الفصل الثامن عشر

98 7 0
                                    

نزلت إلى القاعة الفسيحة في الأسفل ووقفت هناك تتأمل الساعة الكبيرة بالحائط. إنها السابعة ولابد أن محسن لم يستفق بعد.

كان عليها أن تنام لتحظى براحة أكبر لكن النعاس جافى جفونها وهي تشعر أنها ستفقد صوابها من شدة التفكير.

أخذت هاتفها من جيبها واتصلت مرة أخرى بمحمود وراحت تسير باتجاه الحديقة. وعندما مرت بالرواق سمعت رنته المميزة في احدى الغرف.

توقفت فجأة واقتربت لتتأكد. تراه هجر غرفة نومه وجاء ليختلي بنفسه هنا! هل بلغ اكتئابه الآن مستوّا أعلى!...

عندما دنت كان الصوت قد توقف والهاتف في يدها مازال يرسل اتصالا... أمامها فرضيتان. إما أنه ليس هاتفه.. وإما أنه كتم صوته...

وضعت أذنها على الباب لتتأكد فسمعت صوته وهو يقول: إنها مروى مرة أخرى... يجب أن أغادر بسرعة...

نزلت بها الصاعقة عندما سمعت صوتا أنثويا يقول له: اعتني بنفسك حبيبي...

جحظت عيونها ووهنت ركبها... نزلت عليها تلك الكلمات كصاعقة قصفت كل مشاعرها في لحظة واحدة مخلفة رمادا بلون الخديعة..

فتح محمود الباب فكاد يرتطم بها. تراجع إلى الوراء وعلى وجهه الدهشة... لم ينطق بحرف واحد بل بقي يحدق في تلك العيون الذابحة التي كانت ترمقه بنظرات حقد لم ير مثلها في حياته.

دفعته إلى الداخل بقوة وولجت هي الأخرى لتحدق أخيرا بنسرين التي كانت تحاول أن تتوارى من نظراتها الحارقة التي تشعرها بالاحتقار...

بفستان نوم من الدانتيل الأسود لم يكن ينقصها أمارة أخرى لتتأكد مروى من أنها عشيقة زوجها.

أرسلت نظرات تقييمية للفوضى بالمكان ولبعض الثياب على الأرض. ثم لياقة محمود المفتوحة إذ يبدو أنه استفاق على اتصالها الأول ولبس ثيابه سريعا للهروب لكن القدر لعب لعبته لتقتنصه في خروجه بالجرم المشهود.

حملقت فيهما معا باشمئزاز والعبرات تخنقها خنقًا. قالت بصوت حاد وعيونها على محمود: جئت بعشيقتك إلى منزلي يا محمود؟

ثم تأملت نسرين التي تمنت في تلك اللحظة أن تنشق الأرض لتبتلعها. وباحتقار قالت لها: أيتها الساقطة كيف تتجرئين على دخول منزلي والعبث مع زوجي واستغفالي بهذه الطريقة!

وهجمت عليها لتصفعها وهي تهدر في وجهها بغضب: امرأة حقيرة...

وقبل أن تصل إليها أمسك بها محمود وسحبها إلى الوراء وهو يعنفها: لا تتصرفي بهذه الطريقة يا مروى!

أنثى بحروف شرقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن