الفصل الخامس عشر

141 7 2
                                    

مضت بضعة أسابيع سريعة.. متشابهة وان اختلفت في بعض تفاصيلها، لكن الفاجعة فيها كانت من نصيب سهام وحدها...

لقد قامت برفع قضية خلع ضد زوجها فادي ورفض أهلها أن تأتي في الملف على ذكر شذوذه لأنه أمر يصعب إثباته، أو بالأحرى هم لم يصدقوا هذا يوما. وربما أيضا لأنهم لا يريدون أن يغضب هذا الأخير ويقطع المصروف عن ابنه في حال تم الطلاق... كل ما يصبون إليه هو أن يتم الطلاق بينهما بالتراضي وبلا مشاكل... كما أن مصطفى تحدث في هذا إلى سليم واتفق الاثنان على أن ينصحا ابنيهما بالتعقل وفك العلاقة بأقل الخسائر الممكنة...

ما لم يكن في الحسبان هو القضية التي رفعها فادي ضد زوجته مطالبا بحقه في حضانة ابنه متهما لها باللامسؤولية والاضطراب النفسي مستدلا على أقواله بما تعرض له الصغير من تسمم وكذلك ضياع وهو في حضنها مؤكدا على القاضي بأنه الأصلح لرعايته.

وعادة لا يتساهل القاضي في كل ما يخص الأطفال والقصر. ووجب عليه أن يحفظ الطفل لحين النطق بالحكم الأخير في القضية. وهكذا إلى حين التأكد من مقدرة أمه على رعايته قرر بأن يبقى في حضن والده. ولم يشفع لها في رده إليها لا كلام سليم ولا توسلاتها...

وهنا انفرطت حبات الصبر التي كانت سهام ترصفها في خيط الخيبة الذي لا ينتهي... أن يأخذوا منها ابنها  هو أمر تعجز عن تقبله وترفض تصديقه. وبعد ان اتهموها بالجنون قولا. جسدته فعلا، فأصيبت بالهستيريا من جديد وهاجمت كل من وقف من أهلها في وجهها في ذلك اليوم الذي حضر فيه عديم الأخلاق لأخذ ابنه بأمر من القاضي ومندوب من المحكمة لتفعيل القرار. وبالكاد استطاعوا ابعادها عنه، فقد كانت تنوي قتله والتخلص من قرفه للأبد.

أنثى بحروف شرقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن