الفصل الثاني والأربعون" الجزء الأول "
كانت هذه الفتاة التي طغى الحزن على ملامحا، تقف تربع ساعديها، تنظر من النافذة الكبيرة في إحدى الفنادق بمدينة الأقصر الرائعة، تنظر لضوء الشمس الذي يحجبه الضباب ويواريه خلف غيامه، تنظر للشمس المتوارية، تشعر كأنها تريد التحليق لطلب الدفء الذي فقدته، كانت قلقة والتوتر يسود قلبها وعقلها، لاتنكر ترددها بالإدلاء بالحقيقة حتى يرتاح الجميع، لكنها في ذات الوقت قلقة وخائفة من ردة فعلهم; فهذا ليس بأمر هين إطلاقا، مرت دقائق وهي شاردة بتفكيرها الذي يعصف بكيانها، وجدت يد حانية تضمها، تبثها الأمان الذي كانت تبحث عنه، لتضم يدي زوجها أكثر لأحضانها، تريد للأمان أن يتغلغل داخلها، شد من احتضانها يطمئنها أنه دائما لجوارها، لن يتخلى عنها مهما حدث، ليحدثها بهدوء
إيهاب: هدى يا قلبي ممكن متفكريش كتير بالشكل اللي يإذي ده، احنا هنروح بالأوراق والتحاليل اللي معاكي لهم، وهنحاول نثبت لهم الحقيقة بهدوء، وإن شاء الله تتحل بهدوء
تنظر له بهدوء تتمنى داخلها أن تتطمئن وتصدق،
هدى: تفتكر ده ممكن ياإيهاب! ناس هنروح نقول لهم بعد وفاة أهلهم، معلش يا جماعة أصل بنتكم المتوفية وجوزها كانت حامل في بنتين توأم، والدكتور خبى عليها عشان واحدة حقيرة، ضحكت عليه، تفتكر هتعدي بهدوء، معتقدش ده مش بعيد يطردونا يا إيهاب
يعلم صدق حديثها، لكن يجب عليه تشجيعها ودعمها; حتى تؤدى أمانتها رغم صعوبتها،
إيهاب: هدى يا قلبي لازم تعرفي إن حتى لو ده حصل لازم تعملى اللي عليكي عشان ترضي ربنا، الموضوع صعب; لكن لازم تنفذيه، وإلا هتفضلي حاسة بتأنيب الضمير ولا هتقدري ترتاحي، هي خطوة صعبة عليكي أنا عارف; لكن لازم نعمله
تنظر له تعلم أنه دوما صادق في حديثه،
هدى: عندك حق يا أيهاب لازم اعمل الخطوة دي، بس محتاجة استعد لها كويس، قول لي إيه أخبار المؤتمر؟
إيهاب: كويس هيبدأ بكرة إن شاء الله وقدامه 3أيام ويخلص، فرصة ترتبي نفسك وتشوفي هتتصرفي ازاي، واتأكدي من الأوراق اللي والدك سبها
هدى : صح هعمل ده، تنظر له وتكمل
إيهاب شكرا إنك جنبي وبشكر ربنا لوجودك معايا في الوقت ده، مش عارفة من غيرك كان ممكن اضيع في الوقت اللي كل حاجة حواليا اتهدت، مش عارفة لو انت مش معايا كان...
يضم وجهها بين يديه ويحدثها بحب وحنان،
إيهاب: ازاي بتشكريني يا هدى، انتِ مش بس مراتي، انتِ حبيبتي وروحي، وبنتي كمان، هدى انتِ نعمة من ربنا ليا، عوضتيني عن كل اللي فقدته من حياتي، أنا بحمد ربنا على فضله عليا إنه رزقني بيكي
تحتضنه بحب: خليك جنبي يا إيهاب... أنا محتاجة لك
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
#####################################
يصطف الجميع أمام السيارات ليقررا أن يذهب رائف وزوجته مع حمويه، والسيارة الأخرى بها محمد وسليم ومعه هنا ورؤى، لتتحرك السيارات بانتظام، أكملت السيارة التي بها رائف والعائلة، والسيارة الأخرى توقفت أمام البناية التي تقطن بها جنى، ا كانت تقف بانتظارهم، معها حقيبة صغيرة إلى حد ما، ترجل محمد من السيارة وأخذها منها وقام بوضعها بالسيارة من الخلف، وبدأوا بالتحرك، كان الصمت مسيطر على الأجواء; إلا من صوت مذياع السيارة، مر اوقت وبدأت الفتيات بالحديث بصوت منخفض، ليمر الوقت وكانوا قد وصلوا أمام منزل جدهم "صالح" الذي استقبلهم الجميع بالترحاب الأكثر من رائع، كانت السعادة ترتسم على وجوه الجميع، كانت جنى تقف تنظر لهم بابتسامة سعيدة، تتمنى اللحظة أن تكون فردا منهم، لفت انتباهها الجدة "حنان "وهي تتجه إليها بهدوء، لتستقيم بوقفتها وتنظر نحوها باحترام، لتؤشر هنا نحوها وهي تعرفها،
هنا : تعالي يا تيتة حنان، دي جنى صاحبتي أنا ورؤى، معانا في الجامعة، واحنا فضلنا نزن على دماغها عشان ترضى تيجي معانا، كانت محرجة
تنظر لها الجدة بحنية لاتعلم لما شعرت نحوها هكذا، كما أنها تشعر أنها رأتها من قبل،
حنان: ازيك يا بتي، ليه مكسوفة كدة، انتِ صاحبة هنا ورؤى، وزيك زيهم بالظبط، وتيجي معاهم كيف ماتحبي
اقترب الجد صالح نحوهم وهو يضم رؤى تحت جناحه،
صالح: ضيفة مرحب بيكي يا بنتي، بس أنا عاوزك تعنبري نفسك زيهم بالضبط
جنى بابتسامة حالمة، شكرا يا جدوا، أنا بس كنت محرجة عشان أنا مقربش لكم، بس مجرد صاحبة لرؤى وهنا و..
تتدخل فاطمة وهي تنهرها عن هذا الحديث ،
فاطمة: اوعي تقولي كدة يا جنى، انت زيك زيهم وده بيتك وبيتنا برده هناك وقت ماتحبي تعالي في أي وقت
بعد الترحيب بهم جميعا اتجهوا للداخل، ومان الطعام الفاخر معد، والفطير الشهي يزين الطاولة، تناولوا الغداء الرجال مع بعضهم، والنساء في مكان آخر، كان الجو مليء بالحب والألفة والأحاديث الرائعة بين الأهل، كانت جنى تحاول الانسجام معهم بدرجة كبيرة; حتى أنها نسيت اللحظة أنها غريبة عنهم; وبدأت بالانسجام معهم بالحديث كواحدة منهم، مر الوقت وصعد الجميع للغرف المعدة لهم، حيث أصبحت جنى تقيم مع هنا ورؤى بغرفتهم، لتزداد سعادتهن، فالأكثر سعادة للأصدقاء وجودهن بذات الغرفة، وأحاديث الفتيات تحلوا مع بعضهن، وسليم ومحمد معا، وغرفة لرنا ورائف، ومصطفى وفاطمة، واستقر الجميع بغرفهن، لتبدأ الأحاديث الدائرة بينهن،
جلسن ثلاثتهن على ذات التخت، يجلسن لجوار بعضهن البعض والغطاء الوثير يغطي أرجلهن، ليدور الحديث المليء بالحب والألفة،
هنا : ايه رأيك يا جنى لسة قلقانة من وجودك هنا، وحاسة بالإحراج
تنظر لعا بعينين تشع سعادة، عينين تغيرت نظرتهما عن الأمس،
جنى: صراحة لأ يا هنا، إحساسي دلوقتي بالحب والحنان والأمان عمري محسيته قبل كدة، إحساس كان دايما نفسي احسه، تعرفي محسيتش للحظة إنهم أغراب عني، تيتة حنان وجدوا صالح.. أي حد يتمنى إنهم يكونوا عيلته
تؤمد رؤى على حديثها،
رؤى: تعرفي يا جنى كان عندي نفس إحساسك ده أول لما عرفت بوجودهم، كنت خايفة يكونوا مش عاوزنا أنا ومحمد، بس عرفت مقدار حبهم لينا من أول حضن، تيتا حنان حضنها خلاني احس بوجود أمي اللي انحرمت منها من وانا لسة طفلة معرفش عنها حاجة، ميأسوش يلاقونا، وكانوا بيدوروا علينا السنين اللي فاتت، حنانهم وحبهم فرق معانا كتير
تنظر لها هنا بعيون لامعة، فهي تعلم جيدا حجم معاناتها التي لاقتها هي وأخيها منذ يوم الحادث
هنا: عارفة إحساسك يا رؤى، عمري مهقدر انسى لحظة انهيار محمد بعد مكل حاجة اتعرفت، للحظة عمري مقدرت اتخيل إني ممكن استحمل اللي انتوا اتحملتوه
تنظر لها جنى بشفقة، لم تكن تعلم بكل هذه المعاناة التي واجهها كلاهما، فاضت دمعات بسيطة من عينيها، لتنظر لرؤى بحزن ولا تستطيع الحديث،
لتحاول رؤى إخراجهم من دائرة الحزن التي طغت عليهم،
رؤى: خلاص يا هنا هنقلبها حزن ولا ايه، شوفي الأنسة دي بدأت تسح اهي، وهاتك يا عياط
هنا: تصدقي صح بت يا جنى لا بقول لك ايه، احنا عاوزين نقضيها فرفشة، جو الشهد والدموع ده لأ أحبوش أنا
ينفجرا ضحكا عليها،
جنى: دموع ومعاكي يا بنتي انتي تفصلي أي حد، تقولي دموع، بس تعرفوا القعدة دي عمري مقعدتها قبل كدة، حاسة إني مبسوطة وسعيدة، مش قادرة اوصف بجد
رؤى: تعرف يا حنى من أول مشوفتك وانا حاسة إني عارفاكي، حاسة إنك قريبة مني، رغم معاملتك الأولى، بس كنت
كنت دايما بحس إن عارفاكي من جواكي، مش عارفة إحساس بقي
هنا : ياعم الحساس، والله يا بنتي انت خسارة في المجتمع ده
تملأ ضحكاتهم أجواء الغرفة، وظلوا يتسامرون كوال الوقت، حتى يحين موعد نومهم
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
#######################################
بغرفة الشباب كان يدور بينهم الحديث عن كيف سيتم فتح هذا الأمر في الغد مع جدهم، ظلوا يتناقشون والقلق يسربل قلوبهم،
سليم بقلق: محمد أنا قلقان اوي، مش عارف بابا ليه متكلمش مع جدي في الموضوع ده وخلصنا
تحدث محمد بعقلانية يستنتج أمر الحديث بهدوء،
محمد: متقلقش بس الوقت لسة مش مناسب يا سليم، يعني احنا لسة جايين النهاردة مش معقول نتكلم في الموضوع ده على طول كدة، لازم نختار الوقت المناسب، وبعدين لازم نبين لجدي اننا محترمين وجوده مش مجرد سد خانة
يقتنع سليم مؤيدا: عندك حق، أنا بس قلقان حاسس زي مكون قلي هيقف يا محمد، مش عارف الموضوع هيعدي ازاي، والأهم رأي رؤى نفسها، خايف ترفض و...
يضع يده على كتفه: سيبها على الله يا صاحبي، رؤى هتتردد أنا متكلمتش معاها لحد دلوقتي سايب الأمور تاخد نصابها الصحيح، وانت هتتكلم معاها أكيد، وانا هتكلم معاها، بس أنا يستحيل اغصبها ا...
يقاطعه سليم سريعا: اوعى تكمل أنا يستحيل اخدها غصب عنها، لكن وقتها الوضع هيتغير، مش عارف هنتعامل ازاي ربنا يستر
محمد : سيبها على الله يا سليم وإن شاء الله خير
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻
#####################################
اناهي الجزء الأول من الفصل، محبتش اتأخر ونفذت وعدي وهخاول انزل الفصل الحديد بأسرع وقت
![](https://img.wattpad.com/cover/262298440-288-k991227.jpg)