الفصل السابع والعشرون

111 5 0
                                    

انتهت نسرين من تنظيف الأواني فالتفتت إلى محمود الجالس قرب طاولة الطعام وهي تقوم بتنشيف يديها بمئزر الطبخ، وجدته غارقا في تفكيره وكوب الشاي بقربه على حاله لم يرتشف منه بعد.

سألته بريبة وعيونها تمحص في تفاصيله الشاحبة: ما خطبك حبيبي... أنت على غير عادتك!

استفاق من تيهانه واصطنع ابتسامة مطمئنة: أنا بخير. هل أساعدك؟

ضحكت متسلية وأشارت إلى الأواني المصفوفة بعناية: انتهيت منها.

تفاجأ لهذا فهز رأسه متأسفا: لم أنتبه يا قلبي... هيا لترتاحي لا بد وأنك متعبة.

اقترب منها فأشرت له بإصبعها محذرة وضحكاتها تسبقها: لا تفعلها!

قبل أن تقول شيئا آخر كان قد رفعها بين ذراعيه فصرخت برعب: ستوقعني يا محمود أنا والصغير!

ضحك لوهلة ثم قطب وقال: أصبحت أثقل يا نينة...

كشرت بوجهه: قلت لك لا تنعتني بنينة! أفضل اسمي كاملا أرجوك!

سار بها يخرج من المطبخ وهو يسألها: وما العيب في نينة! ألا تحبين أن أدللك!

أجابته بتململ: لا يعجبني...

رجها بين ذراعيه لإرعابها: ليس هذا، أخبريني الحقيقة...

صرخت برعب وطوقت رقبته بذراعيها: لا تعبث أرجوك ستسقطني...

رفع حاجبه وهو يتأمل امتقاع وجهها: أخبريني لماذا تكرهين أن أنعتك بنينة.

قالت بوجل: أخشى أن يكون اسما لإحدى صديقاتك... لا أريد أن تشبهني بغيري.

جحظت عيونه بذهول وما لبث أن استهجن ما تقول: يا لك من امرأة متشككة!.. لم أعرف امرأة بهذا الاسم لكن أمي كانت تنادي قطتها بنينة فأحببته...

عبست بوجهه مشمئزة: تسميني على قطة أمك!!!

دخل الغرفة وأقفل الباب بعقبه: لقد كانت قطة ناعمة جميلة بعيون حادة ومشية مختالة... إنها تشبهك تماما لأنها تكون هادئة إلى أن تتعرض للاستفزاز فتستنفر وتزمجر وتصبح شرسة ويرتفع ذيلها منتصبا معلنا الحرب... هكذا أنت.

همت بتعنيفه لكنه عاد ليقول: سأسميك نينة رغما عنك... أنت نينة.

ووضعها على السرير بحذر بسبب وضعها الحالي ثم عاد ليقول وهو يقرب رأسه منها: أحبك نينة.

أنثى بحروف شرقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن