الفصل الثالث عشر 1

1.4K 58 4
                                    

بعتذر للتأخير
الجزء الأول من الفصل الثالت عشر
الفصل الثالث عشر
ألام تنخر القلب، وتشق الصدور، كان يقف أمام غرفة العمليات منكس الرأس، يحارب دموعه حتى لا تنسدل على صفحات وجهه من شدة الألم الذي يشعر به يمزق قلبه، كيف لن التقصير في حقها، كيف تركها فريسة لضباع مولاها الشيطان، كان يشعر بالقلق الشديد قبل خروجه صباحا، لم تكن هي فقط من تشعر به، أراد أن يطمئنها قليلا ولم يظهر لها قلقه الشديد عليها، كان يثق جيدا أنه قد وضع الحراسة الكافية لتأمين منزله على أكمل وجه، بل وشدد الحراسة منذ الحادثة الأخيرة التي تسببت في اختطاف الصغيرات، كان يدرك جيدا أن هذه الحية ستتسبب لهم بالأذى الشديد، لمنه لم يصور له عقله أن يكون مصابه في نبض قلبه، ألم تملكه أنه أيضا تسبب في إيلامها بدلا من إسعادها وإدخال السرور على قلبها الذي ينبع بالطيبة،  لا يستطيع أن يمحوا هذا المشهد من ذاكرته، ظل يغلق عينيه ويفتحها علَه يتمكن من محوه، كان يجلس مع صديقه بغرفة المكتب الخاصة به، يخبره عما اكتشفه منه حول العلاقة التي تربطه برجل الأعمال "مصطفى الألفي" ليون هاتفه برقم يخص المنزل، قلقه ازداد، ليجيب سريعا، ولكنه انتفض من موضعه إثر سماعه لما يخبره به، انتبه رفيقه لما يحدث، فقد شعر بخطب جلل، بادر بسؤاله لكنه ركض سريعا ولم يجبه، انطلق معه سريعا خوفا من أن سيكون الصغار قد أصابهم سوءاً كالمرة الماضية، دقائق مرت عليهم كالدهر، كانت السيارة تبتلع الطريق بنهم، ولكن صدمة شلت حواسهم عندما دخلا للمنزل، وجدا الدماء تفترش المكان، رجال الإسعاف يحاولون بجهد واضح حملها على الناقل بحرص شديد حتى لا يصيبها أذى أو يتضرر عمودها الفقري، خاصة، والدته تبكي بحرقة شديدة، والجميع يطغوا عليهم الحزن، انتفض سريعا يخطوا صوبها، لكنه كامن يشعر بثقل خطواته، حاول لمسها ولكن المسعف حذره من تحريكها; وأخبره بضرورة نقلها للمشفى سريعا، وهي منذ وصولهم وهي بالداخل، ولم يخرج أحد حتى يبرد نار قلبه، ربتة خفيفة على كتفه، جعلته يرفع رأسه قليلا يرى الجميع ملتف حوله، وقد حضر والديها أيضا، مُزع قلبه عندما رأى والدتها والدمع يتلألأ بعينيها، نكس رأسه بخزي، لم يلمه أحد، ولكن يكفيه لومه وعتابه لذاته، في هذه اللحظة انفرج الباب معلنا عن خروج الطبيب، نظر لهم بحزن شديد، يدرك حالتهم جيدا،  لكنه يجب أن ينفذ مهمته، انطلق لسانه بالسؤال بلهفة عاشق قلق ،
أحمد : خير يا دكتور، في ايه؟
يبدأ الطبيب حديثه بالسؤال أولا عن كونه زوجها،
الطبيب: حضرتك جوزها ؟
أحمد : أيوة أنا جوزها، في ايه، بالله عليك تتكلم وتطمني
الطبيب : أنا عارف ان الوضع صعب، لكن واجبي يلزمني أقول لكم الحالة وضعها إيه، لأن القرار في إديكم
كان الجميع يقفون كمن على رؤوسهم الطير، لم ينطق أحدهم ولم ينبث ببنت شفة، ليكمل الطبيب
- الحقيقة المدام اتعرضت للضرب الشديد، وضرب بعنف، أدى للنزيف الحاد، بالإضافة للكدمات المتفرقة على جسمها، وكمان إديها تضررت بشكل واضح يدل على انها كانت بتحاول تدافع عن الأجنة، لكن...
أحمد : لكن إيه يا دكتور!
الطبيب: في الحقيقة النزيف مش بيقف، إحنا قررنا نفتح قيصري، لكن في حاجة ....
حضرتك لازم تقرر يا إما ننقذ الأم، يا إما ننقذ الأجنة...
صدمة تملكته لكنه قرر سريعا،
أحمد : الأم .. أنا عاوز مراتي، بالله عليك خرجها ليا بخير
الطبيب: بس في نقطة حضرتك لازم تعرفها، إن الرحم حصله تهتك من شدة الضرب في حالة المدام وخاصة إنها حامل في توأم، وكمان حصل له تمزق…يعني لازم نشيل الرحم....
وكم الصدمات التي تتوالى عليه، ولكنه لا يريد يكفيه الصغيرات سيربيهم، ولن يقصر معهم، خاصة وأنه يشعر وكأنهم صغاره، ما فعله الله خيرا، ماذا لو اهتم بأطفاله وأهمل الصغار، لذا مان قراره لا نقاش فيه،
أحمد :  أنا عاوز الأم، أياً كان السبب
ترمهم الطبيب بعدما أخبرهم أنهم يحتاجون  نقل دماء لها بسبب فقدها للكثير من الدماء
تقدم والده محتضنا إياه بدموع غلبت المآقي وانسدلت تعبر عن فخر وامتنان
الأب فتحي : مكنتش اعرف ان ربنا عوضه كبير أوي كدة، انت أثبت ليا ان الأصل غالب، وعرفت إنك مش بس بتحبها انت بتعشقها
أحمد: بعدما سمح لدموعه بالتحرر، والله هي النبض اللي بيخلي قلبي ينفض ويعيش، من غيرها اموت، بدعي ربنا ياخد من عمري ويديه لها
في هذه اللحظة اقترب مروان وحسام بخطوات ثقيلة، لا يدرون كيف سيبدؤون بالحديث في هذا الأمر، فالوضع ثقيل للغاية، لكنهم يجب أن ينهوه حتى يتمكنوا من أخذ حقها، تقدم مروان بهدوء متحدثا
مروان : أحمد، عمي، احنا مسكنا اللي عملوا العملة دي....
عند هذه النقطة استمع للحديث ليرفع عينيه التي كانت حمراء كالدماء  من البكاء، لتتحول نبرته للشراسة
أحمد : هما فين ؟
ينظر حسام ومروان لبعضهم البعض، ولكن لم يجبه أحد منهم
أحمد : بعدما تغلب غليان الغضب على صوته وظهر جليا، بقولك هما فين يا مروان، واوعى تخبي عليا، لأني مش هسامحهم، ولا هسيبهم
مروان : بهدوء، عارف انك موجوع، وعاوز تاخد حقك منهم، بس لازم تهدى وتشوف مين السبب الرئيسي والمحرض لهم
الأب فتحي : لازم تهدى يا أحمد، لأني مش هتقبل حق بنتي ناقص، دلوقتي نجلاء محتاجة لنا كلنا جنبها،
لم يهدأ، ولكن يجب عليه التحلي بالصبر مؤقتا حتى يطمئن عليها

*****************†******
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
كانت تجلس مع والديها عقب قدومها من جامعتها، تتذكر حديثها في الصباح مع رفيقتها المقربة حول حل خطبة أخيها، لا تدري لما شعرت بالسعادة في هذا الوقت، مان تتحدث معها بهزل لمن داخلها كانت تتمنى أن يحدث ما تحدثت به، لا تعلم لنا أصبح هذا الشعور يدغدغ قلبها، كان والديها يتناولان الطعام بهدوء، لكنهم يتمكنوا من ملاحظة الابتسامة على وجه طفلتهم، ينظرون لبعضهم بتعجب ثم يعاودون النظر إليها مقررين الحديث معها لمعرفة ما يحدث معها
مصطفى : يا ترى حبيبة بابا مبسوطة كدة ليه، لا والضحكة من الودن للودن !
فاطمة : الله يرحم أول يوم كانت بتبيع حزن، لتختم حديثها بضحكة لمناغشة صغيرتها
تنتبه لهم هنا : بصراحة يا ماما الفضل لصاحبتي ورفيقتي الجديدة، بنت ونعم الأدب والأخلاق
فاطمة : ياا سلام على المدح، هنا نفسها بتمدح حد
هنا : ولا زالت البسمة ترتسم على وجهها، لا يا ماما رؤى دي حاجة تانية خالص، طيبة أوي بزيادة، ومؤدبة وأخلاق عاليا بزيادة، رغم إن والدها ووالدتها متوفيين، بس اخوها الكبير رباها وعلمها، تعرفي بحسه بيتعامل معاها زي أبيه سليم ما بيتعامل معايا
لكنهما انتبها  للاسم، ليتساءل والدها : اسمها رؤى إيه؟!
تنتبه له زوجته بكامل حواسها  منتظرة إجابة ابنتها
هنا : تقريبا رؤى محمود، أنا كنت شوفت اسمها على دفتر المحاضرات
صدمة هل يمكن أن يكون مجرد تشابه فقط، لينظرا لبعضهما البعض لكن والدتها تتحدث بانفعال،
فاطمة بانفعال: مش عارفة تشوفي الاسم كامل يا هنا، ازاي صحبتك ومش عارفة اسمها
هنا باستغراب من رد فعل والدتها : في ايه يا ماما، أنا عارفة كل حاجة عنها، عارفة اسمها واسم باباها واسم اخوها، وحكت ليا كل حاجة عنها، ايه اللي حصل خلى حضرتك تتعصبي
كانت تتحدث وهي توزع النظرات بين والدها ووالدته
مصطفى : بهدوء ظاهريا، مفيش يا حبيبتي هي ماما قلقانة عليكي بس، بس ابقي اعزمي صاحبتك على حفلة عيد ميلادك عشان ماما تتعرف عليها
هنا : قفزت فرحة ، بجد يا بابا اعزمها، بس هي مش ترضى تيجي لوحدها، لازم اخوها ييجي معاها
مصطفى : وهو لازال على نفس هدوءه اعزميهم هما الاتنين مش مشكلة،
تغادر وهي تقفز فرحة كالأطفال،  ليبدأ الحديث بينهم
فاطمة : تفتكر يكونوا هما يا مصطفى
مصطفى : ممكن اه وممكن لا، متبنيش أمل غير لما نتأكد عشان منحطش نفسنا في موقف محرج
***********
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️ده الجزء الأول من الفصل ال 13

حنايا القلوب ***العشق الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن