الفصل العشرون

129 7 0
                                    

إنه صباح ضبابي بارد. سماؤه غائمة وجوه لا يشجع على الخروج... دقت الساعة مشيرة إلى تمام الثامنة في القاعة الرئيسية لمنزل بشير بالتزامن مع نزول مروى على الدرج مرتدية معطفا جلديا قصيرا مع سروال من الجينز وشعرها مصفف على شكل ذيل حصان. بدت له كمراهقة صغيرة وهو يتأملها باسما من مكان قصي.

سارت على عجل باتجاه المستودع لتستقل سيارتها فمشى لؤي متوجها إلى سيارته المصفوفة قرب النافورة. إنه مكلف منذ الأمس بمراقبتها ونقل أخبارها لبشير أولا بأول... ليس يدري هل هذا من حسن حظه أم لسوئه!... ما الذي ستفعله به عندما تعرف بتجسسه عليها!

تتبعها بحذر على طول الطريق حتى ركنت سيارتها قرب أحد المطاعم الراقية بالمدينة وسلمت مفاتيحها للخادم هناك حتى يضعها بالموقف.

حاول الدخول من باب جانبي وجلس في الزاوية بحيث يتمكن من مراقبتها دون أن تراه.

كانت تجلس وحيدة. تحملق في ساعتها كل دقيقة وكأنها بانتظار أحدهم. ولم يلبث أن وصل محمود فألقى عليها التحية وجلس دون أن يبدي أي منهما عاطفة نحو الآخر.

لم يكن يستطيع سماعهما من مكانه البعيد، لذاك كان حريصًا على استقراء حركاتهما وتعابير جسديهما.

في تلك اللحظة كانت مروى مغتاظة من محمود حد الحنق... فهو لم يبرع في إبداء ندمه ولم يحاول تطييب خاطرها. لكن ليس من أجل هذا جاءت.

قالت لتستعجل الدخول في صلب الموضوع: أعلم أنك مشغول وأنا كذلك لذا لن نضيع مزيدا من الوقت.

رد عليها بتفهم: أجل معك حق... تفضلي أنا أسمعك...

عقدت ساعديها أمامها استعدادا وقالت وهي تراقب ردة فعله: أعتقد أنه علينا البدء بمعاملات الطلاق... ولا أريد أن أنتظر لأكثر من أسبوع.. أنت شخصية مرموقة وتستطيع استعجال هذه الإجراءات...

بدى محتارا: لم كل هذه العجلة!

وجهت إليه نظرات نارية وهي تقول: لأتخلص منك... لديك مانع!

هز رأسه نفيا وهو يقول: على الاطلاق... هذا من حقك.

صمتت للحظات ثم قالت: اتصلت بي نسرين... قالت أن والدي سيؤذيك إن عرف بإساءتك لي... ما الذي دفع بها لقول هذا الكلام؟

لم يجد ما يقوله لها فليس من مصلحته الخوض في أمور بشير. كل ما حاول فعله هو إظهار تفاجئه من الموضوع وهو يرد عليها: لابد وأن نسرين خافت من والدك لأنه رجل ذو نفوذ وتوقعت أن يؤذيني...

أنثى بحروف شرقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن