الفصل الرابع والعشرون

123 6 0
                                    

 

تغديا معا بمطعم قريب وخرجا إلى الشارع يسيران بين أزقة المكان المليء بالمارة. أغلبهم قدموا لمشاهدة المدينة الأثرية التي خلّفاها وراءهما.

كانت مروى مرتبكة، لا تدري ماذا تفعل أو تقول. وماذا عساها تقول بعد كل ما سمعته منه!

أشار إلى الغيوم السوداء: يبدو أنها ستمطر قريبا.

نظرت إلى  حيث أشار ثم توقفت عن المسير: أظن أنه علينا العودة...

قفلا عائدين إلى الموقف الذي تركا به سيارتيهما وهبوب الرياح يزداد شدة. فتمسكت بمعطفها أكثر: أعتقد أننا سنتبلل اليوم.

أجابها بالابتسام وأردف: لقد خُدعنا بشمس الصباح.

هزت كتفيها: هذا هو فصل الشتاء...

أظلم الجو فجأة والطريق أمامهما طويلة فرفعت رأسها إلى السماء ترقب الغيوم القاتمة: ستمطر الآن... لنسرع...

قال وهو يزيد من سرعة خطواته: كنت أجاريك ليس إلا. لو أسرعت لخلفتك ورائي.

قبل أن تنتبه للطريق أمامها ارتطمت بصدر شاب كان في طريقها فانتفضت بفزع وتراجعت معتذرة: آسفة.

بدى الشاب مرتاحا لما حصل ورمقها بنظرة متفحصة تخفي خبثه، قبل أن يجيبها: لا بأس أن ترتطمي مرة أخرى...

هوت عليه ضربة لؤي وهو يهدر فيه: اسمح لي أن أرتطم بك أنا أم أنك تمانع!

تماسك الشاب قبل أن يقع وقد توجهت إليهما عيون المارة  بترقب. فأسرعت مروى بدفع لؤي لتبعده عن غريمه وهي تقول: ما الذي دهاك!... لماذا تضربه؟ ما الذي فعله لتتصرف معه بهمجية؟

حملق فيها بحنق قبل أن يتجاوز الوقوف من المارة ويتركها هناك. ووصله صوتها وهي تعتذر من الشاب، ثم لحقت به مهرولة حتى كادت أنفاسها تنقطع: ما بك! لم أعد أقوى على مجاراة خطاك توقف لو سمحت!

لم يجبها بل استمر على نفس سرعته والغضب يرسم شراراته ما بين عينيه دون أن تستطيع فهم السبب، فحتى وإن كان يغار عليها فهي لم تفعل ذلك عن قصد! ربما ما قاله الشاب هو ما يعصبه!

صاحت به: توقف...

لكنه مشى وكأنه لم يسمعها. واستشاطت هي غيظا من فعلته ولم يكن بوسعها سوى محاولة اللحاق به حتى لا يضيع  منها وتضل طريق العودة ثم تضطر من بعدها لسؤال المارة.

لم تنتبه لضوء إشارة المرور وعبرت الطريق بسرعة خلفه.

 كانت صرخة واحدة مع صوت بوق السيارة واحتكاك عجلاتها بالأرض التفت على إثرها بوجل ليجدها ملقاة على الأرض وسائق السيارة يشد رأسه بفزع وهو يترجل منها على عجل.

أنثى بحروف شرقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن