الفصل الرابع والثلاثون

1.6K 63 10
                                    

الفصل الرابع والثلاثون

" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وعلى عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. "
صوت بكاء الرضيعين يعلوا، مانت تحاول النهوض لحملهم، لكنها لإصابتها التي لم تبرأ بعد لم تتمكن من النهوض، لكنها وجدت رفيق دربها يدخل من الغرفة سريعا بعدما اطمئن على الصغار "سما، ونور"، وتأكد من ذهابهم لمدرستهم بسلام، واطمأن على الصغيرتين  "نوران وملك" بذهابهم " للحضانة" ، ليستمع لصوت الرضيعين ويصعد سريعا لأنه يعلم أنها ستحاول النهوض والحركة، وقد كان، فكانت تحاول النهوض لتهدئة الرضيعين، ليذهب لها سريعا محاولا جعلها تستريح حتى لا يتضرر جرحها،
يتحدث وهو يجعلها تستريح،
أحمد : يا حبيبتي انتِ ايه اللي بيخليكي تقومي، انا هنا اهه مندهتيش عليا ليه، ارتاحي بس وانا هجيبهم لك، حاولي تسترخي عشان الألم اللي بدأ يظهر عليكي من ألم الجرح
تنظر له نظرات حب وتقدير، لكن بها ألم من ألام جراحها الجسدية،
نجلاء: أنا بس مش بقدر استحمل عياطهم، قلبي بيوجعني، حاولت اتحرك بس معرفتش
ينظر لها بحب، ويتحدث بهدوء وحب يطغى على حديثه، وهو يجلب إحدى الرضيعين، ويضعه بين يديها،
أحمد : سلامة قلبك من التعب يا ضي عيوني،  اتفضلي الأستاذ "ريان" اللي مش مبطل عياط ده، طالع ذنان الواد ده، مش عارف طالع كدة لمين
تحمله بحب وحنية، حنان أم لاقت الويلات حتى يأتي صغارها بأمان للحياة،
نجلاء:  بس حبيب ماما انت، بتعيطي ليه
كانت تتحدث  للصغير بحنية ومواساة كمن تحدث شخص كبير، كان ينظر لها بحنان، فهو للمرة الأولى يرى مشاعر وعاطفة الأم النقية، ليفق من شروده وتأمله لها على حديثها،
نجلاء : أحمد "رنا" جاية هنا عاوزة تتكلم معايا، بصراحة صوتها قلقان ومضربة، مش عارفة فيها ايه، بس انا قلت لها تيجي هنا
أحمد : رنا تايهة وفي اضرابات كتير في حياتها، سليم آخر مرة كانت هنا قالي اللي حصل معاها قبل ماتنزل مصر، بس خليكي تسمعي منها هي شوفي  الموضوع من وجهة نظرها، وانا متأكد إنك هتتعاملي معاه صح
تنظر له بأمل، نجلاء: هحاول  اساعدها واسمعها بس مش عارفة  هي بتفكر ازاي، يعني أنا مش عارفة هي هتتقبل كلامي معاها ولا لأ، أنا معرفش رنا طبعها ايه، ربنا يستر
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻

مر بعض الوقت كانت استعدت للقائها وغادر زوجها لعمله، وبقيت هي بانتظارها لجوار الصغار، لم تنتظر مدة طويلة، وكانت "سعاد " تخبرها بقدومها، ثوان قليلة وكانت تستأذنها بالدخول، من مجرد رؤيتها وجدتها تائهة، فتاة ضلت طريقها، وأصبحت حياتها على شفا جرف هار، لترحب بها بحفاوة،
أما هي فكانت تدخل بخطى ثقيلة، خطى بطيئة قلقة مما هي مقدمة عليه،
نجلاء: ازيك يا مدام رنا، اتفضلي تعالي معلش بس مش قادرة اقوم عشان اكون في استقبالك
تبتسم في وجهها بقلق، رنا : لا ولا يهمك ألف سلامة عليكي إن شاء الله تخفي وتقومي بالسلامة قريب، معلش إني قلقتك وتقلت عليكي، بس أنا فعلا محتاجة اتكلم معاكي
لم تخبت ابتسامتها بوجهها، لم ترد أن تشعرها أنها ثقيلة في زيارتها لها، لتوجه حديثها لخادمتها
نجلاء: سوسو عاوزين كوبايتين عصير حلوين من إيديكي، واه متغبيش عليا مش بعرف اقعد من غيرك
سعاد : من عيوني ياست الهوانم، أنا مقدرش اتأخر عنك، ده انتِ اللي في الجلب
نجلاء: قلنا ميت مرة بلاش هانم دي، المهم اتكلي اعملي الواحب وحسابنا بعدين
تغادر وتتركهم لتجد نظرات التعجب من رنا، لتعلم سبب تعجبها
نجلاء: مستغربة ليه يا رنا، أنا عمري متعاملت معاها على انها خادمة، دي بعتبرها أخت، هي اللي بتاخد بالها مني ومن ولادي، وبعدين هي غلبانة وطيبة، المهم سيبك من كل ده، انتِ مالك؟
يبدوا أنها كانت في انتظار سؤالها لتنهار من البكاء، تصدم من حالتها تلك وتحاول تهدئتها، لتهدأ بعد فترة من إفراغ طاقتها، لتنتظرها حتى تبدأ بالحديث عن ما يؤرقها،
رنا : أنا خايفة، خايفة علاقتي أنا ورائف تنتهي بسبب تفكيري، أنا اتجوزت أنا ورائف من خمس سنين، اتجوزنا بعد قصة حب كبيرة، رائف حنيته بتخلي اللي قدامه يحبه من غير تفمير، روحه الحلوة كانت مخلية البنات كلها بتجري وراه، اللي كان مطمني إنه رغم كل ده بيحبني أنا، مفيش واخدة بتملي عنيه غيري أنا، من يوم متجوزنا وحبنا بيزيد، عمري محسيت لهفته عليا بتقل أبدا، كان بالنسبة ليا نبع الحنان،  غيرتي زادت يوم مروحت الشركة ولقيت بنتين واقفين بيتكلموا عليه، وواحدة منهم بتفكر توقعه ازاي، وقتها اتجننت ازاي واحدة تفكر تخطف راجل متجوز، بس بعدها لقيت من النوعية دي كتير
عند هذه النقطة تسألها بحذر،
نجلاء:  وانت تصرفك كان ايه يا رنا، أنا عارفة إن في ستات كتير بالق...ة  دي، بس يهمني أعرف اتصرفتي ازاي
تنظر لها بقلق من الحديث المقدمة عليه،
رنا : روحت اشتغلت  في الشركة معاهم، بصراحة  رائف كان مبسوط، وفرح اننا هنكون مع بعض في الشغل والبيت، بس لقيتني كل فترة ببعد عنه كل يوم،  لحد لما هو لاحظ وزهق، وبدأ يحاول معايا  نرجع لبعض زي الأول، بس انا ثقتي في نفسي بتقل كل مرة رغم محاولاته، قبل مننزل بفترة
""يتجه نحو غرفته هو وزوجته يجدها تنام بعمق شديد، يحرك رأسه بأسف على حبيبته، ورفيقة طفولته، التي أضحت شخص لم يعرفها أبدا، لكنه يقرر المحاولة معها من جديد، رغم تغاضيه عن أفعالها سابقا; إلا أنه قد حان الوقت لإنقاذ زواجه، يتجه نحو سريرها بخطىً متمهلة، يربت على كتفها كمحاولة بسيطة لإيقاظها،

حنايا القلوب ***العشق الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن