الفصل الرابع || لعودة الى الماضي

150 13 19
                                    

الفصل الرابع

*قبل سبع سنين*

تناثر شعرها الكستنائي على وسادتها النيلية بينما تعلقت عينيها البنيتين على نصف قلب معدني مسطح قد اسودت زخارفه المحفورة لقدمه، معلق بسلسلة فضية ناعمة، راحت ابتسامة حب تتراقص على محياها وهي تتذكر يوم استلمتها، تتذكر نظرات صاحب القلادة، ابتسامته، مشيته وهيئته...

صورته مطبوعة في ذهنها وتتكرر في كل حين كأن الامر حدث امسا، فجأة دخلت الام غرفتها فسارعت في اخفاء السلسلة تحت وسادتها، قالت الام "يلا اريج... تعي ساعديني بنجهز العشا"


اريج:

قمت مبتسمة من غير اعتراض... مجرد ما سبقتني امي عالمطبخ اليت نظرة اخيرة على نص القلب ومدري ليش حاسة حالي ميتة فرح، خبيت لبست السلسلة وخبيتها جوا الكنزة واسرعت عند امي عالمطبخ

فتت عالمطبخ لقيت امي مجهزة عدة صحون وخيي تام عم ياخدهم على غرفة السفرة، طلبت مني امي اعمل شي، للصراحة مش عارفة شو هو لاني كان عقلي بمطرح تاني، عقلي الباطني تلقى امر امي وشغل القيادة الذكية دون تدخلي ولقيت ايدي عمزيشتغلو بشي ما عارفة شو هو  لان عقلي الظاهري كان مشغول بشي تاني...


الام:

هالبنت وضعها مش طبيعي، هول النظرات الحالمة وهلشؤود المستمر وهالابتسامة الهبلة مرافقتها من كم يوم، لا بالضبط من يوم عيد ميلادها المزيف، وبالزبط من لما حكت مع هيداك الاستاذ، قلبي خيفان عليها مش مطمن ابدا،  وهي مش ناوية تعقل، نصحتها عدة مرات انو تبعد عن هالاستاذ وبكل مرة بتقلي نحن اعداء مش اكتر، والله يا ريت هيك بيكون كل اعداء العالم لكنا منعيش بسلام ووئام... 


خلصنا العشاء وما ذاقت اريج الا بضع لقمات، طلبت منها توضيب العشاء وتجلي الاطباق، امتثلت بابتسامة هادئة، ثم ارسلت تامر ليكمل دروسه، نهض متذمرا وذهب حتى بقيت وحدي مع زوجي، نظرت اليه متفكرة كيف افتح له الموضوع كي لايغضب

اخذت نفسا عميقا ثم نادته، نظر الي مبتسما، فقلت بتردد ظاهر:

"ما سيحصل لو ان اريج احبت شابا غير صالح؟..."

نظر الي متوعدا ثم قال:

- الافضل لها الا تفعل... فمصيرها محتوم...

- وماذا لو كان الشاب انسانا محترما

- لا احد يظهر حقيقته قبل ان يبلغ مأربه

- لكن

- هبة!... لقد تحدثنا عن هذا الموضوع مرارا ولن اغير رأيي...

تنهضت بحزن وقلت:

- حسنا... كما تشاء

---

حب تحت الشتا (باللهجة اللبنانية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن