الفصل الخامس عشر
هينزل النهاردة بأمر الله لأن عندي حفلة تكريم يوم الخميس، ومش هاعرف انزله، فهنا دعوة عامة للمتابعين الجمال بتوعي، اللي بيحبوني، وبيحبوا كتاباتي، بإذن الله الحفلة هتتذاع على التليفزيون، وانا هنزل بث مباشر على صفحتي الشخصية عشان الكل يشوفه، وتمنى تدعموني وتقفوا جنبي، دي تعتبر أول خطوة ليا، عشان كدة محتاجة دعمكم أكيد.
معلش بقي طولت عليكم أسيكم مع الفصل، قراءة ممتعة
"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض، ولا في السماء، وهو السميع العليم".
كان يجلس بهدوء على مكتب والده، يراجع بعض الأوراق الهامة التي لا بد من إنهائها قبيل مغادرته لمقر الشركة هنا، كان يعيد حديثه مع صديقه " حسام" في المكالمة الهاتفية الأخيرة، الذي طلب فيها إن يساعده بإيجاد أبناء عمومته، لكن هل يوجد بالفعل أملا في تحقيق هذا الأمر، هل سيتمكنون من إيجادهم!
ولكن إن وجدوهم كيف سيواجهونهم بالحقيقة المؤلمة!
والأهم من هذا، كيف سيتقبلون الأمر؟ وماذا سيكون وقع الصدمة عليهم!
فهاهو فقط مجرد فكرة تؤرقه، وتماد تذهب عقل، فكيف سيكون وضعهم !
قطع صوت أفكاره دخول أخته الكبرى بعاصفة هوجاء، تكاد تطيح بمن حولها، ينظر لها بتعجب واضح من طريقتها في اقتحام مكتبه بهذه الطريقة، لتتحدث بعصبية ظاهرة
رنا : سليم، رائف راح فين يا سليم، انت موكله بشغل تاني برة الشركة، ولا ايه!
يجيبها بهدوء : أولا ، رائف انتي المفروض اللي تكوني عارفة هو راح فين، لسبب بسيط إنه جوزك ،ثانيا ،انا مكلفتهوش بشغل جديد، هو بيعمل شغله اللي بيعمله من أكتر من 7 سنين، وحضرتك والله أعلم نسيتي يا مدام رنا إن ده جوزك، ثالثا، بقي انا هنصحك بصفتي أخوكي، يمكن أنا أصغر منك لكن هقولك نصيحة، خلي بالك من جوزك، وعمري بيتك متخربيهوش طالما جوزك بيحبك ويتمنى رضاك، وراضي بعيوبك قبل مميزاتك
تبتسم بسخرية رنا : اه هو اشتكى لك وعينك المحامي بتاعه صح، طب والله.....
يقاطعها بعصبية : انت مخك ضرب شكلك كدة، وبدل متعقلي بقيتي بتخرفي، جوزك اشتكى لما فاض بيه، يا شيخة حرام عليكي، ده احنا كل يوم كنا بنسمعه يترجاكي عشان تعبريه، إيه البعيدة مبتحسش، ولا خلاص البرامج اللي بتسمعيها لحست دماغك، مش انتي اختي بس قسما بالله هو خسارة فيكي، ومن حقه يدور على واحدة تحبه وتخاف عليه، لما يحتاجها يلاقيها، ولما يتعب يترمي في حضنها، مش واحدة بيشحتها، ولو اتجوز محدش هيلومه لأنك انتي اللي غلطانة
تنظر له وقد اتسعت حدقتيها رنا : ايه يتجوز !
سليم بسخرية : هو ده اللي لفت انتباهك، أيوة يتجوز حقه، ولا حضرتك فاكرة ايه، نصيحتي فوقي قبل فوات الأوان،
ثم يتركها ويغادر، يقول لها قبل خروجه من الغرفة، جهزي نفسك عشان هترجعي معايا مصر
💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐❣️❣️💐💐كانتا تسيران لجوار بعضهما البعض، إحداهما ترتسم الابتسامة على محياها، والأخرى ابتسامتها يشوبها بعض الحزن، كانت تفكر لما أذى البشر يصل للفتك بالأرواح، هل أصبحت الروح البشرية مهانة لهذه الدرجة، لكن كيف وهي قد كرمها الله جل وعلى هل يصل الإيذاء لطفل لم يرى الحياة بعد، يقطع سيل أفكارها جذب رفيقتها من يدعا وهي تحدثها بفرحة
هنا : بقولك يا رؤتي انتي قلتي لاخوكي عشان تيجي حفلة عيد ميلادي بكرة، بحد أنا أول مرة اكون مبسوطة كدة
رؤى : بابتسامة بسيطة لفرحة صديقتها فهي تبدوا كطفلة صغيرة، وإيه سبب الفرحة الكبيرة دي
هنا : عشان عيد ميلادي ده أول مرة يكون جنبي أخت وصاحبة جميلة زيك كدة، وكمان أبيه سليم ورنا أختي جايين بكرة، وحاسة ان في حاجة كويسة هتحصل
رؤى : ربنا يبسطك كمان وكمان بس انا قلت لأبيه محمد امبارح بس مرسنيش على حاجة، ولا قال اه، ولا قال لأ
هنا بعبوس كالأطفال : لا يا رؤى بالله عليكي انتي لازم تيجي ليا من بدري عشان تساعديني، وكمان اعرفك على بابا وماما، هتحبيهم جدا
رؤى : خلاص متبوزيش كدة هتحايل عليه وبإذن الله يوافق
كان يسيران بسعادة حقيقية ليس بها زيف، ليظهر أمامهم شخص كرهوا رؤيته، ليبادر بالحديث
نادر بابتسامة واسعة : أنسة رؤى كنت عاوز اتكلم معاكي شوية، ممكن نقعد نتكلم شوية
كانت هنا تنتظر رد صديقتها كيف سيكون ردها في مثل هذا الموقف، أما هي كانت تقف لا تدري ما ذا تفعل أمام هذا الشاب الذي لا تطيق رؤيته، تنظر له وعيناها قد بلغ بها الغضب مبلغه
رؤى : أستاذ نادر أنا مبتكلمش مع شاب غريب عني، ولا واخد من عير محارمي، ثانيا هو حضرتك شايفني ايه عشان تتطلب مني طلب زي دا، لو سمحت متحاولش توقفني بالطريقة دي وتتكلم معايا تاني، بعد إذنك
وكانت تهم بالمغادرة، ليحاول إيقافها مرة أخرى، لكن هذه المرة يحاول الحديث
نادر : أنا بس كنت عاوز اقول لك إني معجب بيكي، وعاوز اتقدم لك
صدمة أخرى جعلت كلا منهما تنظر للأخرى، لتحاول هنا الحديث، ولكن توقفها يد رؤى
رؤى : والله اللي اعرفه ان اللي بيكون معجب بواحدة بيروح يطلبها من أهلها، دينا قال كدا "وادخلوا البيوت من أبوابها"
ثم تتركه واقفا وتغادر، لتتسع ابتسامته ظنا منه أنها موافقة على طلبه، ليلتفت مغادرا ولكنه يفاجأ بآخر شخص كان يريد رؤيته في هذا الوقت، ليزفر بضيق واضح، كانت تقف وهي تضم ساعديها معا
جنى : انت ليه مصر تجري وراها وهي مش طايقاك أصلا، ليه متخيل إنها ممكن تقبل بيك
نادر : حاجة متخصكيش يا جنى وبعدين أنا بصراحة كدة هي دي الوحيدة اللي اقدر أمنها على بيتي، ومن غير لف ودوران، هي اللي اقدر ائتمنها على شرفي، مهو مش معقول هروح اتجوز واحدة اتكلمت معاها وصاحبتها وخرجنا مع بغض، يعني من الآخر الصلاحية بتاعتها خلصت
جنى : وقد اتسعت عيناها من شدة وقع الكلمات عليه، هل كانت ترخص من حالها بهذه الطريقة، هل أخطأت عندما سمحت لحقير مثله بالحديث معها، هي المخطئة الوحيدة في هذا،
قصدك اني رخيصة صح، وانت عارف كويس إني مكلمتش حد غيرك
نادر بسخرية: وانا اصدق ازاي إنك مكلمتيش حد تاني، وبعدين اللي تكلم واحد قبل الجواز ممكن تكلم عشرة بعد الجواز
ثم يتركها ويغادر ويتركها تقف كمن على رأسها الطير، تغادر والدموع تنهمر من عينيها كشلال نهر جار، لا تريد أن يراها أحد هكذا،
أما الصديقتين كانتا تسيران بهدوء لكن هنا لم تستطع أن تصمت كثيرا،
هنا : بت يا رؤى ايه اللي انت قلتيه ده انت بجد موافقة ان الواد اللزج ده يتقدم لك
رؤى: كان لازم اقول كدة عشان يبعد عن طريقي يا هنا خصوصا إنه مش عاوز يسيبني في حالي من زمان، لكن انا يستحيل اقبل بيه لو هو اخر واحد في الكون
هنا : مش فاهمة تقصدي إيه ! لتنظر بصدمة، اوعي يكون هو اللي كانت جارتك دي جايباه عشان يتكلم معاكي
رؤى : وهي تومئ برأسها، أيوة هو نفسه، هو اللي خلاني كرهت الخروج من البيت، وخلاني اخاف اروح مدرستي
هنا : فهمتك يا روحي، المهم دلوقتي سيبك من الواد الثقيل ده وتعالي نكمل كلامنا عن حفلة عيد ميلادي
لتعود الضحكة ترتسم على محياهم من جديد
💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐*********************
كان يجلس لجوارها عقب نقلها لغرفة عادية منتظراً إفاقتها، كان يتألم كثيرا لألمها، كانت خلال إفاقتها تحاول الحركة ولكنها مع كل حركة كانت تتأوه بألم، كان بمسك يدها لحظة تألما يخبرها بوجوده لجوارها، كانت كمن يشعر بوجوده لتعود للاطمئنان وتهدأ، كان القلق مستبدا به، لا يعلم كيف سيخبرها عن وضعها هذا، وكيف سينظر بعيناها وهو يشعر أنه المذنب بحقها، يقطع سيل أفكاره ضغطة على يده ينظر لها بسعادة وفرحة بلغت عنان السماء، كانت تحاول الاستيقاظ، وفتح عينيها، لكن الضوء لم يكن يعطيها الحرية لذلك، ليبدأ الحديث معها سريعا
أحمد : نجلاء حبيبتي انت سامعاني، حاولي تفتحي عيونك، طيب حاسة بإيه
لم يصدر عنها أي شيء سوى بضع همهمات، كانت تحاول رفع يدها وتضعها على موضع ألمها، حاولت ببطئ شديد حتى تمكنت من وضع يدها على موضع جنينيها، تحاول الكلام، لكنها لم تستطع سوى النطق بكلمة واحدة،
نجلاء : و و لا دي
ينظر بدموع تترقرق من عينيه أحمد : حبيبتي اطمني ولادنا بخير كلهم، والله كويسين ربنا نجاهم
نجلاء : ولادي فين يا أحمد
أحمد : والله العظيم ولادنا كلهم بخير، بس لأنهم اتولدوا بدري قبل معادهم فموجودين في الحضانة،
لينظر للأسفل وشعور بالخزي تملكه، أنا عارف إني قصرت في حقك، وقصرت في حمايتي ليكي، بس والله العظيم غصب عني أنا عمري متوقعت انها ممكن تأذيكي في قلب بيتي، سامحيني
وهنا لم يتمالك دموعه أكثر لتنهمر دموعه بشدة كفيضان لم يستطع أحد إيقافه، ليشعر بضغطة قوية على يده، وتبدأ الحديث بضعف شديد، فلا زالت الألام تداهمها كلما خرج المخدر من جسدها
نجلاء : اوعى تقول كدة يا حبيبي، ده انا محستش بالأمان غير معاك، مهما حصل هتفضل أماني وسندي بعد ربنا، اللي حصل ليا ده قضاء من عند ربنا، وده مكتوب ليا من زمان، لو ربنا مكتبهوش ليا عمره ما كان هيحصل، أنا بس كنت خائفة على الروح اللي جوايا، كنت خائفة على ولادي، لكن أنا عمري ما هلومك أبدا، أنا متأكدة إن جرحك وألمك، أكبر مني بكثير
أحمد :والله العظيم الوجع اللي حاسس بيه مخليني بموت ألف مرة، بس والله العظيم لأجيب لك حقك، حتى لو خدت روحها
نجلاء: حقي أنا واثقة انك هتاخده، لكن اوعي تضحي بنفسك، أنا مقدرش اعيش من غيرك،
وعند هذه اللحظة دلف الطبيب للغرفة برفقة حسام بعدما رأى رفيقه يتحدث مع زوجته وهي تفيق، طمأنهم عليها وأنها تتناثل للشفاء، وقدم الجميع للاطمئنان عليها، ولكن القلق كان من إخبارها بالآثار التي ألمت بحالتها❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
انتهي الفصل ياريت اعرف رأيكم ومستنية دعمكم بكرة بإذن الله
البث هعمله على صغحتي الشخصية الساعة3
![](https://img.wattpad.com/cover/262298440-288-k991227.jpg)