انتهت من ارتداء بيجامة نومها القطنية ووقفت قرب المرآة تسرح شعرها الأشقر كما تفعل كل ليلة قبل أن تنام. ما تزال مروى الحزينة والناقمة و لن تسامح محمود لأنها لن تنسى ما سببه لها من جراح.
أطفأت النور واندست في فراشها تاركة المصباح المتلألئ بقربها كحبات الماس يرسل شعاع نور خافت بالغرفة. أخذت هاتفها وكل همها أن تستطيع الحصول على المعلومات التي تريدها من ذلك المجهول.
أرسلت له: "مرحبا"
وانتظرت قرابة الربع ساعة ليأتيها رده: "أهلا"
وأرادت أن تدخل في صلب الموضوع مباشرة فكتبت له: "أعطني موعدا لمقابلتك"
كان رده واضحا: "مستحيل"
استشاطت غضبا وهي تقرأها ثم أرسلت له: "كلمني مباشرة إذن دون رسائل"
وكان رده: "هذا غير وارد"
هنا شكت أنه يخشى أن تتعرف إليه من خلال صوته وأيقنت من أنه شخص تعرفه. أرسلت إليه: " لقد عرفت حقيقة والدي... ماذا بعد؟"
تأخر قليلا ثم أرسل لها: "قوليها لنفسك... ماذا بعد؟"
بدى وكأنه يهزأ بها أو يتعمد الضغط عليها، ردت عليه: "هل تنتظر مني أن أتخذ قرارًا ضده!؟"
أجابها: "الأفضل أن تراقبي وحسب"
كلماته تلك دلت على أن هنالك ما هو قادم. وربما هو يخطط للإطاحة بوالدها قريبا... أرسلت إليه لتستفزه: "لابد وأنك شريكه في جرائمه... أنت قاتل مثله..."
رد عليها: "وجب علي تصحيح الخطأ"
هنا أيقنت تماما أنه سيبلغ عن والدها قريبا وفي حوزته كل الأدلة الدامغة على فعلته.
شعرت بانقباض شديد في قلبها وهي تفكر أن والدها سينتهي مجرما خلف القضبان. رغم كل مساوئه هي لن ترضى له بالذل والمهانة... وحتى وإن كان على خطأ فواجبها يقتضي بأن تحاول ردعه وهدايته.
ردت عليه: "أمهلني الوقت الكافي لأتحدث إليه، سأقنعه بالعدول عن جرائمه... أنا قادرة على ذلك"
أبطأ في الرد عليها فأرسلت له: "لما لا ترد؟"
أجابها: "كنت أضحك"
امتلأت منه غيظا فأرسلت له: "تبا لك، وليوم حملتك فيه الريح إلي..."
أرسل لها: "منك أقبلها ولا أحتج..."
سكنت للحظة تعيد حساباتها، وتخيلت محسن وهو يقولها... لا ليس من عادته جبر خواطر الناس.. بل ما هو واضح أنها مغازلة.
أنت تقرأ
أنثى بحروف شرقية
Romanceلمحبي القصص الرومانسية😍😍 بلمسة واقعية أقدم لكم رواية : انثى بحروف شرقية الرواية تحكي عن معاناة المرأة في مجتمع قاسي يمارس سياسة الكيل بمكيالين فيحاسب المرأة على كل كبيرة وصغيرة بينما يترك للرجل حرية ارتكاب الأخطاء. في مجتمع عربي وبواقعية نعيش قصص...