الفصل الثامن والثلاثون

1.4K 67 12
                                    

الفصل الثامن والثلاثون
بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
كانوا بالسيارة الصمت يخيم عليهم، لم يتممن أحدهم من قطع الصمت، حتى حانت اللحظة التي تترجل "جنى"  من النزول للذهاب لمنزلها، لكن شعورها عند هذه اللحظة أنها لم تكن تريد الدخول لما يسمى بمنزلها، أي منزل الذي كان خاويا على عروشه، ليس  به من مظاهر الحياة شيء ، لكنها يجب عليها الدخول، لايمكن أن تبقى معهم طوال الوقت، لكن ما أثار دهشتعا عند هبوطها أمسكت "رؤى"  بيدها تنظر لها نظرات لاتعلم ماهيتها لكنها شعرت بنظراتها تلك تضمها  كالأم التي تضم صغارها، حنان لم تجده حتى مع من تسمى والدتها، لتنظر لها بابتسامة،
جنى: هكون كويسة يا رؤى متقلقيش عليا
تنظر لها بقلق، لاتعلم لماذا لاتريدها أن تتركها في هذه اللحظة،
رؤى: خليكي معانا النهاردة، إنتِ شكلك تعبانة أوي، خليكي معانا يا جنى
تنظر لها بنظرات حب خبأت خلف الدموع،
جنى: مش هينفع يا رؤى.. وبعدين صدقيني هكون كويسة أو هحاول أكون كويسة، مش عارفة ازاي بس هحاول
تنظر لها هنا بشفقة; فهي علمت معاملة والدتها معها،
هنا: خلي بالك من نفسك يا جنى، ولو حسيتِ إنك تعبانة ومضايقه تعالي لنا على طول، وحاولي تنسي عشان امتحان الأسبوع الجاي
تومئ برأسها بمعنى نعم، وتتركهم وتغادر نحو منزل باتت تمره بقاءها فيه، لكنه منزلها، ظلوا منتظرين دقائق حتى يتأكدوا من دخولها، وبعد دقائق غادروا، أماهي عند دخولها وجدت آخر شخص توقعت وجوده لتنتابها الصدمة التي جعلتها تقف محلها دون حركة، ثوان وظهرت علامات الكره على ملامحها; لتنظر باشمئزار للشخص الواقف أمامها
جنى: انت إيه اللي جابك هنا يا معتز؟! عاوز إيه مش خلاص ارتحت بعملتك ونفدت وخلاص
ينظر لها بعيون تحمل من الذنب مالايستطيع تحمله، منذ مغادرتها من عالمه وأصبح لا يريد هذه الحياة بعد الآن، يريد الخلاص لكن ماذا يمكنه أن يفعل
معتز: جنى أنا أسف سامحيني، انتِ حكمتي عليا من غير متعرفي جوايا ايه، هند بالنسبة ليا كانت كل خياتي، يمكن متصدقيش; لكن والله العظيم مكنش ليا حد غيرها، أبويا ومعرفش عنه حاجة، وأم مليش، كانت هيا بالنسبة ليا كل حاجة في حياتي، كانت هي القلب اللي بيضمني وقت اللي  بكون محتاج الحضن اللي يطبطب عليا كانت هيا، كنت عاوزها تنزل الجنين عشان كنت خايف عليها، والله العظيم مكنتش عاوزها تروح مني
جنى: كنت ممكن تروح وتتقدم لها وتتجوزها; بدل متخليها تجهض وتموت يا معتز.. انت اخترت غلط
معتز: صح عندك حق.. وعشان كدة لازم اصلح غلطي، بس قبل كل ده في حاجة لازم تعرفيها...
ابعدي عن نادر نهائي، وكمان لازم تعرفي إن شمس هانم مخبية عليكي  سر كبير والسر ده حياتك متوقفة عليه، شمس هانم عندها سر والسر ده له علاقة برؤى وعيلتها، خلي بالك منها كويس، يلا سلام
يتركها ويغادر تتخبط داخل أفكارها، لاتعلم لما انتابها القلق على رؤى في هذه اللحظة، قلبها يخفق بشدة ولا تدري لما، كلمات معتز تتردد داخل عقلها كنواقيس الخطر تضرب إنظاراها
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
*********************************************************************************
عند عودتهم للمنزل كانوا يجلسون معا على مائدة الطعام، الصمت سائد بينهم، رغم عدم معرفتهم بها بصفة خاصة; لكنها فتاة لازالت في ريعان شبابها، قطع الصمت الحديث المتداول بينهم،
مصطفى : خلاص يا ولاد ربنا يرحمها ادعوا لها بالرحمة والمغفرة، ده أفضل ليها بإذن الله
فاطمة: يا حبيبتي يا بنتي بس ده حال بنات كتير للأسف ربنا يحفظنا جميعا
تتحدث رؤى وهي تنظر لأخيها بدموع متحجرة، دموع تدل على أنها أدت واجبها،
رؤى: أنا عملت اللي ربنا قدرني عليه يا أبيه! أنا نصحتها والله وحاولت أساعدها .. بس هي بعدت عني
ينظر لها بشفقة من حالة التيه التي كانت على وشك السيطرة عليها
محمد: إنتِ عملت اللي عليكي يا خبيبتي، وبعدين ده قدرها وخطى مكتوبة عليها ولازم تمشيها، مش ذنبك ولا غلطك، ده توابع أخطاءها وقرارتها الغلط، دلوقتي بس ادعي لها بالرحمة
نظروا لبعضهم بتأييد لحديثه، لتحاول هنا الحديث بقليل من التردد
هتا: هو يا بابا اللي عملوه ده مش غلط!
هما اتنازلوا عن حقها و...
ينظر لها والدها ويجيب ببساطة،
مصطفى: بصي يا بنتي انتِ شايفة إنه غلط، لكن احنا في مجتمع مصري ومجتمعنا بكل المقاييس بيحيب الغلط كله على البنت، وده غلط، لكن لو حسبتيها هتلاقي إن ده أسلم حل لحالتها وحالة أهلها
يقاطعه سليم بتأييد : عندك حق يا بابا، خصوصا إنها ساكنة في منطقة شعبية، ولو الحقيقة ظهرت هتكون لبانة  في بق الناس، ومحدش هيرحمهم
هنا : فهمت قصدك يا أبيه، يعني كدة زي اللي كذب عشان ينقذ واحد من غلط
سليم : صح يا هنا....
يقاطعهم دخول شخص غير متوقع، ينظرون له بصدمة من وجوده المفاجأ، لكنهم يتجهون للترحيب به،
سليم : رائف ! حمدلله على السلامة يا صاحبي، إيه المفاجأة دي يا معلم!
يحتضنه رائف بحب صادق،
رائق : الله يسلمك يا صاحبي، إيه رأيك أخوك خلاص هينفجر، عاوز يلعب على أرض الواقع
كان يهمس بكلماته الأخيرة،
تركض هنا نحوه وهي تزيحه بيدها،
هنا: اوعى كدة يا أبيه سليم، أبيه رائف حمدلله على السلامة يا أبيه رائف، إيه الفجأة دي، دي رنا هتنبسط جدا، بقالها أسبوعين بحد حسيت أختي رجعت لطبيعتها من تاني
ينظر لها بابتسامة: تفتكري يا هنا، يا ستي أتمنى
تتجه نحوه والدتها وتحتضنه بحنان أموي، فهي تعتبره ابنها الثاني وليس زوج ابنتها فقط
فاطمة: حمدلله على سلامتك يا حبيبي، حمدلله على السلامة نورت بيتك
يحتضنها بهدوء، فهي تعوضه عن حنان والدته التي فقدها منذ زمن وتوفت إثر أزمة قلبية
رائف: الله يسلمك يا أمي، وحشتيني جدا
فاطمة : انت كمان يا ابني
تفاجأوا بصوت قادم محمل بالغيرة،
مصطفى: البيه اللي لسة جاي نازل أحضان كدة ومش هامه طب كمل السلام طيب
ينظر له وهو يضع يده أعلى رأسه، دليلا على شعوره بالنب
رائف: لأ يا بابا هو أنا أقدر، تعالى بالحضن بقى
مصطفى:  غور ياض انت ماشي تحضن في الكل كدة وخلاص
يعود للخلف قليلا بحرج ليتفاجأ من حديثه
- ولد تعالى في حضن أبوك يا قرد
تتسع ضحكته ويركض نحوه، تهرب دمعة خائنة من عينه، دليلا على تأثره
يبتعد عنه وهو ينظر نحو الأخوان اللذان يشاهدان ما يحدث، كانا يشعران بالفخر لامتلاكهم عائلة رائعة مثل هذه، كانوا داخلهم يحمدون الله على تعويضهم بهذه العائلة الحنونة بعد طول عذاب، يتجه نحو محمد وهو يرحب به بحرارة،
رائف: محمد باشا صديقي الجديد، أنا مبسوط بيك جدا، بجد هات حضن بقي
انفجر الجميع من الضحك عليه
محمد: حمدلله على سلامتك يا رائف
كان يجيبه بضحك وابتسامة صادقة، ألقى  التحية على رؤى
رائف: أنسة رؤى ازيك، مع حضرتك رائف اعتبريني مسمار البيت، عمود أي حاجة، اللي يعجبك
تنظر له بخجل،
رؤى: حمدلله على السلامة
هناك أعين كانت الغيرة تسيطر عليها، كان سليم يشعر بالغيرة الشديدة من هذا الذي يحدث
ظلوا جالسين معا والضحك يملأ المكان، لكن من كانت عينيه تبحث عنها لم تكن موجودة بعد، علم من والدتها أنها ذهبت لمقابلة نجلاء، اطمأن لهذا، ولكنه اشتاق إليها وكان يريد لقياها
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
تجلس لجوار والدها تستمع لباقي حديثه على تلك الغلطة الشنيعة الذي يحمل ذنبها حتى الآن ويطلب الغفران لأجلها، لاتنكر صدمتها عندما علمت بأن والدها كان على علاقة بامرأة أخرى غير والدتها، لكنها تماسكت حتى تستمع لباقي حديث والدها، يكمل والدها حديثه،
فؤاد:  في اليوم ده يا بنتي فعلا نفذت وعدي ليها وروحت لها، لقيتها مجهزة ليا كل حاجة زي موعدتني بالظيط، وأكتر كمان، بس الغريب التحضيرات اللي كانت عاملاها، بس عرفت سبب التحضيرات دي بعدين
هدى: إيه الغرض  منها يا بابا!
ينظر لها ويكمل
" بعد وصوله  لمنزلها وجد أنها قد أعدت كل شيء، المنزل مزين بالورود الحمراء، وطاولة العشاء معدة بأشهى المأكولات، وكانت تقف ترتدي ثوب سهرة كاشف، لم يرها بهذا الشكل من قبل، اقتربت منه وكان كالمغيب بين يديها، لايعي ما يحدث، حتى سقط في المحظور، وبعد مدة من بقائهما معا، وهو بين يديها كالمغيب بدأت تملي عليه طلباتها
سلمى: فؤاد حبيبي أنا عاوزة أطلب منك طلب
ينظر لها برغبة لازالت متقدة  بداخله،
فؤاد: اطلبي يا قلب فؤاد
تنظر بنظرات بها من المكر ما يفسد البشرية
سلمى: ممكن الست المصرية اللي جات لك النهاردة متقلش لها إنها حامل في توأم
ينظر لها بتعجب: ليه يا سلمى! هو انتِ تعرفيها!
تنظر له بنظرات جعلت عقله يذهب معها فقط
سلمى:  أنا مش هكذب عليك، أيوة أعرفها كانت صحبتي ، بس خدعتني وغدرت بيا، وخدت خطيبي مني، أنا عاوزاك بس متقلش لها إنها حامل في توأم، طمنها واتعامل مع الوضع عادي وخلاص، ممكن
ينظر لها وقد بدأ القلق يسربل قلبه،
فؤاد : بس أنا مش...
تقطع حديثه المتردد وهي تضع يدعا على خده وتسحبه معها لعالم محرم، ليس من حقهم
مرت الأيام وقد قاموا بالتحاليل المطلوبة وأحضروها إليه، ولكنه خالف مبادئه واتبع هواه، لينفذ ما أمرته به تلك الشيطانة الإنسية، وجاء موعد الولادة وهي لاتعلم أنها تحمل بأحشائها توأمين، لكنهما غير متشابهين، وهي بداخل غرفة العمليات والطبيب يعمل كانت هي غائبة عن الوعي بفعل المخدر، ولم تدرك أن الممرضة أخذت الطفلة الأولى وأعطتها لمن كانت تقف  في الخارج وأخذت الطفلة واختفت كالسراب، وكأنها لم تكن موجودة يوما ما، ظل يبحث عنها ولكنه لم يجدها، فظل هذا الذنب الذي لم يستطع البوح به إلى هذه اللحظة"
ظلت تنظر  لوادها بأعين متسعة من الصدمة هل حقا والدها قام بهذا الفعل الشنيع، حرم  طفلة من والدتها، والأدهى من هذا دخوله بعلاقة محرمة،
هدى: معقولة يا بابا حضرتك تعمل كدة! طب والبنت مصيرها ايه راحت فين!
فؤاد:................
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
انتهي الفصل عاوزة بقي اشوف التشجييييع

حنايا القلوب ***العشق الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن