الفصل الخامس والعشرون

1.7K 73 18
                                    

الفصل الخامس والعشرون
  ليلة مرت طويلة على جميع الأبطال.. ليلة كشف فيها ماضٍ أليم.. ماض كان  السبب في فراق الإخوة.. ماض كان المتسبب في هدم هذه العلاقة بين الإخوة لم تكن سوى فتاة سيئة.. فتاة يوجد مثيلتها بكثرة في مجتمعنا.. الذي على النقيض يوحد فتيات معتزة بنفسها.. تعيش دوما معززة مكرمة.. تظل دوما عزيزة تكرم والدها لتربيته الحسنة.. لكن لي سؤال ممن الخطأ؟
منا؟ أم من التربية الخاطئة؟ أم من البعد عن الدين والسير وراء ملاهي الحياة الدنيا؟
كانوا جالسين بالمنزل بعد مغادرة الأخوان بقلب ينزف دما .. كانت في هذه اللحظة من المفترض أن تكون السعادة طاغية على الجميع..  لكن الصدمة والحزن لا زالت تسيطر على الجميع.. منهم من صدم بكيفية معرفته بخاله حامد عن طريق إحدى الصور التي كانت  تعرضهم عليه والدته.. منذ الصغر والتي للمصادفة تذكره  عندما رآه يراقبه أثناء عودته يوما من عمله.. منذ ما يقرب الخمسة أشهر.. لكنه آثر الصمت وعدم لفت انتباهه لكونه تعرف عليه... فهو لا زال يتذمر لحظة وقوفه أمام جثة والده هو وخاله حسن.. عقب الحادث.. والدموع المنهمرة من أعينهم ...
كانوا جالسين والهدوء الطاغي على وجوههم
ليبادر سليم بالحديث الذي شق الصمت المصيطر على الأجواء..
سليم : حضرتك غلطان يا خالي لما عرفت مكانهم ليه متكلمتش مع محمد.. محمد كبير وفاهم كويس اللي حصل زمان
يرد بهدوء منافي للبركان الدائر داخل عقله .. لا ينكر أنه قد أزال حملا ثقيلا من الجاثم على قلبه
حامد : غصب عني يا ولدي.. غصب عني كنت حاسس بالذنب نحيته.. وحاسس إني السبب في اللي حصل لأهله.. يمكن لو مكنتش اتسرعت وكلمت محمود مكنش كل ده حصل..
يرفع رأسه بتهيدة تنم عن الألم الشديد ..
مصطفى:  اللي حصل كان قضاء وقدر يا حامد.. يمكن عصبية حسن في الفترة دي زودت  خوفك على ولاد عمك واخواتك..  اللي حصل ده نصيب.. بس دلوقتي  المهم ولادنا لازم يرجعوا يعيشوا في حضن أهلهم من تاني
صالح : كلا صح يا ولدي لازم يرجعوا يعيشوا في حضننا من تاني.. دول الذكرى اللي فاضلة لنا من الغاليين.. مش هسمح لهم يبعدوا عني تاني مهما حصل
حسن : وانا والله يا بوي مستعد احب على راسهم .. أنا اللي حصل زمان والله كانت غيبوبة شيطان.. سامحوني بالله عليكم كلكم تسامحوني..
لم يتمكن من إكمال حديثه لانخراطه  في نوبة بكاء شديدة جعلت الجميع يشعرون بالأسى لأجله.. لتتجه أخته لجواره رابتة على كتفه بحنان أخوي.. مواسية إياه
فاطمة : خلاص اهدى يا حسن اللي حصل خلاص فات.. احنا في النهاردة والذنب اللي انت حاسس بيه تقدر تكفر عنه لما تحابي على اللي فاضل منهم .. وقتها هتحس بالراحة..ك. رؤى بنت طيبة خالص  وحسيت إنها محتاجة تحس بحضن العيلة.. ومحمد شاب ملتزم ومؤدب.. وبالنسبة للوضع اللي شايفاه محمد قدر يربي اخته ويحافظ عليها في وسط الغابة اللي هما عاشوا فيها..
عاد الهدوء يسود الأجواء .. لتقطعه شهقات هنا التي لم يلحظها أحد إلا عندما ارتفعت شهقاتها..
سليم : مالك يا هنا.. ليه بتعيطي بالشكل ده؟!
تنظر له بدموع ملأت عينيها..
هنا : كدة رؤى هتبعد عني يا أبيه.. يعني بعد اللي حصل النهاردة  رؤى ممكن متحيش الجامعة.. وكمان ..
فاطمة : كمان ايه يا هنا!
هنا :  رؤى قالت لي ان شريف صاحب محمد واخو خطيبته طلب يتجوزها في مقابل ان محمد يرجع لاخته..
صدمة ألجمت قلبه.. لا يدري لنا تكونت هذه الغصة العميقة بقلبه..
مصطفى : يعني  إيه في المقابل! مش فاهم!
تنظر للجميع تجدهم  ينظرون نحوها منتظرين إجابتها.. لتجيب بتوتر
هنا : محمد كان خاطب بس فسخ خطوبته من فترة قريبة لمشاكل خاصة هر رفض يقولها..  بس رؤى قالت لي إنه اخوها صاحب محمد وكلمه مذا مرة عشان يرجع لاخته.. لكن هو كان رافض .. بس النهاردة جالهم الصبح وقال لمحمد انه طالب يتجوز رؤى ومحمد يرجع لاخته.. بس هو لسة مكلمش رؤى هي سمعتهم وهما بيتكلموا..
صمت خيم للحظات الجميع يوزن الحديث قبل البوح بمكنوناته..  ليبادر الجد بالحديث
صالح : الكلام ده مش عاجبني.. يعني ايه يرجع لاخته  وهو يتجوز رؤى..  ده كدة مساومة.. قلي يا حامد هو الشاب اللي قابلناه أول ما روحنا نسأل عليهم في المكان اللي عايشين فيه
حامد : أيوة هو يا عمي.. أنا عرفت من فترة بسيطة بس معرفش حاچة عن الموضوع ده
حسن : طيب تعرف حاچة عن سبب فسخ الخطوبة
حامد: أ...
تقاطعه هنا : هو في حاجة يا جدو .. قبل محمد ميفسخ الخطوبة رؤى قالت لي انه مان رايح عشان يصلح الوضع.. ويتفاهم معاها ..
مصطفى : ازاي كان رايح يصلح.. وفي نفس الوقت يفسخ الخطوبة!
أكيد في حاجة حصلت..
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
  الأخوان كانا يسيران متجاوران.. كلا منهما بداخله اضرابات من القادم.. كانت تسير وهي تنظر لأخيها كل حين.. تراه يسير والصمت يطبق عليه.. لم تستطع الحديث معه...  أما هي بداخلها لم تستطع الإنكار لسعادتها التي أطربت قلبها.. سعادة لامتلاكها عائلة.. سعادة لوجود عائلة اعتقدت أنهم لا يهتمون بوجودهم..  لكنها وجدت أنهم لم يتوقفوا عن البحث عنهم.. وما زاد سعادتها أن رفيقتها ستظل رفيقتها وليس مجرد رفيقة بل أخت..
تفق من سعادتها الداخلية على صوت أخيها الذي كان يسير باضطراب منذ تأكده من الحقيقة.. الحقيقة التي ستقلب حياتهم رأسا على  عقب..
محمد : بتفكري في إيه يا رؤى ! زعلانة من اللي حصل النهاردة!
رؤى : أنا زعلانة لزعلك ياأبيه.. زعلانه إنك كنت شايل الحمل ده  كله لوحدك.. وفي نفس الوقت زعلانة إني حاسة إني بقيت تايهة مش  عارفة  اعمل ايه!
ينظر لها نظرة تملأها الحنية..
محمد : عارف كويس اللخبطة اللي جواكي.. ومقدر ان اللي حصل  ده ملخبطك.. بس انا لسة لحد النهاردة مش قادر انسى  اللي امي قالته ليا قبل ماتموت...
"" كانت  تحاول الوصول لزوجها تريد أن تطمئن عليه.. تنظر حولها  تحاول البحث عن صغيرتها..  لم تهتم للدماء التي  تسيل على وجهها.. ولا الآلام التي تطغى على كامل جسدها.. تلاحظ صغيرها يخرج من السيارة من الخلف قادم نحوها..
كانت كمن وجد طوق النجاة .. لتناديه بصوت مناجي
حنين : محمد ...
كان قد أصيب بحالة ذهول شديدة لدى رؤيته لوالده مسجيا أرضا غارقا بدمائه..  ووالدته مصابة إصابات بالغة.. وأخته الصغرى غائبة عن الوعي.. اقترب من والدته  راكعا على قدميه.. عينيه ملأتها الدموع
حنين : محمد خد اختك بعيد عن هنا.. وخلي بالك منها.. أختك أمانة في رقبتك
محمد : ماما انتي مش فتسيبيني.. قومي معايا..
حنين : مبقاش ينفع.. الأوان فات.. قوم خد رؤى بعيد عن هنا.. العربية ممكن يحصل فيها حاجة.. قوم بسرعة
تدفعه حتى يأخذ أخته يغادر .. وماهي إلا دقائق  وكان يظهر أخواله في مرمى بصره..  رأى انهيارهم وخاصة خاله حسن وهو يحتضن جسد أخته يصاحبه بكائه الحار.. ليأخذ أخته ويغادر.. يعود بعد مدة قليلة ليتمكن من معرفة مكان القبر الذي تم وضع والديه به.. ""
رؤى : بس ماما كانت تقصد انك تاخدني بعيد عن مكان الحادثة!..
ولا بعيد عن الكل!
ينظر نظرات قلقة حتى هو لم يكن يعلم مقصد والدته في هذا الوقت.. سوى أنه كان يجب أن يحافظ على أخته الصغرى.. ظل يسير بلا هوادة إلى أن وجدته امرأة كبيرة بالسن .. فقدت أطفالها خلال حادث مؤلم.. لتقرر أخذهم ليمكثوا معها بالمنزل.. ولم يمر سوى وقت قليل وتوفيت المرأة الحنون التي آوتهم.. وظلوا ينحتون الصخر حتى أصبحوا من خيرة البشر..
محمد : مش عارف لكن اللي متأكد منه إني هفضل أحميكِ لآخر لحظة في عمري
تنظر لأخيها بنظرات تحمل الحب والتقدير..
رؤى : ربنا يخليك ليا يا أبيه..
محمد : ويخليكِ ليا.. آه قبل ما انسى انا كلمت أحمد بيه عشان نروح نزور مدام نجلاء.. وعرفت انها خرجت من المستشفى.. هنروح لها البيت..
رؤى: بجد يا أبيه.. يعني هي بقت كويسة..
محمد : الحمد لله..نروح نزورها نطمن عليها
رؤى: أكيد طبعا.. متتصورش أنا فرحانة ازاي إن ربنا نجاها.. طيب ولادها كويسين!
محمد: الولاد لسة في الحضانة مخرجوش.. هيفضلوا فترة عشان يطمنوا عليهم
كانوا يسيرون  بخطوات هادئة.. الابتسامة ترسم على وجوههم.. لكن ما هي سوى دقائق قليلة وكانت سيارة تطيح بفتاة أمام أعينهم.. ليقتربوا منها وتحل الصدمة على وجهها لإدراكها عن كنية الفتاة...
😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲
كانت نائمة تنتظر انتهائه من محادثة رفيقه " حسام"..  يخبره عن كافة التطورات التي حدثت في هذه الليلة المليئة بتوابع الماضي.. عاد وخو يغلق الهاتف واضعا إياه لجواره متجها  لجوارها..
نجلاء: حسام قال لك ايه اللي حصل يا أحمد! شكلك متغير!
أحمد : حسام بيقول إن كل حاجة اتكشفت.. خصوصا لما أهل والدتهم جم فجأة.. بس خسام اضطر يمي عشان الموضوع حساس وعائلي.. مكنش ينفع يقعد..
نجلاء : قصدك إن محمد ورؤى عرفوا حقيقة صلتهم بعيلة سليم!
ابتسامة اعتلت ثغره لبراءتها اللامتناهية..
أحمد : يا حبيبتي هما أصلا عيلة واحدة.. يعني هما عرفوا عيلتهم الحقيقية.. لكنهم رفضوا يفضلوا معاهم.. بعد اللي حصل والحقيقة اللي ظهرت
نجلاء : بس هي الحقيقة صعبة للدرجة دي خلتهم يرفضوا يفضلوا مع أهلهم.. بس والله هما طيبين خالص ومحتاجين يحسوا بجو الأهل..
أحمد : عارف والله  بس الموقف صعب عليهم يعني كل حاجة تتكشف في وقت واحد.. أكيد هيكون رد فعلهم مضاد وغير متوقع.. يعني ممكن يزعلوا من اللي حصل لأنهم يحسوا انهم سابوهم أو اتخلوا عنهم
نجلاء: عندك حق.. بس لازم يرجعوا يعيشوا في وسط أهلهم
أحمد : كل حاجة لها وقتها .. المهم دلوقتي  هما جايين يشوفوكِ.. محمد كلمني وقال ان رؤى عاوزة تتطمن عليكي
نجلاء: ماشي يشرفوا يا حبيبي.. المهم كلمت الدكتور اتطمنت على الولاد.. عاوزة اشوفهم واتطمن عليهم
يأخدةذها بأحضانه رابتا على كتفيها:  اتطمني هما كويسين.. لسة مكلم الدكتور وقال انهم بيتحسنوا..وبعدين أنا شايفك بتسألي عن ولادك.. طيب وابو ولادك ملوش نصيب
تنظر بابتسامة تنم عن عشق طغى على لمعة عينيها..
نجلاء: ابو الولاد كل حاجة في دنيتي.. وحياتي وكل حاجة عندي.. وبعدين انت اللي مطنشني
أحمد: مقدرش اطنشك يا قلب حمادة..  وبعدين أنا بصراحة كنت خايف إنك تزعلي من نور و..
نجلاء : اوعى تكمل كلام نور دي بنتي يمكن مخلفتهاش بس هي بنت قلبي
أحمد: ربنا يخلي قلبك يا نور عيني.. دلوقتي بقي ايه رأيك في رنا وسليم.. سليم حكالي موقف حصل بينها وبين جوزها..
في مشاكل كتير بينهم
نجلاء: شوف هقول لك اللي فيها رنا تايهة وفي نفس الوقت خايفة.. خايفة تضيع جوزها وفي نفس الوقت بتتصرف غلط.. اديني وقت اخف وانا هظبط لك اتجاهاتها..
ضحكة ملأت المكان : لا من الناحية دي أنا مطمن
🥰🥰🥰🥰🥰🥰✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️

أعرف رأيكم بصراحة بقي لأني بجد مضايقة جدا  ومكنتش قادرة اكتب

حنايا القلوب ***العشق الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن