الفصل الثاني والعشرون

110 10 0
                                    

تعشى محسن رفقة محمود ونسرين اليوم وتحدث إليهما في أمور عابرة بعيدة عما يخططون له. لقد كان محمود مختلفا عن العادة وقد تعامل مع أبيه بحب أكبر. فالحقيقة التي كشفها له غيرت كثيرا من نظرته إليه..

 بينما بدت نسرين مرتبكة وقلقة خصوصا بعد أن عرفت بما ينتظرهما من بشير.. ضف عليه تخوفها مما قد يفعله أهلها عندما يرونها وقد عادت إليهم كلعنة لا تموت...

انتبهت على صوت محسن وهو يقول: طمنيني... كيف كان اختبارك!

رفعت طرفها إليه بتساؤل فسمعت ضحكة محمود وهو يجيب نيابة عنها: إيجابيا يا أبي...

فهمت أخيرا أنه يقصد اختبار الحمل فتلمست تلقائيا بطنها دون أن تقول كلمة، بينما أردف محسن: عليك أن تعتني بوريثي جيدا ولا تغرقيه بكثرة الدموع... أعرف أنه مثلي لا يحب كثرة النواح...

عبست مقطبة بينما أفلتت بضع ضحكات من بين شفاه محمود. واستمروا يتناولون طعامهم في صمت إلا من بعض التعليقات الجانبية بين محسن وابنه.

انتهى العشاء فقام محسن ليجلس بقاعة الاستقبال، في ما اعتذر محمود ورافق نسرين للغرفة لعلمه أنها لا تحبذ التواصل مع والده كثيرا... ربما لأنها لم تتعود على طريقته الغير مبالية في التعامل مع الآخرين.

طلب فنجان شاي ساخن وجلس يتابع الأخبار في اهتمام وما لبث أن وصلت سهام حاملة ما يريد.

وضعته قبالته واستقامت واقفة ورأسها مطأطأ إلى الأرض لا تدري كيف تفتح معه الموضوع.

حدق بها من رأسها حتى أخمص قدميها. ليس يدري لماذا تفتنه هذه المرأة كلما تأملها! قال بفضول: هل هناك ما تريدين قوله؟

رفعت طرفها إليه فمنحها ابتسامة مطمئنة لتقول ما بجعبتها، وشجعتها تلك النظرة في عيونه لتخبره ما تريد دون خوف: سيدي... أريد الاستقالة من وظيفتي...

بدى متفاجئا فلم يمض زمن طويل منذ استلمت شغلها! قال بحيرة: هل أساء إليك أحدهم هنا؟

أنثى بحروف شرقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن