الفصل ااسابع والعشرون

1.7K 73 6
                                    

الفصل السابع والعشرون
كانت قد أعدت طعام الإفطار.. وقامت بأخذ الطعام حاملة إياه للداخل.. لتجد أنها قد ارتدت ملابسها مستعدة للمغادرة.. تعجبت من حالها المتقلب هذا.. فحديثها  معها ليلة أمس يدل على رغبتها بالبقاء معها.. لتتساءل بتعجب
رؤى : جنى انتي هتمشي دلوقتي ولا ايه؟!
تنظر لها نظرات امتنان.. نظرات تغير فحواها عن ذي قبل.. نظرات مليئة بالامتنان والشكر لمعاملتها لها الليلة الماضية..
جنى : أيوة همشي يارؤى.. أنا مش عارفة اشكرك ازاي على اللي عملتيه معايا امبارح.. بس أنا لازم امشي مش عاوزة اقلب لكم حياتكم.. بس عندي طلب صغير..
رؤى : طلب ايه !
جنى : بابتسامة صادقة..  هستلف منك طقم من هدومك اروح بيه.. مش عاوزة البس هدومي دي تاني.. محتاجة احس اني بجد عزيزة على نفسي.. جسمي مداري  عن عيون الكل
رؤى : اللبس الشرعي يا جنى ستر وعفة ووقار.. بيصونك من عيون  الناس كلها.. بيخليكي ملكة متوجة للشخص اللي يستاهلك ويقدرك.. ربنا سبحانه وتعالى كرمنا وخلانا نكون ملكات.. بس احنا بإيدنا اللي بنقلل من قيمتنا
جنى: تتحدث بدموع ملأت عينيها.. صح عندك حق إحنا اللي بنقلل من قيمتنا.. تعرفي يا رؤى أنا كنت مفكرة إن اللبس الضيق.. والمكياج وان شعري يكون حر.. ده الجمال.. بس كنت غلطانة وعرفت إن اللي بتعمل كدة.. مهما كانت جميلة.. ومهما كانت غنية إلا إنها بتكون محرد تسلية.. ولما الشاب يفكر يتجوز عمره ماهيفكر فيها.. لأن نادر قالها ليا صريحة.. إنتي للتسلية مش للجواز..
ليتحول بكاؤها لبكاء على كرامة مهدورة.. تأخذها بأحضانها تربت على كتفيها مواسية إياها..
رؤى : انسي كل اللي فات يا جنى.. ربنا اداكي فرصة جديدة عشان تقربي منه.. ربنا بيحبك وجعل غيرتك مني سبب انك ترجعي له.. يمكن الغيرة دي هي الي خلتك تقارني بينا.. رغم لو جينا نقارن هتلاقي إنك أجمل مني بمراحل.. خليكِ مع ربنا هيغنيكي عن الكل.. انتِ عارفة محمد أخويا كان يقول لي دايما.. لما تحسي إن في فترة هتميلي عن طريقك.. وفترة مراهقتك هتستهويكي.. حطي حب واحد بس قدامك.. "حبك لربنا" وقتها فكري يا ترى هتقدري تخوني ربنا....

###########
✍️✍️✍️✍️✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
كانت تنظر له نظرات تفيض عشقا.. نظرات تلج للقلب دون أدنى مجهود.. كان يساعدها على ارتداء ثيابها قبل ذهابهم لرؤية أطفالهم.. ما كان منه سوى أنه رفض أن يقوم أي شخص سواه بمساعدتها..
""تذكرت اللحظة التي طرقت والدته باب الغرفة برفقة الخادمة.. تخبراه بمساعدتها للاستعداد للذهاب للمشفى.. ليكون رده صدمة لها..
ناهد : أحمد يا حبيبي صباح الخير
أحمد : صباح الخير يا أمي.. اتفضلي كنتِ عاوزة حاجة!
ناهد : سلامتك يا حبيبي.. احنا بس جايين عشان نساعد نوحا تجهز عشان معاد المستشفى..
أحمد : وحضرتك تساعديها ليه! يعني مثلا أنا مليش لازمة ولا ايه!
ناهد: لا يا ابني مين قال كدة بس.. عشان بس نغير لها ونلبسها و...
جوابه في هذه اللحظة كان حاسما..
أحمد : اه فهمت.. بس دلوقتي حضرتك  تتفضلي أنا موجود هساعد مراتي.. يعني ممكن تساعدوها وانا مش موجود.. لكن دلوقتي أنا موجود .. ولا حضرتك شايفة إنه مش من حقي أنا أساعد مراتي
في هذه اللحظة توقعت أن ترى نظرات الحزن على وجه والدة زوجها.. لكنها دونا عن ذلك لم ترى سوى نظرات البسمة التي يملأها الحنان.. والفخر.. فخرا بتربيتها لرجل يستحق لقب الرجولة.. رجل لم يقبل حتى أن تكشف زوجته حتى على والدته.. 
ناهد : خلاص يا حبيبي متزعلش.. انا هنزل ومرتك معاك اعمل لها اللي يريحها..
لتلتفت مغادرة.. لكنه يمسك يرها قبل مغادرتها.. لم يشأ أن يكسر خاطرها.. فهي والدته ومراعاة لشعورها يجب عليه مراضاتها.. حتى وإن كانت تتفهم الموقف الراهن.. واحبه ناحيتها مقدس ولا يجب إهماله..
أحمد: أمي ممكن متزعليش عشان خاطري.. بس أنا حابب إني انا اللي اساعد مراتي بنفسي..
تربت على خده بحنان أمومي: مش زعلانة يا حبيبي.. ربنا يخليك ويبارك فيك..
لتغادر ويغلق الباب خلفها.. عائدا لغرفته مرة أخرى.. ليبدأ بمساعدتها.."
تفق من شرودها وتأملها له على صوته..
أحمد: مكنتش اعرف إني حلو أوي كدة عشان تفضلي تتأمليني كدة.. يختم حديثه بابتسامة عاشقة
نجلاء : ومين قال إنك مش حلو.. انت أجمل وأحن وأطيب راجل في الدنيا دي.. هافضل احمد ربنا عاى النعمة اللي أنعم بيها عليا.. كنت فاكرة ان الدنيا هتقف على اللي فات.. بس لقيتك عوض من ربنا ليا عوض لو كنت فضلت احلم بيه عمري مكنت هاصدق  انه هيكون بحنيتك  ورجولتك..
نظرات تغني عن ألف حديث.. يمسك يديها بين راحتيه
أحمد :  وانتي أخلي وأجمل عوض من ربنا.. تعرفي أنا جات ليا فترة  من اللي شفته قلت  مفيش بنت ولا ست محترمة.. اللي البنات كانوا بيعملوه كان مخليني صعب اصدق إن ممكن الاقي واحدة محترمة.. تعرفي إني في فترة كانت في ستات متجوزة وبتحاول تكلمني .. بس انا مكنتش مستغرب  لأن أنا كان عندي واحدة من ال.. دول
صدمة جعلت  عينيها تتسع..  هل متزوجة وتحاول جذب شخص آخر..
نجلاء : انت بتقول ايه..  متجوزة  وتكلم واحد تاني ازاي .. ده ..
أحمد : عارف انك مش مصدقة.. بس  ده للأسف واقع .. احنا بعدنا عن ربنا.. وبعدنا عن الدين .. ونسينا الحلال والحرام.. ونسينا إن الأهل أكبر مراقب.. بس ده أنا شخصيا  مش متأكد منه.. المهم دلوقتي يلا عشان منتأخرش على الولاد.. وبعدين محمد مكلمني وقايل لي إنه جاي هو ورؤى..
نجلاء: بتوهني عن الموضوع.. ماشي يلا بس بسرعة بقى عشان  عاوزة اشوف ولادي..
أحمد : أيوة بعتيني في ثانية.. يلا عشان ولادي..
في هذه اللحظة اندفعت الصغيرات للداخل.. ليحدثوا جلبة محببة للقلوب.. ليستقبلهم بأحضانه مستمتعا باللحظة التي ينعم بها الله عليه.. فهو يعشق صغاره كثيرا.. يتلقفهم بأحضانه مقبلا إياهم.. لتنطلق الصغار محتضنين والدهم ..
أحمد : حبايب قلبي انتوا بيوحشني الحضن الحلو ده.. حبايب بابا دول
نور : بابا  حبيبي انت وماما رايحين  تشوفوا رحيم وريان!
أحمد : أيوة  يا حبيبتي  رايحين نشوفهم.. ماما هتتطمن عليهم . وانا هطمن على ماما لأن الدكتور لازم يشوفها عشان الجرح بتاعها هي كمان..
سما : طب يا بابا عاوزين نيجي معاكم.. عاوزين نشوف اخواتنا
نوران : هما هيفضلوا تعبانين يا بابا..  ويروحوا عند ربنا..
صدمة جعلت شهقة خافتة خرجت من بين شفتيها.. لتنظر لزوجها وأطفالها بدموع تغلب على التحرر.. ليحاول الحديث مبتعدا عن هذه النقطة.. يأخذ الصغيرة بأحضانه محاولا احتواء الموقف الذي تم وضعهم به..
أحمد : نوران حبيبتي اخواتك هيكونوا كويسين إن شاء الله.. وبعدين ربنا يا حبيبتي  كتب لهم النجاة..  عشان كدة ربنا هينجيهم ..
نوران : يعني هيكونوا كويسين يا بابا
أحمد : بإذن الله يا حبيبت بابا..
ينظر لصغيرته التي لم تنبث بحرف واحد منذ دخولهم.. وهذه ليست عادتها.. فهي فتاة مرحة تحب الضحك والتسلية..
ليقربها منه ..
أحمد : ملك يا حبيبتي ساكتة ليه.. انتي كمان مش عاوزة تشوفي اخواتك!
ترفع رأسها بعلامات الخوف التي ترتسم على وجهها.. ليتفاجأ من هذه اللمحة التي ظهرت على وجه هذه الصغيرة..
التزمت الصمت لترى ماذا يحدث..
أحمد : تعالي يا حبيبتي ايه اللي مزعلك !
ملك : هو أنا يا بابا أصلي خايفة..
أحمد : خايفة من إيه يا حبيبت بابا! وبعدين  ملوكة تخاف وبابا هنا..
توفع الصغيرة  رأسها وتنظر  لوالدها..
ملك : خايفة يا بابا من الناس اللي جت دي يجوا تاني  ويعوروا ماما.. وعموا الوحش ده كمان
صدمة تملكت منهما لم يستطيعا الرد.. في هذه اللحظة كان لابد له من التصرف بسرعة حتى يطمئن الصغيرة..
أحمد : لوكا يا قمر متخافيش خالص عموا الوحش ده احنا مسكناه وعموا مروان حبسهم كمان..
ملك : بجد يا بابا يعني الناس الوحشة دي خلاص معدوش هيجوازهنا..
يومئ  برأسه مبتسما : أيوة اضحكي بقي ومتزعليش..  يلا خدي اخواتك يا سما وانزلوا عند تيتا
لحظات وكانت الصغيرات يركضن للأسفل بضحكات تملأ المنزل .. ليعاود النظر مرة أخرى  لرفيقته التي لا زال الصمت مسيطرا على معالم وجهها .. اتجه نحوها محتضنا إياها بحنو يبث لها الطمئنينة  والأمان.. دقائق مرت وكان يحملها هابطا للأسفل.. وقليل من الوقت وكانا يستقران بالسيارة في طريقهم للمشفى ..
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
كان يجلس على جمر ملتهب.. لا يعلم ماذا سيكون رد فعلهم.. هل سيقاتلون من أجل أن يعودا لأحضانهم.. كان يعلم أن ما حدث في الماضي ما هو إلا قضاء رب العباد.. لكن ألم فراق والديه فاق قدرة تحمله.. يريد أن يرى مدى تمسكهم به هو وأخته الصغرى.. كان لديه شك أنهم سيحضرون.. لكن هذا التأخير جعل القلق يعود ليتسرب لحنايا قلبه.. لكن الله كان رحيما به.. ليستمع لدق باب المنزل.. ليذهب لفتح الباب مستعيدا ثباته ..
كان كلا من سليم، وهنا يقفون أمام باب المنزل.. كان يتوقع وجودهم  جميعا لكنه تدارك الموقف داعيا إياهم للدخول.. كانت هي بالداخل تراقب ما يحدث بقلق.. دعاهم للدخول ومرت ثوان معدودة قبل أن يستهل سليم الحديث..
سليم : محمد انا عارف إنك زعلان ومجروح.. عندك حق تفكر إننا سيبناكم وبعدنا .. بس والله العظيم بابا وماما عمرهم منسيوكم لحظة واحدة.. بعد الحادثة استغربنا انتوا ازاي مكنتوش موجودين في العربية مع عمي "محمود" وخالتوا "حنين" لأنهم وقتها مقدروش يلاقوكم.. قلنا إنكم عايشين وفضلوا يدوروا عليكم في كل مكان.. لكن محدش قدر يوصل لكم.. وقتها أمي انهارت وتعبت وكان لازم نبعدها عن هنا.. والدي اضطر ياخدنا ويسافر.. بس والله مبطلش يدور عليكم.. وكلف ناس يدورا لكن للأسف فشلنا نلاقيكم.. لحد ما قرر ينزل مصر تاني ويدور هو بنفسه.. صح كان فات وقت كبير بس والله عمرنا ما نسيناكم.. وكنت دايما بحس إن ليا أخ مفتقده.. أخ كان سري كله معاه..
كان يستمع لحديثه بقلبه وعقله..
محمد : يمكن دورتوا بس مكنش كفاية.. تعرف أنا اتعذبت ازاي من وقتها وانا شايل حمل أختي على كتافي.. خايف اقصر في حقها أو اظلمها.. أوقات كتير كنت بتخنق ومكنتش بلاقي اللي ينشلني من اللي كنت فيه.. لحد في يوم لقيت واحدة ست قاعدة لوحدها قدام البيت ده.. قربت منها وكنت بحاول اساعدها.. عرفت إن ابنها وجوزها ماتوا وهي لوحدها.. لما شفتني ومعايا اختي خدتنا وربتنا .. ولقينا مكان يحمينا.. صح هو مش قد المقام.. بس كان كفايا لينا عشان يحمينا من الشر اللي برا.. الناس مكنتش تعرف عننا حاجة غير اننا ولادها.. واتوفت واحنا فضلنا عايشين هنا.. أهل الحي كانوا دايما معانا.. بس في نفس الوقت كان إحساس اليتم مقصر علينا.. الأهل الحقيقيين حبهم حاجة تانية..
كان يستمع له ودموعه أوشكت على الهطول..كان يعلم جيدا أنهم عانا كثيرا .. لكنه لم يتخيل أن تكون معاناتهم مؤلمة هكذا..
سليم : محمد انا اسق وحقك علينا كلنا .. أنا عارف إنك مجروح وزعلان.. بس هما بابا وماما وجدي وكلهم جايين  عشان بس يصالحوكم ويتأسفوا.. معلش يا محمد أنا مش عارف اقول لك ايه .. بس انت من حقك تعمل اللي يريحك
هنا لم تستطع الصمود أكثر.. بعد ما أدركت كم معاناتهم.. لتبادر الحديث بدموع وصلت قلب العاشق الصغير
هنا:  أنا معرفش حاجة عن كل ده.. أنا عاوزة رؤى هي فين.. لو سمحت متبعدهاش عنبي..
ينظر لهذه الفتاة التي تحطم كافة التوقعات.. ليجيبها بابتسامة..
محمد : مين قال لك إني هبعدها عنك.. رؤى موجوده جوة .. معاها واحدة زميلتها.. ادخلي لها..
تعجب شديد أصابها.. لتضيق عينيها متسائلة..
هنا : صاخبتها مين !
محمد : بنت امبارح عربية خبطتتها.. ورؤى لما شافتها عرفتها.. وقالت إن اسمها جنى زميلتها في الكلية..
هنا: نعم يا حبيبي.. حنى مين! وصاحبة مين!
هنا من صدمته لم يستطع الحديث.. لينظر لها أخيها نظرات قاتلة..
سليم : هنا ايه االي انتي بتقوليه ده.. اتكلمي بعقل شوية..
تنظر لأخيها بنظرات كالقطة..
هنا : معلش يا أبيه اسفة بس الصدمة بس.. ممكن ادخل لهم!
كان هو لازال مصدوما من كلمتها التي تركت أثرا في نفسه.. لكنهريفق من شروده سريعا..
محمد : جوة الأوضة التانية على الشمال..
سليم بنظرات ماكرة يدرك مازحدث.. فهو شاب ويعلم جيدا ما يحدث..
سليم: معلش يا صاحبي بس هنا هبلة شوية كدة.. ومدب
يتحمحم قائلا: مفيش مشكلة عادي .. محصلش حاجة
تمر دقائق قليلة وهم جالسين معا يعيدون ذكرياتهم .. وكانت باقي العائلة وصلت بالأسفل وبطريقهم للأعلى.. يشاهدهم شخص غير متوقع ويقرر الصعود خلفهم..
وبالداخل تدخل هنا مندفعة.. غافلة عمن كانت تقف خلف الباب تستمع لحديثهم.. ليصطدم بجبهتها.. لكنها تفاجأ بوجود هذه الفتاة التي كانت دوما تضايقهم بالحديث..
تتحدث وهي تضع يدها على جبهتها بألم..
رؤى : اااه ايه يا بنتي قطر داخل.. بالراحة يا هنا مش كدا.. ده احنا قرايب والله .. اااه
تنحني لها ممسكة بها بأسف
هنا : معلش مكنش قصدي.. وريني كدة بتوجعك.. ايه ده مفيش حاجة..
وبعدين قولي لي الآنسة دي بتعمل ايه هنا !
رؤى : هنا ممكن تهدي بس وانا هفهمك.. جنى دلوقتي اتغيرت و..
هنا بمقاطعة: اتغيرت ازاي يا رؤى انتي بتهرجي.. دي لسة بس من يومين كانت بتهددك عشان تبعدي عن البني ادم ده.. عاوزة تقنعيني انها اتغيرت
رؤى : يا هنا استني بس..
تقاطعها جنى بعدما أحست بتعقد الأمور..
جنى : هنا عندها حق يا رؤى.. محدش هيصدق اني اتغيرت.. لكن يا هنا اللي شفته واللي حصل لي يخليني مش بس اتغير.. لا ده يخليني أكره خياتي اللي كنت عايشاها.. أنا في اليومين دول اكتشفت إني رخيصة عند الكل.. أمي وش فارقة معاها ولما بشتكي لها بتقول عليا طفلة
"كانت تجلس تضم ركبتيها إلي صدرها، تلتمع عينيها بالدموع، تنظر للفراغ، لا تعي ما يحدث، تريد الهروب من هذه الحياة، كرهت حياتها، كانت تظن أن الثياب الباهظة الثمن هي من تعطي السعادة، لكنها أدركت جيدا أن كثرة المال، ومثرة المجوهرات لا تجلب السعادة إطلاقا، تذكرت كيف كانت هذه الفتاة البسيطة التي كانت دوما تنتقضها، كيف كانت سعادتها الحقيقية بوجودها لجوار أخيها، وهدية بسيطة كتلك سبب في سعادة نقية، كانت تراقبهم حتى ترى ما الذي يوجد بحياة هذه الفتاة يجعلها مميزة هكذا، هفي لديها المال وليست سعيدة; والأخرى ليس لديها المال ولكنها سعيدة، هي لديها أصدقائها، تحدثهم وتخرج معهم، ويقضون معا أوقاتهم; أما هي ليس لديها أحد سوى رفيقة واحدة، ولم تتعرف عليها سوى من مدة قريبة،  ما ذا يوجد لديها مميز عنها حتى يحبها الجميع، حتى من أحبته لم يبادلها هذا يوما، بل كانت له تسلية فقط، لتنهار من البكاء على حالها..... مرت دقائق قليلة لتدخل عليها والدتها وتراها على حالتها تلك..... اقتربت منها وحالة من التعجب ظاهرة عليها.... اقتربت منها في محاولة يائسة للتقرب منها.....

حنايا القلوب ***العشق الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن