الفصل الثالث عشر 2

1.6K 70 16
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا بعتذر عن التأخير  عن نزول الفصل امبارح لظروف خارجة عن إرادتي، معلش طولت عليكم

الفصل الثالث عشر الجزء الثاني
كانت بالداخل، والأطباء يعملون على قدم وساق، حتى يتمكنوا من إنقاذها، لكنها كانت بعيدة كل البعد عن هذا العالم المليء بالشرور، كانت تعيش في عالم الأحلام،  عالم يخلوا من الحقد، والشر، والألم، كانت ترى أنها تجلس على شاطئ البحر، ترتدى فستانا شديد البياض، واللون الأزرق، والأخضر، والأبيض، يعملوا في تناغم لتجميل هذا المكان الساحر، ظلت تنظر خولها بانبهار شديد، لشدة جمال المكان من حولها، لفت انتباهها نبتتان، إحداهما قوية، والأخرى يبدوا عليها الوهن، نظرت لهما بعاطفة، فاليافعة، كان الماء يصلها، فكانت تزداد نضارة، والأخرى لا يصل إليها الماء، لتنظر بابتسامة وتجلب بعض قطرات المياه وتقم بوضعها عليها فتعود لها الحياة، ظلت تنظر لهما بابتسامة، وهنا على صوت الإنذار معلنا عن خطب ما، وشيء غريب يحدث، ساد الهرج والمرج بداخل غرفة العناية، لينتاب القلق جميع من بالخارج، استبد بهم القلق حتى أصبحوا على شفا حفرة من الانهيار، فالجميع أعصابهم تلفت من الانتظار، يريدون الاطمئنان عليها،في هذه اللحظة تحديدا خرج الطبيب معلنا عن حاجتهم للدماء، فالنزيف لا زال مستمرا، ذهب الجميع، ولكن تطابقت فصيلتها مع زوجها، وأخيها، ورفض الطبيب أخذ الدماء من والدتها; نظرا لكبر سنها  مرت الساعات عليهم ببطيء شديد إلى أن انفتح باب غرفة العناية، والطبيب يتنهد كمن يحمل ثقلا على صدره، لم يجرؤ أحدا منهم التطرق للسؤال، علم الطبيب حالتهم، لينظر داخل عيني زوجها، يرى الدموع المتحجرة تهدد بالهطول، ابتسم ببساطة وهو يخبرهم
الطبيب : في البداية يا جماعة اللي حصل ده يعتبر إعجاز، الندام كانت جاية شبه ميتة، لكن ربنا الحافظ، الحمد لله قدرنا ننقذ الأم….
ترددت العبارات  بالحمد، والشكر لنجاتها، وصحبها دمعات طفرت من عيون الجمبع، لكن صمت الجميع عندما أكمل الطبيب حديثه
- لكن للأسف شلنا الرحم، لأنه التهتك اللي حصل له مكنش له علاج، وكان لازم يتشال ...
صمت الجميع بحزن شديد على حالها التي أصبحت عليه، وما ستعانيه في الأيام المقبلة، ليكمل الطبيب
- بس في خبر كويس، الأجنة كمان قدرنا بفضل الله ننقذهم، لكن في واحد منهم تعبان شوية، هما حاليا في الحضانة، هيفضلوا فترة لحد ما نتأكد إنهم كويسين،
انطلقت الفرحة تغزوا قلوب، ووجوه الجميع، فالله رحيم بعباده، وغادر الطبيب بعد أن أخبرهم أنها ستبقى في الرعاية لمدة 48 ساعة حتى تستقر حالتها
دقائق وكان يتحرك مغادرا، سأله صديقه،
حسام : رايح فين يا أحمد!
أحمد : بابتسامة تغلبت عليها دموع الفرح، رايح اصلي، واشكر ربنا على لطفه بيا، وعلى كرمه عليا
اتجه صوبه الجميع،
مروان : بابتسامة، كلنا جايين معاك، حمدلله على سلامتها، ومبروك عليك يا ابوا ....
ليصمت، صحيح هتسميهم ايه يا صاحبي
أحمد بابتسامة: لما والدتهم تقوم بالسلامة هي اللي هتسميهم
وهاقد انكشفت الغمة قليلا، حمدوا الله جميعا على نجاتها، ولكنه لم يغفل عن أخذ حقها، فليطمئن عليها أولا، وبعدها سيعاقب الفاعل
🤲🤲🤲🤲🤲🤲❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️
على إحدى المقاهي كان يجلس بجوار رفيقه، كان يتحدث معه بهدوء شديد أنكر وجوده داخله، عندما بدأ في لومه على تركه أخته، وفسخ الخطبة، لكنه اعتمد على العقل والحكمة في الرد، فلا يريد أ يفقد علاقته بصديق طفولته،
شريف بمعالم غضب واضحة : كدة يا محمد ده انت الوحيد اللي عمري مكنت اتخيل انك تعمل كدة، فسخت الخطوبة حتى من غير متتكلم معايا، طب كنت راعي العشرة
محمد بهدوء : انت عارف يا صحبي أنا عشان عامل حساب ومراعي العشرة فسخت الخطوبة، بص يا شريف جميلة إنسانة كويسة، وجميلة جدا، وهي طلبت بتعجيل الجواز، وأنا بصراحة مش هقدر اتحوز في الوقت الحالي، انت عارف وضعي وظروفي، ثانيا حرام عليا لما اركنها جنبي وانا مش قادر على الجواز ماديا، وهي من حقها تتجوز، ده غير طبعا رؤى أنا يستحيل اتجوز واسببها أو ابعدها عني، هي ملهاش غيري
كان يتحدث بثبات شديد، لم يشأ أن يضع اللوم عليها حتى لا تسقط منزلتها أمام أخيها، اختار أن يكون هو المخطئ الوحيد في الأمر، حتى لا يسبب لها الأذى إذا ما تقدم أحدهم لخطبتها، وكذلك مراعاة لخاطر صديقه
شريف وقد هدأ قليلا : يعلم حساسية رفيقه تجاه أخته، وكذلك أمر المال، بص يا محمد احنا اتفقنا على كل حاجة، وبعدين جميلة ازاي تطلب حاجة زي كدة ، هي ملهاش دخل بالموضوع ده كلام رجالة، وبعدين بالنسبة لرؤى  أنا سبق وطلبتها منك، بس انت ....
محمد : شريف سبق وتكلمنا في الموضوع ده، وقلت لك ان رؤى لسة صغيرة، أنا يستحيل اجوزها عشان افضي مكان لنفسي عشان اتجوز، رؤى هتفضل معايا لحد ما تخلص تعليمها، وبعدها افكر اذا كانت تقبل تتجوز ولا لأ، ويستحيل افرض عليها وضع أنا متأكد إنه غلط، انت صاحبي ومفيش فيك عيب، لكن أنا مش هجني على اختي بإيدي، دي لسة يدوب داخلة أولى جامعة، تعليمها أهم مرحلة، وانا وعدت ابويا اني انفذ وصيته أحافظ على الأمانة
شريف بحزن فقد أمل ان يوافق على هذا الأمر: خلاص يا صاحبي، يعني كدة خلاص مفيش أمل ترجع لجميلة، ومدة علاقتنا انتهت
محمد : انت اتجننت يا شريف، أنا حتى لو مش خطيب احتك، انت هتفضل صاحبي، وبعدين جميلة بكرة يتقدم لها الأحسن مني بإذن الله
انتهى لقائهم القصير بعدما لم يجد شريف حلا لإثنائه عن العدول عن الأمر، ليستأذن بالمغادرة، بقي هو جالسا لبعض الوقت، ليرن هاتفه برقم صديقه بالعمل
محمد السلام عليكم، ايه يا حسين في حاجة يا ابني!
حسين : بنبرة بها بعض الحزن ، لا بس كنت هسألك عملت ايه في مقابلتك لاخو خطيبتك
محمد : بزفرة،  الحمد لله الموضوع انتهى على خير، كدة خلاص ارتحت
حسين بتردد أيخبره بما حدث أم ماذا، لكنه قرر إخباره، عندما طال صمته أبعد الهاتف عن أذنه ليتأكد أن الخط لازال وفتوحا، ليتحدث بتعجب
محمد : مالك يا حسين ساكت له!
حسين : بص يا محمد هو انت عارف مرات المدير بتاعنا، حصلت لها حادثة و....
انتفض في جلسته : مدام نجلاء، حادثة ايه يا حسين انطق
حسين : بيقولك في ناس دخلوا البيت وضربوها جامد، وهي دلوقتي في المستشفى بين الحياة والموت
محمد بصدمة واضحة : انت بتقول ايه، دخلوا ضربوها في بيتها ازاي، دي دي حامل، لا حول ولا قوة إلا بالله
حسين : هو ده اللي سمعته، مش عارف بقي ايه للي حصل، قلت اعرفك بما إنك بقيت يعني قريب لهم
محمد:  تسلم يا حسين  أنا بالفعل لازم روح لهم، ده احنا كلنا عيش وملح مع بعض، شكرا يا صاحبي يلا سلام
ليغادر عائدا لمنزله عقب انهاء المكالمة، قرر مهاتفة رئيسه، لكن لينتظر قليلا، فلا يدري ما ذا سيقول
💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐
حل الليل سريعا معلنا عن بعض الراحة لمن لاقوا الألم والعذاب ، والقلق طوال اليوم، والبعض الآخر يستعدون للخروج، والسهر،
في إحدى الملاهي الليلية كانت تجلس لجواره تنظر إليه بشرود، تريد أن ترى ماذا يدور بداخله، تقرر سؤاله فجأة
جنى : نادر ممكن اسألك سؤال، بس بشرط تجاوبني بصراحة
نادر :  بس الصراحة دي هتزعلك يا جنى
جني بابتسامة سخرية : يممن عاوزة اشوف الحقيقة اللي مش قادرة اشوفها، احنا نعرف بعض من زمان،  ليه مقولتش ليا لما نخلص دراسة نتجوز، يعني أول ما اتعرفت عليك منا لسة في ثانوي، وعلاقتنا بدأت رسائل على التيليفون، وقتها كان تفكيرك ايه عني
نادر : الأول كنتي عجباني، لكن مش هنكر لما وافقتي تكلميني ورديتي عليا، قلت خلاص كدة نتسلى شوية
جنى بصدمة : تتسلى ! يعني مكنتش بتحبني زي ما كنت بتقول !
نتدر : بصي يا جنى الواحد مننا عاوز يبان دنجوان، بصريح العبارة عايز يبقي مقطع السمكة وذيلها، ويفرح لما بيلاقي البنات هتموت عليه، لكن لما يحب بجد، ويتجوز، عمره ما هيبص لواحدة كلمها، ولا حتى قبلت تكلمه، أو تخرج معاه
جنى : وقد تملك الألم منها، يعني  انتوا بتلعبوا بينا، واه فهمت انت بتجري ورى رؤى ليه، عشان مطولتهاش
نادر: عليكي نور هي دي اللي تنفع زوجة، وحبيبة، والواحد يأمنها على بيته، لكن اللي كلمت واحد عندها استعداد تكلم عشرة، ومتتأمنش على بيت
جنى : معاك حق، احنا اللي بنسمح للذئاب تنهش فينا، احنا اللي بنديلهم الفرصة، احنا اللي غلطنا لما الواحد منكم يجي يكلمنا واحنا تستعناه ونرد عليه ونسمحله يقرب، وهو أقل من كدة، احنا قيمتنا كبيرة لكن احنا اللي بنرخص منها
لتتركه وتغادر بدموع تملأ مقلتيها
نادر: لو عرفتوا كدة من البداية، مكنش حد مننا فكر يختار الأنضف
❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️

حنايا القلوب ***العشق الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن