خرجت نسرين من الحمام ملتفة في الفوطة، ثم أخذت تجفف شعرها بالمجفف وهي تتأمل نفسها في المرآة، بدت متعبة فهي لم تنم إلا سويعات قليلة لتستيقظ مع صوت المؤذن لصلاة الفجر... وضعت المجفف جانبا واستخدمت أدوات زينتها لتحسن من طلتها، هذا الصباح مختلف تماما عن الأيام التعيسة التي سبقته... هو يوم أشرق فيه الحب وأزهر فوق كل شبر منها. اقتربت من الخزانة وأخذت منها بعض الثياب الرسمية لأنها حتما ستتوجه لعملها بعد قليل، انتهت من ارتداء ثوب طويل بأكمام بني اللون مع حزام من الجلد الأسود عند الخصر وخرجت بعدها إلى المطبخ باحثة عن محمود الذي عاد لتوه وهو يحمل بعض المقتنيات من أجل أن يفطرا معا. وضع كل شيء فوق الطاولة وهو ينظر إليها بتمعن: هل ستتوجهين للعمل؟
اقتربت منه تساعده : أجل...
صمت لبرهة ثم قال: لست في حاجة لأن تشقي بعد الآن، أنا سأوفر لك كل ما تحتاجينه وأكثر... أنت فقط ارتاحي بالمنزل هذا كل شيء.
ابتسمت وهي منهمكة في ترتيب الطعام ووضعه على الطاولة: أنا أعمل لأن العمل يشغلني عن التفكير في أمور كثيرة... الفراغ ينمي الهواجس بداخلي... ثم أنا اعتدت عليه طوال كل هذه السنوات..
نظر إليها بقلة حيلة: إذن استعدي لسماع الكثير من الشائعات حولنا هناك... خصوصا بعد لقائنا الأخير في مكتب منال.
هزت رأسها بعبوس: محمود، كان ذلك تصرفا أخرقًا منك... لقد أثرت فضيحة على الملأ... ألم تفكر بي ولو للحظة..
كان يقف خلفها فطوقها بذراعيه وعلى وجهه ابتسامة ماكرة: وهل كان عليك ابتزازي بتلك الطريقة، عندما تلقيت تلك الورقة من المحكمة أصابني الجنون. تركت كل ما كان بيدي وجئت إليك...
ثم همس بقرب أذنها بأسى: هل كنت حقا تفكرين بالطلاق مني؟
قالت وهي تلتفت إليه: لقاؤنا المفاجئ بتلك الطريقة جعلني أشعر بأن كرامتي تُهدر... وأنت تعرف أنني لا أقبل بالعيش في المهانة... هل كان عليك تركي دون اتصال واحد تخبرني فيه ما تعانيه!؟
تجلّت على وجهه علامات الندم وهو يهمس لها: فكرت في أن أتصل بك... لكنني أحجمت عن ذلك عندما قام والدي بتجهيز أوراق زواجي ومروى في يومين، حتى الشهادات الطبية أخذها من الأطباء دون تحاليل مسبقة... لست أدري حتى الآن كيف أقنعني بالزواج منها... ولا حتى كيف رضت هي بأن يقتصر الزواج على جلسة عائلية لتوقيع العقد وهي التي عودها والدها على البذخ! أقنعني والدي أنها الفرصة الوحيدة لنجاتي ففعلت ذلك... وندمت بعدها أشدّ الندم... وطوال الوقت فكرت فيك... لم أكن أستطيع مكالمتك والكذب عليك لأن ذلك سيزيدني احتقارا لنفسي... ولا أن أصارحك فأدمي مقلتيك وأنا بعيد عنك... حرصت أن تعرفي أنني بخير وشغلت نفسي بالعمل منتظرا الفرصة لأجد حلا ينهي ما تورطت فيه!
أنت تقرأ
أنثى بحروف شرقية
Romantikلمحبي القصص الرومانسية😍😍 بلمسة واقعية أقدم لكم رواية : انثى بحروف شرقية الرواية تحكي عن معاناة المرأة في مجتمع قاسي يمارس سياسة الكيل بمكيالين فيحاسب المرأة على كل كبيرة وصغيرة بينما يترك للرجل حرية ارتكاب الأخطاء. في مجتمع عربي وبواقعية نعيش قصص...