الفصل الأول

4.6K 92 15
                                    

الرواية الجديدة


............حنايا القلوب ........


"""العشق الحلال""""


الفصل الأول


في هذا المنزل البسيط، يصدع صوت المذياع في الأنحاء، يشدوا بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بصوته الشجي الذي يجبرك على حب الاستماع لكلمات الخالق عز وجل، يتراءى من إحدى زوايا المنزل فتاة بسيطة بشعر أسود كالليل، تعد طعام الإفطار لأخيها الأكبر، قبيل ذهابه إلى عمله، لتجد صوته يناديها من الداخل


......:-رؤى، يا رؤى


رؤى: -نعم يا أبيه


يخرج من الغرفة المقابلة لها شاب أناقته تكمن في بساطته، ومظهره المتناسق، يشبهها إلى حد كبير


محمد: -صباح الخير يا رؤى، ايه قدامك كتير على ما تخلصي الفطار ولا إيه، كدة هتأخر


رؤى: -لا أنا خلاص خلصت يا أبيه دقيقة بس احطه على الطرابيزة


محمد: -طيب يلا اساعدك، عشان نخلص بسرعة


محمد محمود الألفي: شاب يبلغ من العمر 27عاما، توفي والداه منذ 13عاما إثر حادث سير مجهول، تولى تربية أخته الصغيرة وهي لا زالت في عمر 7سنوات، كان يعمل ويجتهد كي يعيلها ولا يحتاجون عون من أحد


رؤى محمود الألفي: -فتاة تبلغ من العمر 19عاما، تدرس بكلية التجارة بجامعة القاهرة


يجلس كلاهما يتناولان إفطارهما بهدوء في أجواء صباحية تتميز بالبساطة، يقطع الصمت سؤالها لأخيها بقليل من التردد


رؤى: أبيه هو حضرتك هتمشي على طول؟


ليرد عليها بابتسامة صادقة تنبع بالحنان بعد أن علم الغرض من سؤالها


محمد: أيوة يا حبيبتي اجهزي يلا عشان اوصلك في طريقي


تتهلل أساريرها وتعود البسمة ترتسم على محياها وهي تقول سريعا وتهم بالمغادرة أشبه بالركض: -انا خلاص جهزت يا أبيه


ينظر في أثرها بقلب يملأه القلق على صغيرته، لتعود بعد ما يقارب العشر دقائق،


رؤى: -يلا يا أبيه، انا جاهزة


محمد وهو يحاول تغير مجرى الحديث:- تعرفي يا رؤرؤة انتي تعتبري أول بنوتة تخلص لبس بسرعة كدة


رؤى: -ببسمة بسيطة، لا عادي يا أبيه، انا ممكن اتأخر عادي، بس انت اللي هتتأخر


محمد: -ماشي يا ست اللمضة، يلا نمشي


****************


في نفس المنطقة السكنية البسيطة تقف هذه الفتاة شاردة خلف والدتها، تحضر طعام الغذاء بشرود واضح على محياها، لا تعلم إن كان اختيارها صحيحا أم أنها أخطأت; من وجهة نظرها إنه شاب وسيم تتهافت عليه الفتيات، رغم وسامته لم يحد عن دينه ويلهوا بهذه وتلك، بل هي من سعت للوصول إليه، تفق من شرودها على صوت والدتها


......:-جميلة، بت يا جميلة


جميلة: -ها أيوة يا ماما


الأم: -أيوة إيه يا بنتي انتي سرحانة في إيه واخد عقلك أوى كدة


تخرج منها تنهيدة طويلة، تدل على صعوبة الأمر الذي يشغل فكرها، ويؤرق مضجعها،


جميلة: -مفيش يا ماما بفكر شوية


سناء: -مفيش يا ماما، وبعد التنهيدة الطويلة دي، لتصمت قليلا ثم تعاود سؤالها


بتفكري في ايه يا حبيبتي!


تصمت قليلا ثم تجلس على أقرب مقعد وهي تتنهد بشرود


جميلة: -موضوع الخطوبة يا ماما، مش عارفة حاسة إني تسرعت شوية، مترددة وتفكيري واقف


سناء: -نعم يا اختي، اتسرعتي!


مترددة في ايه، مش هو ده اللي عملتي المستحيل عشان تتخطبى له، جاية دلوقتى تقولي اتسرعت


تهتف بتذمر واضح


جميلة :-يا ماما افهميني هو متشدد اوى، انا لما اتخطبت له كنت فاكرة هنخرج براحتنا، نتفسح مع بعض، بس هو كل ما نيجى نخرج يقول لي لبسك ضيق، لازم حد من اخواتك يكون معانا، ده انا حاسة انه بيخاف يقعد معايا احسن اكله


ترد عليها والدتها بحدة واضحة، معترضة على أسلوبها وطريقة تفكريها


سناء:- انتي بتخرفى يا بت انتي، بقى الراجل محترم، وعارف ربنا، بيحافظ عليكي، تقولي مش بيقعد معانا لوحدنا، بعدين الفسح والكلام ده كله انتي عارفة بكده من الأول ان هو لا بتاع فسح ولا كلام من ده، وظروفه انتي عارفاها كويس، وقبلتي بيها، تيجي بعد كام شهر خطوبة تقولي اصل مش عارفة ايه، اعقلي كدة عشان اخوكي مش هيقبل اللي بتقوليه


تتنهد بضيق وهي لازالت تفكر هل تسرعت في اتخاذ قرار خطبتها أم لا،


تكمل والدتها حديثها: -وبعدين هو قال بكرة تخرجوا شوية


جميلة: -بغضب واضح، ونبرة منفعلة،


اه ومعانا شريف اخويا صح


لتضيق والدتها ذرعا من الحديث معها فتنهي الحوار




ده بداية لو لقيت تفاعل هكمل بالله تشجعوني لأن غير كدة هوقف تنزيل الفصل الأول صغير بس على ما شوف التفاعل
👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍

حنايا القلوب ***العشق الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن