الفصل الواحد والثلاثون
مرت الأيام في بلدة والدتهم الحبيبة، رأوا حب الجميع نحوهم، حب ينبض من قلوب محبة، حبا صادقا، حنانا محى القلق الذي كان يستبد داخله، ليطمئن قلبه تجاه أهله، تأكد من حبهم تجاههم، والأهم من هذا أن الله عوضه حنان والده ووالدته بحنان عمه وخالته، لم يشعر بمثل هذا الحنان والخب من قبل، للمرة الأولى يشعر أنه ينال قسطا من الحب، لترسم الابتسامة على وجهه، ابتسامة حب واطمئنان لم تزر قلبه منذ سنوات، وعندما حانت لحظة عودتهم لمنزلهم مرة أخرى، ليري الحزن يطغى على ملامح جدتهم، كانت حزينة لفراقهم مرة أخرى، ليطمئنوها أنهم سيأتون لها في أيام أجازتهم، ليغادروا بعد توديعهم بالدموع الحزينة لفراقهم، وبعد عودتهم لمنزلهم الذي استقروا فيه مع عائلتهم الحبيبة، كانت حياتهم تسير بطريقة رائعة، تلاحظ صغيرته تغيره الملحوظ ونظرات الاطمئنان التي أصبحت لا تفارق محياه،
تقرر أن تجلس لجواره مقررة الحديث معه، لكنها تتراجع وتطوق رقبته من الخلف بحنان أخوي،
رؤى: مالك يا أبيه، حاساك متغير عن قبل منسافر
يسحبها من يدها ويجلسها على المقعد من أمامه،
محمد : أنا فعلا متغير يا رؤى، الأول كنت خايف وقلقان، لكن اللي شفته الأيام اللي فاتت طمني، مكنتش عارف إننا هنكون محبوبين من الكل، كنت خايف إنهم يكونوا بس عاوزينا عشان حاجة تانية، حاجات كانت مخوفاني مش أكتر، المهم دلوقتي كل حاجة خلاص خلصت، أنا ارتحت، ومطمن عليكي كمان لأن ربنا بعت لك أم وأب هيكونوا أحن عليكي مني كمان
رؤى : مش هلاقي حد يكون أحن عليا منك يا أبيه، انت كنت ليا أب، وأم، وأخ، وصديق، انا هفضل ادعي ربنا عشان يرزق كل بنت بأخ زيك كدة
يربت على خدها: ربنا يبارك فيكي يا حبيبتي، ويرزقك بالزوج الصالح اللي يحميكي ويحافظ عليكي
رؤى: لا لسة بدري يا أبيه هفضل قاعدة في أرابيزك أنا مش هتخلص مني بسهولة، وبعدين أنا قررت إن هتجوز انا وانت في يوم واحد اومال اسيبك لوحدك
تنطلق ضحكاته بشدة على صغيرته: يا سلام يعني عشان مش عاوزة تتجوزي الا معايا عشان متسيبينيش لوحدي، لا كتر خيرك، لا يا ختي ملكيش دعوة بيا، وبعدين ده انا هجوزك لعريس كدة يكون عمولة
رؤى : عمولة ! ازاي يعني!
محمد: يعني هنقيه لك على الفرازة عريس اقدر اطمن أنه هيحافظ عليك ويصونك وكفاية كدة عليكي يلا عشان تروحي كليتك ومتتأخريش، أناعاوز التقدير ميقلش فاهماني
تومئ برأسها بطاعة،
رؤى : حاضر يا أبيه متقلقش
ثوان وكانا يهبطان معا للأسفل لتناول الإفطار مع عائلتهم الرائعة، كانت هنا سعيدة للغاية بهذا الاجتماع، فمانت تجلس بجوار رفيقتها تلتصق بها خوفا من تركها، كانت علاقتهم غريبة للغاية، لكن كان الجميع سعداء بهذه العلاقة، دقائق قليلة وكانوا يستعدون للمغادرة، ليوقفهم أخيها قبيل ذهابهم،
سليم: استني يا هنا احنا هناخدكم معانا في الطريق، خلاص خلصنا
هنا : ماشي يا أبيه بس يلا عشان منتأخرش
ينهضوا معا مستأذنين للمغادرة، وبعد دقائق كانوا قد وصلوا للجامعة، وغادرا ملاهما لمقر الشركة الجديد الذي سيكون مقرهم الذي سيبنون فيها حياتهم العملية
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍