الفصل الواحد والثلاثون

64 5 1
                                    

أشرق صباح اليوم التالي صامتا كئيبا وكأن شيئا لم يكن...

نسمات الربيع ترفع ستائر ذلك البيت الذي أضحى خرابا، لقد دمره أولئك الرجال وحطموا كل أثاثه عن قصد... كان يجب على بشير أن يفهم أن الوضع لا يحتمل المزاح قبل هذا اليوم، لكن جشعه وطمعه هو من جعله يفقد ابنته، أعز ما يملك.

وصل صباحا فور أن سمع بالخبر... وكان يسير بتعب متحاملا على آلام بطنه المبقورة... تفاجأ فور أن شاهد الدماء على الأرض وفي كل مكان... لم يهتم بعدد رجاله القتلى فأمهاتهم ونساؤهم هن من سيبكينهم لا هو...

فور وصوله إلى الباب قابله المحقق: صباح الخير سيد بشير... هل تحسنت؟

حاول تجاوزه لكنه منعه: الشرطة العلمية تقوم بعملها...

وعاد ليسأله: لديك أعداء؟.. هل تشك بأحد؟...

أجابه باقتضاب: أنا رجل ليس لديه أية عداوات...

هز المحقق رأسه مومئا، وهو يعي أن بشير لن يعطيه الحقيقة. عادة مثله من الأثرياء يلعبون بالقذارة بعيدا عن الأعين...

سأله من جديد: اتصل بك الخاطفون؟

أجابه على الفور: لا... لم يتصل أحد.

وصاح به: أين كانت الشرطة بعد أن رن عندها جرس الانذار... لماذا تأخرتم في الوصول؟

أجابه: لقد تحرك رجال الشرطة فور تلقيهم لنداء الاستغاثة، ولكن من هاجموا بيتك كانوا أسرع... إنهم رجال مؤهلون لمثل هذه الأعمال وليسوا أبدا مجرد لصوص أو أناس عاديين... كان هدفهم واضحا فأخذوا المطلوب... دمروا البيت وغادروا...

صمت قليلا ليردف: أعتقد أنك تعرف جيدا من يكونون... تحقيقاتنا مع الخدم أكدت لنا أنك رفعت من احترازاتك الأمنية في الآونة الأخيرة... ثم أين هو رئيس الحرس... بلغنا أنه اختفى هو وأحد الرجال قبل الهجوم بقليل؟

نهره بشدة ليسكت: أنت تقول كلاما كثيرا وأنا لا أعرف أي شيء... يبدو أنه من الواضح لك أو لغيرك أنني كنت بالمستشفى طريح الفراش، ولست أعرف أي شيء مما حدث.

توقف المحقق عن طرح الأسئلة ثم قال له: يمكنك أخذ قسط من الراحة في مكان آخر حتى تنهي الشرطة أعمالها.

••••

مع طلوع شمس الصباح أصبح بإمكان محمود ابصار الكوخ بكل ما فيه من معدات... عيونه ترى كل شيء لكنه مكبل مكانه لا يقوى على الحراك.

أنثى بحروف شرقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن