الفصل الثاني والثلاثون

70 4 0
                                    

مشت سهام بتثاقل مسايرة لخطى والدها بذلك الرواق الطويل بالمشفى وهي تفيض في الشرح له: لقد كان مريضا... وجدته في حال سيئة... ومن الجيد أنني طلبت الإسعاف في الوقت المناسب!

لم يبد عليه أنه صدق ما تقول، لكنه سألها بانفعال: لماذا تركت البيت في جنح الظلام!... لماذا خرجت دون إذن!... على الأقل كنت ذهبت رفقة أخيك!

حاولت أن تُهدئه قدر المستطاع، لكنه مازال يعاني من الموقف المخزي الذي وضعه به صهره الجديد ولن يغفر له بهذه السهولة...

نطق من جديد: وما ضرورة مبيتك معه بالمستشفى تلك الليلة!.. لديهم أطباء وممرضون أم أنهم لا يكفون حضرته!... ها أجيبيني!

بهدوء يعاكس ثورته أجابته: أبي... اتصلت بآدم وبقي إلى جواري الليل كله... لقد غادر منذ قليل عندما علم بقدومك حتى يرتاح...

أجابها بحنق: لا... هرب لأنه يعلم أنني سأفج رأسه!.. منذ متى أصبح يقرر عني بهذا البيت!... كان عليه إخباري قبل أن يأتي إليك...

مع كل ذلك الغضب لم تجرؤ على إخباره أنها هي من توسلته ألا يفعل. قالت محاولة إخماد ثورته: لقد أبلغ أمي...

هدر فيها بغضب أكبر: تلك المرأة رأس المصائب... تتفق معكما ضدي!.. حسابها معي...

عندما اقتربا من الباب أمسكت يده برجاء: أبي... لا تقل شيئا أنا أرجوك...

حول نظراته عنها بعيدا فترجته أكثر: الأمر ليس كما تعتقد... محسن مريض وعليه أن يرتاح... لا توتره... لم يخذلني عن قصد... لقد فقد وعيه اليوم بطوله ولم ينتبه للأمر أحد!

كانت ترجو الله في قرارتها أن يغفر لها كذبها... مصطفى رجل صعب ويابس الرأس... كان عليها أن تتصرف حتى لا يطلقها من محسن...

فتحت الباب بهدوء وأطلت عليه فوجدته نائما على سريره بدون حراك... أشارت لوالدها بالدخول فولج من خلفها، واقتربا من سريره بهدوء يتأملانه للحظات.

أنثى بحروف شرقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن