الفصل الواحد والعشرون ""الجزء الأول""
وهاقد أقبل الليل بنجومه المنيرة... تتلألأ في عنق السماء.. لتحمل أحداثا وحقائق للجميع... كانت قد هبطت طائرته من وقت قليل.. وقد قارب على الانتهاء من إجراءات الخروج من المطار مع أخته الكبرى رنا... دقائق قليلة وكان يخرج من البوابة الرئيسية... نظر يمينا ويسارا وهو يضع الهاتف على أذنه... ليجد حسام واقفا بانتظاره بالخارج.. مرتكزا على سيارته... اتجه اليه محتضنا إياه رابتا على كتفيه...
حسام : حمد لله على السلامة يا صاحبي...
سليم : الله يسلمك يا حسام .. وحشتني يا راجل .. بس كنت غطسان فين بقالك فترة ..من يوم مقلت لك على الموضوع اياه
تنهيدة خرجت من أعماقه .. حسام : ده احنا كنا في مصايب ملهاش أول من آخر.. أحمد مراته اتعرضت لحادث هحكيلك التفاصيل في الطريق... المهم دلوقتي الموضوع اللي كلمتني فيه ..
سليم : هااه عرفت حاجة!
ينظر حسام خلفه ملقيا التحية على شقيقته: حمد لله على السلامة يا مدام رنا
رنا بابتسامة عملية : الله يسلمك يا أستاذ حسام..
يفتح لها باب السيارة الخلفي وتجلس.. ليعود لصديقه حتى يستطيع التحدث بحرية
حسام : ولاد عمك عايشين.. وموجودين هنا كمان
سليم : إيه ؟ بجد يا حسام! طب هما فين!
حسام : محمد ابن عمك محمود الله يرحمه بيشتغل عندنا في الشركة... واخته طالبة في كلية التجارة
سليم : طيب معاك عنوانهم !
حسام : أيوة.. ليخرج ورقة مطوية بها أسمائهم وعنوانهم.. سليم أنا عارف انه أمر خاص بس هما ازاي تاهوا وميعرفوش حد منكم! والأغرب إنهم عايشين في حي شعبي... أحمد لما راح زارهم هو ومراته قالوا انهم على قد حالهم
سليم بشرود : ده موضوع يطول شرحه... هقولك عليه بعدين.. المهم قول لي إيه اللي حصل لاحمد
حسام : اركب العربية واحكيلك ....
ليبدأ بسر الأحداث الماضية ...
كان يجلس لجواره بالسيارة متجهين نحو منزلهم.. لكن كانت الصدمة التي شلت حواسهم.. واتسعت أعينهم من هول الصدمة.. فكيف لكمية الشر هذه أن تفكر بهذا الفعل الشنيع.. وإيذاء امرأة لم تتعرض لها .. تربي ابنتها.. ومانت هي من تخطط لخطف أطفالها.. فعي لم تكتفي بإيذائها بل حرمتها من حقها في الأمومة مرة أخرى..
سليم : انت بتقول ايه يا حسام ! دي يستحيل تكون بني آدمة طبيعية.. أكيد مختلة.. دي واحدة واحد زبالة خطفها وكان عاوز ياخدها غصب ده غير انها متجوزة.. هي ملهاش ذنب في موت جوزها ده.. لا وكمان كان تاجر سلاح
رنا بعدما شلت حواسها.. حتى شعرت أنها فقدت النطق.. فمجرد وصف المشهد لن يصف مدى بشاعة ألمه.. ومدى العذاب الذي لاقته هذه الفتاة...
رنا : ايه اللي حضرتك بتقوله ده! أنا مش قادرة اصدق اللي بيحصل ! ايه البشاعة دي.. وازاي هي استحملت كل ده... المفروض تسيبه وتتطلق
نظرا لها أخيها نظرات تقلل من تفكيرها السطحي...لكن حسام نظر لها بابتسامة ليجيب
حسام : دي لو هي واحدة تانية غير نجلاء.. انتي معاكي حق تقولي كدة لأنك متعرفيهاش... نجلاء شافت الويل ورغم ده كله إيمانها قوي ومبتتهزش بسهولة.. كنا متخيلين إنها هتبعد نور عنها.. لكن لقيناها بتقربها لها أكتر
تنظر لها بفم مفتوح من الصدمة
رنا : حضرتك بتقول انها مسبيتهوش! وكمان البنت معاها!
سليم بنبرة لاذعة: مش كل الناس سطحيين.. وعندهم استعداد يضحوا بحبهم.. في ناس عندها عقل وقلب.. وبتقدر
حسام : نجلاء شخصية كدة نعمة من عند الله.. احمد بعد ما الناس دي اتمسكت كان مُصر يعاقبهم.. اتفاجئنا بيها بتتصل عشان تخليه ميعملش فيهم حاجة.. بس هو متنازلش غير لما خد حقها
سليم : حسام كلم أحمد قول له إن احنا جايين له دلوقتي... أنا مش هروح قبل ما اروح له
حسام : بس يا سليم انت لسة راجع .. خليك لبكرة و....
سليم : من غير كلام كتير أنا هروح له الأول.. كفاية انكم مقلتوش ليا .. ولما اعرف مش عاوزني اروح له ... لأ مينفعش
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️