الفصل الرابع والعشرون

1.8K 69 12
                                    

الفصل الرابع والعشرون
يجلس الجميع ببهو المنزل والفرحة مرتسمة على وجوه الجميع.... كانت تنظر لهم بفرحة وحنين لأبناء أختها ... كانوا جميعا سعداء ... لكن قطع صوت ضحكهم ظهور أشخاص غير متوقعين... أشخاص على وشك قلب الموازين كافة...  لتنهض فاطمة ومصطفى بصدمة من وجودهم الآن وفي مثل هذا الوقت...

فاطمة:   أبويا .. حسن!

صالح : فاطمة بتي وحشتيني يا بنتي...

صدمة ألجمت الجميع... ولم يلحظ أحد الواقف بالخلف الذي نشبت به بعينيه نيران الغضب...  لم يدرك الجميع نظرة الطفل الصغير الذي عاد يتجسد أمامه حادث والديه... حادث تسبب في حرمانهم من مصدر أمانهم... لتعود اليه ذاكرته  لهذا اليوم وما حدث مع والديه... بداية من فرحة والدته بعودتها لبلدتها اليوم... وفرحتها بلقاء والديها وعائلتها مرة أخرى... كانت فرحتها تكاد تبلغ عنان السماء...  تذكر حينما عادوا لمنزلهم ومان الجميع سعداء... يستعدون للذهاب لزيارة جدهم وجدتهم
فاطمة: حمد لله على السلامة يا حنين.. وحشتيني أوي يا توأم روحي..
حنين : وانتي وحشتيني يا طمطم.. فراقك كان صعب عليا والله.. بس غصب عني كنت خايفة حسن يأذي محمود
فاطمة : حسن للأسف كان مغيب بسبب اللي حصل.. بس بابا بيقول انه خلاص بقى كويس
حنين : نفسي والله يا فاطمة... حسن وحشني رغم اللي  عمله معايا... بس ده اخويا اللي مليش غيره.. وابويا وحشني.. وأمي كمان
هنا تحدث مصطفى ومحمود محاولين تفادي أمور البكاء خاصتهم
محمود : خلاص يا ستي انتي وهية  اهه ربنا هداه .. ربنا يجمعكم مع بعض..
مصطفى : تعالوا بس ارتاحوا شوية من السفر.. عشان نعرف نسافر تاني... وبعدين أنا عاوز اشوف حبايب عموا دول اللي وحشوني
كان يقول هذا وهو يأخذهم بأحضانه.. والصغيرة رؤى تجلس على قدميه.. مقبلا إياها
محمود : حبيبة عمها يعني... خلاص تعالي ليا انتي يا هنون.. حبيبة عموا
لينظر كلا الطفلين بشراسة ويتجه كلا منهما لسحب الفتاة التي قدرها له الله دون علم منهم...لا سخر لهم هذا القلب البريء الذي يرى ما لا نراه...  كالمياه شديدة النقاء..
تعجب الجميع فلقد ذهب سليم وأخذ الصغيرة رؤى من أحضان والده... وفعل محمد المثل وأخذ هناه من بين أحضان والده..
لينظروا لبعضهم بتعجب.. يبتسموا لبعضهم البعض ...
مصطفى : لا والله يعني كل واحد فيكم خد اللي له ... واحنا قاعدين  كدة ملناش لازمة يعني
سليم : يا بابا انت عارف ان رؤى ليا وانا هتجوزها.. ولو قلت لي لأ هاخدها وامشي
محمود : طيب يا أستاذ سليم خد رأيي الأول واطلبها مني.. ولا انا مش عاجبك
سليم : خلاص يا عموا متزعلش..  أنا هاخد رؤى بتاعتي ... قلت ايه
محمود  : وهو ينظر لأخيه.. إيه الواد القادر ده... ده بيقول بتاعتي وهاخدها
مصطفى: ده الجيل الجديد سيبك انت
هنا تحدث محمد هذه المرة: خلاص يا عمي حضرتك فاهم كل حاجة .. هنا ام عيون القطط دي بتاعتي.. يعني سليم ياخد أختي وانا قاعد ساكت ... مينفعش
لتنفلت ضحكات الجميع على موقف الصغار.. لتتساءل حنين عن رن... تخبرها والدتها أنها تحلس بالأعلى تستعد للذهاب... ليقرر الصغيران أخذ الفتيات للعب بالحديقة قليلا....
مرت الأمور على خير ما يرام....  حتى لاحظ والده يتجه نحو السيارة بعصبية شديدة.. تلحقه والدته برجاء... وعندما رفض العدول عن الذهاب... جلست لجواره بالسيارة... عندما رأتهم الصغيرة اتجهت نحو والدتها... لم تتمكن من تركها.. لتقرر أخذها معها... حاول الذهاب معهم لكن رفضوا... ليدخل في السيارة من الخلف دون ملاحظة أحد منهم....
كان يختبأ بالخلف مستمعا لكافة حديثهم
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
على الجانب الآخر كان يستعد الجميع لاستقبال فتيات العائلة بشتى الطرق... فمان الجميع يستعد كيوم عيد الفطر...
كان هو كذلك يعد العدة لاستقبال أختيه والاعتذار منهم عما بدر منه... ليلحظ والده علامات الندم التي تشكلت على محياه... يعلم جيدا ولده على ماذا.. وكيف قام بتربيته... فالأصل يغلب دائما... خاصة وإن كان أصلا طيبا...
ليتحدث معه والده
صالح : فرحان برجوع اخواتك يا حسن يا ولدي....
تسلل إليه عوره بالندم من جديد... كسكين حاد ينخر حنايا قلبه...
حسن: فرحان إنهم راجعين... وندمان على اللي عملته معاهم... وخاصة حنين.. أنا ظلمتها في الوقت اللي كانت هي بتحاول ترجع لي طبيعتي وحياتي... ندمان على كل كلمة قلتها في حق محمود... وهو عمره مرد عليا بنفس طريقتي... وفي نفس الوقت خايف  اخواتي ميرضوش يسامحوني...
صالح:   اخواتك سامحوك من زمان يا ولدي... دول بنات وحنيتهم غلباهم... اللي مزعلهم كان بعدك عنهم.. وحزنهم كان عشانك... لنا كنت ضالل الطريق
حسن : صح يا ابوي... وانا والله بس يرجعوا هحب على يدهم... واطلب منهم السماح ...
صالح : بإذن الله يا ولدي... اطلع انت اطمن على كل حاجة... وشوف واد عمك عشان ياجي هو كمان
يتجه مغادرا المكان... بفرحة يشوبها القلق لا يدري لماذا... وما أكد له إحساسه هذا رؤيته لمن كانت السبب في هدم علاقته بإخوته... لم يكن يدري أي شعور يخالج قلبه الآن...
......: كيفك يا حسن... سمعت ان اختك الخاطية راجعة البلد من تاني
حسن : اخرسي قطع لسانك... أختي أشرف منك مليون مرة...
......: أه صح نسيت انك رجعت قفل من تاني بعد ما سيبتك... بس وغلاوتك لاحرق لك قلبها يا سبع الرجال... وارملها لك بدري... ماهو مش سلمى اللي يسيبها واحد زي محمود ويروح للمقرفة اختك وتسكت
صفعة مدوية هبطت على وجهها... لا يدري أي مشاعر كان يكن لهذه الفتاة... هل هذه من كان يحلم بها يوميا ...بل وتمنى أن ينالها.... ماهي سوى فتاة رخيصة..
حسن : قسما بالله يا سلمى لو قربتي من  أي واحدة من اخواتي لتكون نهايتك على إيدي..
في هذه الأثناء أتى حامد مهرولا عندما لمحه من بعيد يتحدث مع هذه الحرباء... لينتابه القلق من السموم التي بختها في أذن ابن عمه....
حامد : في ايه ياحسن ! واقف مع الزبا... ليه... 
تنظر لهم نظرات نارية.. لتهددهم صراحة...
سلمى : معلش يا حامد أصل صاحبك كان بيتفق مع الزبا... عشان يموت  جوز اخته ... سلام يا سبع الرجال
لتغادر بعدما بثت بكلماتها بذرة الشك بظنون مختلفة في قلوب الجميع... أحدهما يعتقد أنها ستأذي شقيقته الصغيرة كما كانت تتحدث... والآخر يظن أن عصبية ابن عمه ستسول له الفتك بأخته...
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
كانت هنا ورؤى لا تعيان ما يحدث... فكلتاهما كانتا لا زالتا صغيرتان... ولم يتذكرا شيء... أما هو ففطن لكل ما يحدث
لتعود إليه ذاكرته... لكنه آثر الصمت... لينتاب الجميع القلق... ويصير المشهد محملا بوخزات الماضي وآلامه...
لا تدري ما حدث لها عند رؤيتها لأبيها وأخيها... لتعود لها ذكريات طفولتها مع أخيها وأختها الراحلة... تنهمر دمعاتها تباعا على صفحات وجهها... ليقترب منها والدها مناديا إياها بنبرة حنونة... لم تدري حينها إلا وهي ترتمي بين أحضان والدها.. التي اشتاقت لها وافتقدتها...
صالح : وحشتيني يا بنتي... وحشتيني جوي يا ريحة الغالية
ترفع رأسها لرالدها بعيون حمراء تداريها الدموع المنهمرة ...
فاطمة: وانت وحشتني يا ابوي... والله العظيم وحشتني..
صالح : غصب عني كان البعد يا بنتي... بس حان وقت اللقا
يمد يده بهدوء وخوف من ردة فعل أخته على لقائه...
حسن : ازيك يا فاطمة..
تنظر له نظرات معاتبة.. نظرات بها الشك.. تخاول الخديث فيخرج القول مزلزلا لقلوب الجميع
فاطمة : حسن ! ليه يا اخوي..  ليه تكون سبب فراقنا
لم يدري سوى ودموعه تنهمر كالشلال وهو يحتضن وجهها بين كفيه
حسن : والله العظيم ندمان يا فاطمة... واللي حصل أنا مليش ذنب فيه... أنا كنت مستنيكم عشان اخدكم في حضني... مش عشان أذيكم... صدقيني والله العظيم وغلاوة حنين إني مليش ذنب
فاطمة : ازاي يا حسن ازاي وانت اللي أذيتها... ازاي اصدق ان اللي حصل مكنش له سبب!
صدمة تملكت الجميع... جعلت الخيوط تتضح ليشعر هذا الواقف بشيء يجثم على قلبه... فهو قد رأى كل ما حدث في هي هذا اليوم.. لايريد أن يرمي الذنب على أحد...  لكن  ما  صدمه حديث هذا الواقف بالخلف بعدما قرر توضيح ماحدث في هذا اليوم بعد خروج والده بالسيارة..
حامد : حسن ملوش ذنب يا فاطمة...
نظر له الجميع بصدمة .. ليتقدم منه مصفى  بخوات ثقيلة.. في حين كان الشباب الواقفين جميعا ينظرون لبعضهم البعض بوجوه يملأها الزهول... وكان سليم ينظر لصديق طفولته بنظرات قلقة... ليجد نظراته ثابتة.. كالفهد الذي ينتظر الفرصة المناسبة....
وقف مصطفى أمام حامد متحدثا..
-  انت  اللي كلمت محمود يومها تحذره من حسن؟!
حسن : إيه !  انت بتقول إيه يا مصطفى!  حامد هو اللي كلم محمود يحذره مني!
ينظر له حامد بنظرات يملأها الندم... نظرات تتمنى العودة لتصحيح فعل ظنه صحيحا وقتها... لكنه كان فعلا كلفه حياة شخصين بريئين..
مصطفى: أيوة حامد اللي كلم محمود في اليوم ده وخلاه يطلع بسرعة من غير حتى منفهم منه حاجة
صالح : صح الكلام ده يا حامد يا ولدي؟!
حامد : أنا بعد اللي سمعته من البت دي وهي بتكلم حسن فكرت انه هو لسة عاوز يأذي محمود وحنين.. لما سمعتها بتقوله اختك الخاطية...وحسن كان متعصب... قربت له عشان اسأله لقيتها بتقولي" سلمى : معلش يا حامد أصل صاحبك كان بيتفق مع الزبا... عشان يموت  جوز اخته ... سلام يا سبع الرجال"  وقتها افتكرت إن حسن عصبيته هتخليه يعمل كدة... مكنتش عارف اتصرف ازاي من خوفي على ولاد عمي...
وقتها اتصلت على محمود قلت له اللي حصل وطلبت منه مينزلش البلد دلوقتي لأن حسن لسة العصبية طاغية عليه... خفت حد منهم يتهور ..  والله العظيم مكنتش اقصد حاجة  لحد ما محمود سمع مني كلمة خاطية اللي سلمى قالتها على حنين... لقيته قفل السكة ومعرفتش اوصل له بعدها... لحد ما لقيت حسن جاي ليا بيقول انه هيروح لمحمود لحد عنده ويعتذر له... ندمت إني اتسرعت وكلمت محمود...
حسيت إن قرار حسن أنسب قرار نقدر نصلح بيه اللي حصل..... وخرجنا احنا الاثنين جبنا عربية أجرناها وروحنا عشان حسن يعتذر لمحمود... بس والله كان نيتي هير ومحدش يتأذي... مكنتش اعرف إنه....
..... : إنه لما يسمع كلمة خاطية على  حبيبته ومراته وأم ولاده هيفضل قاعد...
نظر الجميع بصدمة شديدة للشخص المتحدث الذي لم يكن سوى "محمد".. الذي شهد هذه اللحظات من فراق والديه..
الذي شهد وفاتهما...
لينظر له حامد بصدمة... فلوهلة لم يدرك وجوده ولم يخيل له أنه قد يجده بهذا المكان تحديدا..

محمد : صح يا خالي... أبويا خرج عشان يجيب حق أمي... بس للأسف لما شافكم على الطريق فكر انه الكلام اللي قلته له عن خالي حسن صحيح... مخدش باله من العربية اللي اللي قدامه ... حاول يتفداها بس خبط في صخرة كبيرة... بس كان عايش... نزل من العربية وكان مش شايف بيدور على مراته وبنته عشان يخرجهم من العربية لأن إصابتهم كانت شديدة... مخدش باله من العربية اللي جاية في الاتجاه المعاكس وقضت عليه...  ولما انتوا وصلتوا لنا كان خلاص كل حاجة انتهت في ظرف ثوان.. وأمي وصتني على أختي وخلتني حدتها واستخبيت .. ولما وصلتوا شفت خالي حسن واخدها على رجله وبيعيط...
كانت كل كلمة تخرج من فمه تمثل  صدمة للجميع... لكنه واصل حديثه
صح يا خالي حامد

حامد : محمد ! إنت هنا ازاي!
صدمة شلت حواس الجميع... لينظروا نحوهما تارة وينظرون لبعضهم تارة أخرى.... ليتساءل صالح عن هويته... أما الجميع فكانوا موقنون بكونه فطن لكل ما يحدث...
صالح : مين ده يا ولدي؟!
كان الجميع ينظرون له منتظرين إجابته... لكن الصدمة لمن كان الجواب
مصطفى : ده محمد محمود الألفي... ابن اخويا محمود الله يرحمه... ويكمل حديثه وهو يشير للصغيرة رؤى التي اتسعت عينيها من الصدمة وهي تنظر لهنا ....
ودي رؤى محمود الألفي بنت اخويا... وولاد حنين صالح ...  بنتك يا عمي واختك يا حسن ...
حسن : إيه دول هما ولاد اختي... احنا روحنا لهم بس ملقيناهمش.. قابلنا واحد قال انك هاطب أخته وإنه صاحبك
ليفطن جيدا لهوية هذا الشخص... فتنتابه نغزة آلمت قلبه...
صالح : قصدك إنهم الغاليين صح!
فاطمة : صح يا ابوي ... وأغلى الغاليين كمان... بس ازاي انت تعرفهم يا حامد! إحنا لسة عارفين النهاردة !
نظرات قلقة... وأخرى حائرة... وأخرى مذهولة... خالة من عدم التصديق طغت على الجميع...
محمد : خالي حامد قابلني من فترة واتصدم لما عرف إني عارفه... ومن وقتها وهو بيجي يراقبنا من بعيد كل فترة...
بس من بعيد...
صالح : صح الكلام ده يا حامد... انت  كنت عارف!
حسن : طيب ليه خبيت ومقلتش يا حامد... ليه خبيت وانت شايفنا كلنا موجوعين.!
حامد : كان غصب عني يا حسن... كنت بموت في اليوم ألف مرة وانا الندم بياكل قلبي... مكنتش عارف اعمل ايه... ذنب كان لافف على رقبتي بيخنقني كل يوم... كل ما كنت أشوفهم الندم كان بيقتلني... أنا اتسرعت بس والله العظيم كان همي انكم متأذوش بعض وربي عالم.
صالح : وانا مصدقك يا ولدي... بس كان لازم تقول لنا عشان نكمن احنا كمان
ليتجه بعدها نحو الأخوان والحنية تتطغي على وجهه كاد بالتعثر ليسنده من الجانبين كلا من محمد وسليم ...  ينظر لهم والدموع تشق وجهه...
كان المشهد تملأه الدموع... ولكن على غير المتوقع رفض البقاء هو وأخته في هذا المنزل... ورفض الذهاب مع جده وخاله... ليقررا العودة لمنزلهما الذي احتضنهما طوال هذه السنوات

انتهى الفصل   والفصل اللي جاي برده مهم لكن هينزل امتى مش عارفة لأن حشو سناني احد دلوقتي مش خلص

حنايا القلوب ***العشق الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن