الفصل جاهز من امبارح بس والله التيليفون كان معلق اسفة بجد
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
الفصل الثالث
في مدينة الأقصر الجميلة داخل منزل يبدوا على ساكنيه الثراء، بداية من بوابته الخارجية التي تدل على عراقته، تحاوط المنزل حديقة خلابة بسيطة تسر الناظر إليها، من الخارج يحيطها أشجار البرتقال برائحته الذكية في شكل مربع، كبرواز للوحة فنية رسمها فنان، تقع أسفله بمسافة قليلة شجيرات النعناع والريحان الذي يذيدها عطرا شجي، وتنتشر الأعشاب الخضراء في جميعها، وهذه شجرة التفاح التي تتدلى منها ثمرة تفاح حمراء، كضوء لامع للناظر من بعيد، دليل على نضجها، وإعلام الجميع بأن هذه بشائرها، وشجرة المانجو العملاقة التي لم تؤتي ثمارها بعد، يعتني بها. صاحبها ويرعاها كالطفل الصغير، الذي يحتاج للرعاية والاهتمام، يوجد مقعد متوسط الحجم بجوار أشجار البرتقال يجلس عليه شيخ بلغ من العمر مبلغه، تبدوا على وجهه آثار مر العمر، يجلس بوقار يدل على مكانته وهيبته، لكنه شاردا بعينيه للبعيد، يحملق في الفراغ كمن يعيد الزمن برأسه للوراء،
تطل من الداخل فتاة صغيرة في عمر ال10 سنوات وهي تنادى جدي
.....:-جدي، جدي
لترسم البسمة على وجهه لرؤية الصغيرة التي تنبع بالبراءة
.....:تعالى يا قلب جدك، جيتي من المدرسة بدري النهاردة
.....:النهاردة المدرسين عارفين ان عندنا وليمة النهاردة، عشان كدة خرجوني
.....:هما اللي خرجوك برده، ولا انت اللي ...
....:لتهمس الصغيرة، بس يا جدوا بابا يسمعنا، وبعدين انا قلت مش لازم اسيبك لوحدك النهاردة، الحق عليا يعني
يستمع الاثنان لنداء باسم الجد قادم من الداخل
حاج صادق، يا حاج صادق
صادق: -تعالى يا حاجة انا هنا
.....:-تيتة جات اهي يا سي جدوا، تقعد معاك وتسيبني
صادق: - تتحول نبرته في الحديث لنبرة بها شجن مخلوط بألم وحزن دفين، مقدرش ابعد عنك يا قلب جدك، ده كفاية اسمك اللي بيريح قلبي
تقول الفتاة ببراءة شديدة :-حنين، اسمي أحلى اسم
تقبل الجدة من بعيد تطالعهم ببسمة بسيطة،
....:-وانا اقول الحاج صادق ضحكته مسمعة في البيت ليه، قولت أكيد انتي يا قردة اللي هنا
تحني الصغيرة رأسها بتذمر الأطفال المحبب وهي تكتف ساعديها فوق بعضهم: -شايف يا جدوا تيتة سناء بتتريق عليا
صادق بضحكة صادقة نابعة من القلب على براءة الصغيرة المحببة لقلبه: - متزعليش يا قلب جدك جدتك بتحبك اكثر مني كمان، بس بتحب تناغشك
تأخذها جدتها بأحضانه وتربت على كتفيها بحنية كما لو كانت تواسى قلبها من الألم: -حنين .. ده انتي قلبي يا حنة ومعزتك عندي ما تتوصف
بعد دقائق قليلة يدخل رجل من بوابة المنزل، يرتدي جلبابا واسعا ذو أكمام واسعة (جلباب بلدي ) يصيح بالنداء لوالده للذهاب إلى المكان المعد للوليمة الخاصة باليوم
........ :-بينا يا حاج صادق، انا وحامد جينا ناخدك عشان لازم تكون موجود وسطينا زي كل مرة
صادق: -حاضر يا ولدي انا جاهز، بس هو فين حامد، انت بتقول جه معاك!
حسن: -موجود هناك اهو واقف مع واحد برة عند البوابة، نده يكلمه
صادق :-ماشي يا ابني
سواء: -خلي بالك يا حسن يا ولدي خلي كل الغلابة يا كلوا. اوعاك تسيب حد جعان النهاردة
حسن: -ما تحمليش هم يا أمي بإذن الله الكل يتراضى، حنين يا حبيبتي جيتي من المدرسة بدري ليه!
حنين: -المدرسين هما اللي مشوني النهاردة يا بابا
حسن: -ماشي يا حنة، يلا ادخلي لأمك تأكلك كويس، بعد شوية مش هتفضى
حنين بطاعة لأمر والدها: -حاضر يا بابا
بعد دقائق معدودة يدخل من بوابة المنزل رجل مقارب له العمر، متماثلان لدرجة كبيرة، يلقي التحية على عمه وزوجته، قبل أن يهما بالمغادرة
حامد: -السلام عليكم يا عمي، أحوالك ايه النهاردة، ازيك يا مرت عمي
صادق: -بخير يا ولدي الحمد لله، يلا عشان منتأخرش
ليغادر ثلاثتهم المكان وبداخل كل منهم ذكرى لهذا اليوم...
بينما كانت الجدة لازالت تجلس على المقعد الخشبي لم تبرحه بعد
بداخل أسوار الجامعة كانت تسير بخطى متمهلة، تريد القضاء على الخوف الذين يعتمل قلبها، تمر بجوار مجموعة من الفتيات يجلسن لجوار مجموعة من الشباب، يتقاربن ويتهامسن، ويقهقهون بطريقة مقززة، تتراءى للناظر من بعيد أنهم كالأزواج، لم تلقى بالا لهذا المشهد وأكملت سيرها تجاه لوحة الإعلانات التي وضع عليها الجدول الخاص بمحاضراتها، صدمة ألجمتها عندما نادتها إحداهن بطريقة اعتقدت هذه الفتاة أنها إهانة لها،
....:-أهلا يا شيخة رؤى، نورتي الجامعة والله
لتنظر إليها نظرة صامتة ،كانت فتاة جميلة لكنها تضع مساحيق التجميل بغزارة، وحجابها يبدأ من منتصف شعرها، وترتدى بنطال ضيق يحدد قدميها، لم تشأ الحديث مع فتاة مثلها قد تتطاول عليها، عند وصولها للوحة الإعلانات حالة من اليأس أصابتها عقب رؤيتها لهذا الازدحام الكامن حول المكان من فتيان وفتيات هي لن تستطيع الدخول، فما الحل الآن،
بعد مغادرتها اغتاظت منها هذه الفتاة المتبرجة، ظلت تنظر لها بشرر يتطاير من عينيها كشعلة من النيران تريد حرق من أمامها، تحاول تهدئتها إحدى الفتيات الاتي كن يجلسن معها وكانت تدعى هند
هند:-خلاص يا جنى كبري دماغك منها، هي أصلا مش بتعرف تتكلم
جنى: -مش بتعرف تتكلم ...
انتي مش فاهماها أدي دي...
....:هي ردت عليها يا هند
تستدير كلتاهما تجاه المتحدث لتبادر هند بسؤاله الذي يحمل تعجبا شديدا: ردت ازاي يا نادر! هي تكلمت خالص؟!
نادر: عدم كلامها هو ده الرد
جنى: خلاص يا هند
يصمت الجميع عن الحديث، بعد دقائق كان ينظر تجاهها بنظرة حالمة، تلاحظ نظرته تحوها، نظرة لم ترها في عينيه تجاهها قط، نظرة تنم عن حب، عند هذه الفكرة لم تحتمل لتنتفض وهي تقول: واضح انها عجباك يا سي نادر، عمال تبص نحيتها بهيام كدة
نادر: انتي هبلة يا جنى، بطلى تخريف
تتابع بنبرة محتقنه جنى: امال بتبص لها ليه
يزفر بنزق من أسلوبها في الحديث: انا ببص في المكان ايه اللي خلاكِ تقولِ ببصلها، يتابع بتحذير: وبعدين انا حر يا جنى متنسيش نفسك، انا ماشي سلام
تراه يغادر بنظرة مغتاظة من طريقته في الحديث معها بهذه الطريقة التي جرحت كبريائها أمام أصدقائها.
أما هي كانت لاتزال تقف حائرة لا تستطيع المرور لإحضار جدولها، تفاجأ بورقة مطوية يقدمها شخص ما، تلتفت لتصيبها صدمة من الشخص الذي يقدم لها الورقة، تحولت تعبيرات وجهها للغضب، والحدة،
رؤى: افندم حضرتك!
نادر: تفضلي ده جدولك، انا عارف انك مش هتعرفي تجبيه
رؤى: وهي لازالت على حالة العصبية والغضب، شكرا لحضرتك، انا مطلبتش مساعدة من حضرتك، لتتركه وتغادر تقرر سؤال أي من الفتيات عن مكان الصف الخاص بها، وجدول محاضراتها في نهاية اليوم قد تتمكن من جلبه.
كان لايزال واقفا محله لم يتزحزح قيد أنملة، أتي إليه صديقه فقد رأى المشهد كاملا: شكلها عجباك، بس غريبة يعني ده مش استايلك!
نادر: قررت اغير ذوقي
هاهي قد وجدت مقر محاضراتها بعد سؤال إحدى الفتيات عن مكانه لتدلها عليه، تجلس على المقعد الخشبي بانتظار معلم المادة، تجد فتاتان بجوارها ينقلن مواعيد المحاضرات من بعضهن، انتابها الحياء لطلب الورقة منهن حتى تتمكن من كتابتها، لتفاجأ بإحداهن تسألها عن ما إذا كانت تريد نقله، اعطتها إياه وبعد بضع دقائق كانت انتهت وأعادته إليها ببسمة شاكرة وبداخلها تحمد الله على مرور الأمر بسلام، بعد انتهائها تعود لمنزلها في انتظار أخيها الأكبر للذهاب لزيارة قبر والديهما
في دولة كندا كان سليم قد أعد كل شيء كما طلب منه والده، لكنه لم يستطع إنهاء كافة الأمور، بعض الصفقات التي لم تكتمل بعد يجب عليه البقاء حين انتهائها، وقد أعد كل شيء من أجل رجوع والديه وإخوته إلى القاهرة، كذلك أوراق جامعة أخته الصغرى تم تحويلها، وها هي العائلة تودعه على أمل اللقاء القريب
مصطفى: خلى بالك من نفسك يا سليم، وخلص بسرعة عشان محتاجك جنبي هناك
سليم: بإذن الله اخلص وارجع على طول
يحتضن والدته ويقبل يديها بدمعة هاربة من مقلتيهما، فالفراق صعب وشديد
فاطمة: خلي بالك من نفسك، متهملش نفسك وتفضل شغل، شغل، واوعى تتأخر عليا يا سليم : حاضر يا ست الكل خلي بالك انتي من نفسك ومن القردة هنا
ترد عليه بتذمر هنا: انا قردة ماشي يا أبيه، وانا اللي كنت هدور لك على عروسة حلوة، الحق عليا مليكش في الطيب بقى
سليم: انتي هتوحشيني يا هنا، كان يحتضنها وهو يربت على رأسها كما لو كانت ابنته،
يغادروا جميعا ولم يتبقى سواه هو وأخته وزوجها حتى انتهاء أمور العمل
عند الساعة الثانية ظهرا كان قد حضر أخيها من عمله، وهم في طريقهم لزيارة والديهم
ده نهاية الفصل الثالث والتفاعل محبط بجد، عشان كدة انا هوقف الرواية وشكرا لكل اللي متابع 😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥