الفصل السادس والثلاثون

1.4K 65 11
                                    

الفصل السادس والثلاثون
"بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"
بداخل حجرة الجراحة فقد الأطباء الأمل في وقف النزيف،
يعلن الجهاز عن صافرة توقف ضربات القلب، معلنة أن الروح فاضت لبارئها،
فاضت إلى بارئها على معية، وإثم كبير،
ذنب لن تستطيع أن تتوب عنه، فقد فات الأوان،
ذنوب لن تستطيع محوها، قتل روح طفل قد خلقها الله،
وتفريط في أمانتها، وهي نفسها تحت مايسمي بالحب الحرام،
خرج الطبيب وهو ينزع عنه قناعه، يخبرهم بجملة اعتادها، وهي" البقاء لله"
صدمة ألجمتهم لتتسع أعينهم من هول الموقف، لم يتمكن أحدهما من النطق بحرف واحد،
وازدادت الصدمة عندما تحدث الطبيب مرة أخرى بصدمة أشد، شلت الحواس،
الطبيب: مين فيكم جوزها؟  احنا لازم نبلغ لأن المدام اتعرضت لعملية إجهاض،
وده عملها نزيف حاد جدا، بسبب تهتك جدران الرحم، لأن الحمل كان وصل الشهر الرابع،
والجنين اكتمل، وده كان صعب جدا، فلازم نبلغ
ينظران لبعضهما البعض بصدمة، لم يمكن من النطق، ليتتدارك "نادر الأمر 
نادر: يا دكتور حضرتك مفيش داعي للبوليس خالص، هي بس اتعرضت لحادثة،
وده اللي سبب لها ده
الطبيب: يا أستاذ حضرتك أنا مش ببيع لب في الشارع، انا دكتور وعارف شغلي كويس،
البنت دي حد حاول يجهضها، لأنها كانت واخدة مخدر، ناهيك عن إن اللي حصل ده بتدخل،
مش حادثة
لم يتمكن معتز من الحديث، لينظر بصدمة  لنادر حتى يتمكن من إنقاذه، في هذا الوقت تحرك
الطبيب حتى يؤدي عمله،  لينظر نادر لرفيقه، ويقوم بسحبه حتى يذهبوا من المكان، لكن قبل خروجهم
تمكن نادر من محو أي شيء يدل على وجودهم بالمكان، ليسحبه بشدة للخارج،
نادر : انت يا ابني اتحرك انت عاوز تروح في داهية، انت لو ممشيتش دلوقتي هتتسجن
كان يتحدث بعصبية شديدة، لكنه كانت الدموع تشق وجهه،
معتز: أنا السبب في اللي حصلها يا نادر أنا السبب، هند خلاص راحت مني
ينظر لرفيقه بصدمة، هل كان يحبها حقا؟!
نادر: معتز انت كنت فعلا بتحبها!
ينظر بحزن شديد،  معتز: بحبها! هند كانت كل حياتي، كانت أمي وأختي وحبيبتي،
يمكن طريقتنا غلط، بس أنا كنت محتاج الحنية دي، هند كانت معوضاني عن كل حاجة،
أنا طلبت اعملها العملية عشان محدش يأذيها، والله أنا بحبها
صدمة ألجمته،
نادر: معتز دلوقتي كل خاجة راحت يا معتز، انت غلطت، لما عملت كدة من الأول،
انت بتحبها كنت روح اطلبها للجواز، لأنك مقتدر، انت غلطان، عشان كدة مينفعش تفضل هنا،
لازم تمشي محدش هيقتنع بكلامك
ليأخذه ويغادر وهو يطلب رقم والدتها من هاتفها الذي ظل مع معتز، مرت ثوان قليلة،
ليجيب الطرف الآخر بلهفة،
......:  ألووو.. أيوة يا هند يا بنتي، انتِ فين..
الطرف الآخر بمقاطعة عملية: صاحبة التيليفون ده عملت حادثة، وهي دلوقتي
موجودة في مستشفى....
لينغلق الهاتف بعدها معلنا عن صافرة إنذار، أما لحالها فسقطت أرضا لا تستطيع أخذ أنفاسها،
ليحاول مساعدتها للنهوض، فتجيبه بطريقة شبه هستيرية، لكنها تظهر رغما عنها،
فهذه ابنتها، وفلذة كبدها،  يرفعها محاولا معرفة فحوى المحادثة
شريف:  مالك يا خالتي!  هند فين! ومين اللي كلمك
تنظر له بعينين ملأهما الدمع ،  فأغشيت من دموعها،  لتنظر له بدموع،
....:  هند عملت حادثة، وفي مستشفى...
اتسعت عيناه من هول ما سمعه،
-إيه بتقولي إيه يا خالتي، طب قومي نروح بسرعة قومي معايا
يساعدها بالنهوض ويأخذها باتجاه المشفى، وبداخلها يدعوا الله أن تكون
صغيرتها بخير، تحاول التماسك حتى لا ينهار عالمها، لم تكن تدرى أن
عامها انهار بسبب إهمالها
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
********************************************
تجلس تحاول المذاكرة قليلا من أجل امتحان الأسبوع المقبل،
لكن صورة رفيقتها لا تزال داخل مخيلتها، لم تفارقها منذ لقاءها بها صباحا،
تعلم أن رفيقتها مخطأة كثيرا في علاقتها،
لا تنكر أنها كانت مثلها; لكن الله منّ عليها بالهداية،
لتقرر أن تحاول  مساعدتها علها تتمكن من أخذها معها للطريق الصحيح،
لتقرر مهاتفتها أولا، مرت ثوان قليلة  وكان الهاتف  يعلن عن بدأ المحادثة;
لكن ما أثار  دهشتها استماعها لصوت معتز هو الذي يجيب على هاتفها،
جنى: معتز!  هي هند معاك!
ما أثار القلق في نفسها هو صوت بكاءه، لتتساءل بتعجب أكبر وهي  تنهض من مكان مجلسها،
جنى: معتز هند فين!  انت بتعيط لييه! رد علييياا
يجيبها ببكاء لم يتمكن من ردعه: جنى; هند ماتت
جنى : إنت بتقول إيه! هند ماتت ازاي! إنت بتخرف يا معتز
كانت تتحدث بانفعال مليء بالصدمة، ليأكد لها حقيقة ما قاله
معتز : والله يا جنى أنا مكنتش أعرف إن ده هيحصل، أنا كنت عاوزها  هي، مكنتش عاوز طفل أنا...
جنى: إنت إييه انت حقيير يا معتز، إنت ازاااي تعمل كدة  مين اداك الحق ده، بسببك خسرت كل حاجة
هي فييين دلوقتي، لازم أهلها يعرفوا....
يقاطعها صوت  عرفته جيدا، صوت كان يلازمها بأحلامها، لكن في هذه اللحظة كرهته،
نادر: جنى إوعي تتكلمي، أهلها عرفوا إنها عملت حادثة، لو اتكلمتي معتز هيرووح في داهية،
فالأفضل إنك تسكتي كأنك مسمعتيش حاجة سامعة
في هذه اللحظة كانت تجلد ذاتها لشعور كانت تعتقد أنه حبا لهذا الشخص، لكنها تحمد الله على
عودتها لرشدها سريعا; وإلا كان الندم سيصير سبيل حياتها، كيف لم تكن ترى بشاعته تلك،
لم تفق سوى على غلق الهاتف، لتنهار على قدميها والبكاء يمزق قلبها، تراها والدتها أثناء
خروجها من المنزل، لكنها لم تهتم لحالتها تلك، وأكملت طريقها للخارج، لتنظر لها بدموع تحجرت
لردة فعلها، كانت تعتقد أنها ستركض لأخذها بأحضانها لمعرفة ما يبكيها هكذا، وحالة الانهيار التي وصلت
إليها، لكن الصدمة كانت من نصيبها،  لتنهض تجر أرجلها كمن يحمل فوق عاتقه جبلا من جليد،
لم تدرك الوقت الذي مر عليها وهي تسير على قدميها، والدموع تشق وجهها تجلدها،
لم تجد ذاتها سوى وهي أنام منزل أصدقاءها الذين وقفوا لجانبها، كانوا يجلسون معا بحديقة المنزل،
لتنهض "هنا" فزعة عند رؤيتها خلف البوابة بهذه الهيئة، لتركض نحوها هي و " رؤى"
مذهولين من حالتها، واتجه خلفهم البقية، لتتحدث هنا بلهفة
هنا : مالك يا جنى! بتعيطي كدة ليه ! حد أذاكي!
تنظر لها بنظرات ضائعة، تائهة بين من تسمى والدتها، ومن هم رفاقها الذين كانت تظنهم أعدائها،
تتجه نحوها والدتهم عندما وجدت حالة التيه بعينيها،
فاطمة: وهي تأخذها بأحضانها، مالك يا بنتي  إيه اللي حصل،  والدتك كويسة!
كان الجميع ينظرون نحوها منتظرين جوابها، لكنها كانت في دنيا أخرى، حضن الأم الذي كانت تفتقده،
هل هكذا يبدوا؟ هل هذا دفئه؟ لترفع رأسها من داخل حضن هذه الأم الحنون، وهي تنظر لها بعاطفة مفقودة،
لتتدارك حالها وهي تقول : هند ماتت ...
هنا ورؤى نفس واحد: إيه!
جنى: تسرد لهم ماحدث منذ مكالمتها لها ورد معتز...........
عقب انتهاءها يجد محمد هاتفه يرن برقم رفيقه وجاره "شريف" لينظر لهم جميعا بصدمة
سليم : مين يا محمد!
محمد : ده شريف، ليجيب على هاتفه،
أيوة يا شريف..

شريف : محمد هند بنت عمك عبد المجيد جارنا، عملت خادثة وفي المستشفى ، أنا واخد أمها ورايح بس مش عارف لين حاسس إن في حاجة غلط، بس أنا قلت اعرفك عشان تيجي تعمل الواجب
محمد : شكرا يا صاحبي، أنا هاجي أنا ورؤى، بس انت خليك جنبهم هما ملهمش خد،  وانت عارف حالة ابوها
يلا سلام
يغلق الهاتف وهو ينظر لهم جميعا، والصدمة ألجمت الحميع ولم يتمكنوا من الحديث
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
***********************************************
في مدينة أخرى نهاءيا، مدينة بعيدة عن مركز الحدث، في داخل شقة كبيرة يظهر عليها الرقي، في إحدى
غرف المنزل، يظهر شخص بلغ به المرض منتهاه، حتى صار لا يستطيع الحركة، كانت ابنته لجواره،
تحاول مساعدته لأخذ أدويته،  لمنه يحاول أخذ أنفاسه وهو يحاول الحديث،
.......: اسمعيني يا هدى يا بنتي، أنا خلاص حاسس إني نهايتي قربت
هدى: بعد الشر عليك يا بابا، إن شاء الله هتكون كويس ليه بتقول كدة، حضرتك هتخف و.....
يقطع حديثها بيقين،
....: هدى يا بنتي أنا دكتور وعارف كويس أنا بقول إيه، أنا الدكتور" فؤاد عبد القادر"
عارف حالتي كويس، زي ما أنا عارف إن ده ذنب وربنا بيخلصه مني...
تنظر لوالدها بتعجب، عن أي ذنب يتحدث،
هدى: ذنب! حضرتك بتتكلم عن إيه يا بابا، وذنب إيه اللي حضرتك عملته!
أنا يستخيل اصدق إن حضرتك ممكن ترتكب غلط كبير للدرجة دي،
ده حضرتك كنت لنا ونعم القدوة يا بابا
كان يستمع لابنته وأسواط من العذاب تجلد فؤاده، ونار مستعرة تنشب داخله،
فؤاد : كنت قدوة لكن مستحقش اللقب ده ولا إنِ أكون قدوة، زمان عملت ذنب كبير،
محدش يعرف بيه غيري أنا وواحدة كمان
هدى: ذنب إيه يابابا! فهمني
ينظر لها بألم، لا يريد أن تهتز صورته في عيني ابنته، لكن عليه إخبارها حتى
يتمكن إزاحة هذا الثقل من على قلبه،
فؤاد: هكي لك بس لازم توعديني إنك تنفذي اللي هطلبه منك يا هدى، دي
وصيتي ليكي، زمان وأنا شاب عندي28 سنة، كنت لسة دكتور متخرج جديد،
واتجوزت والدتك وربنا رزقنا بيكي، بس ظروف المعيشة كانت صعبة، وفي الوقت
ده جات ليا بعثة لكندا، واضريت اسافر، كنتِ وقتها عندك سنة واحدة، وخفنا عليكِ من السفر،
وقتها اضطريت أسافر لوحدي، وبعدها بفترة قدرت ابعت لوالدتك وجابتك معاها، كنتِ عندك
سنتين وقتها، بس في الفترة دي مامتك بعدت عني، وبقيت محتاج أحس إحساس الحنية من تاني،
وقتها كنت اتعرفت على واحدة من على النت، عوضتني اللي كنت محتاجه ده، مكنتش اعرفها
لحد في يوم..
" كان يجلس وقتها على مكتب في غرفة خاصة بطبيب قسم النسا والتوليد،
شاب  لم يتجاوز الثلاثين من عمره، لكنه كان يجلس بثقة شديدة تنم عن تمكنه من
مهنته، لتدخل عليه الممرضة تحدثه باللغة الإنجليزية،
الممرضة: دكتور فؤاد.. هنالك حالة في الخارج، هل أدخلها؟
يرفع رأسه من الأوراق أمامه، وهو يجيب،
فؤاد: ثوان وأدخليهم
مر ما يقرب من الدقيقة وكان يدخل عليه شاب بمثل عمره أو أكبر قليلا،
معه زوجته ترتدي حجابها ، ليتأكد أنهم عرب، ومعهما طفل صغير،
يبلغ من العمر ما يقارب الأربع سنوات، ، ليقوم بتحيتهم بعملية،
فؤاد:  مرحبا بكم، تفضلوا بالجلوس، أعتقد أنكم عرب على ما يبدوا!
يجيبه الشخص الآخر
....: أيوة احنا مصريين، معاك محمود الألفي، ودي المدام حنين مراتي،
وده ابني محمد.......
🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️🤷‍♂️
*******************************************

قبل اي حاجة عارفة الفصل قصير لكن أنا تعبانة وعني ظرف خاص
محبتش. أتأخر عليكم بس. دعواتكم ليا ربنا يفرج الهم اللي انا فيه

حنايا القلوب ***العشق الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن