباري لها لا يعد افشاءا للسر

اجاب لؤي ساخرا:

- حقا!... يا لها من طريقة منطقية في تحليل الامور

عاد لينظر الى جواد مستغربا فقال:

- لم تصدق انني احبها؟... لماذا؟ ظننت ان ذلك يبدو واضحا من تعاملي معها حتى لو لم اعترف لها بالامر

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن