الفصل الثالث والثلاثون والأخير

184 12 3
                                    

دخلت مروى منزل والدها متعبة ... كان الطريق طويلا جعل معدتها تستفرغ كل شيء دخل جوفها.. ولازالت آثار بكاء اليومين الفائتين واضحا في احمرار مقلتيها وانتفاخ وجهها... حتى أن صوتها تغير وكأنها مصابة بالإنفلونزا.

ألقت بحقيبة يدها على الأريكة وجلست تتذكر تلك المفاجأة السعيدة التي قابلتها هناك... لقاءها بحبيب قلبها منحها عمرا جديدا وحياة أخرى...

أجفلت فجأة من صوت والدها وهو يهدر برجاله في مكتبه: كيف لم تعثروا عليها!... هل هي دخان لتختفي في السماء... أريد تلك الغبية من فوق الأرض أو من تحتها.

خفق قلبها بعنف في صدرها وهي تتوقع أنه حتما يبحث عن أمها! ما الذي سيفعله بها إن عرف أنها قررت هجرانه!

عاد ليقول من جديد بحنق واضح: لا أريد أن أتحدث إلى أي صحيفة ولا إلى أي قناة إخبارية... كل ما عليكم فعله هو تفنيد كل التهم المنسوبة إلي وإحضارها إلى هنا لأشرب من دمها... الساقطة!

أصبح الوضع سيئا... من المؤكد أنها تجرأت على فعل ما يغضبه! تساءلت بينها وبين نفسها: "ما الذي فعلته أمي؟"

وتأكدت من أنه يجب أن تبقي فمها مقفلا حتى لا تجني عليها... لن تخبره أين هي حتى وإن هدد بقطع لسانها...

أخذت حقيبتها وحاولت الصعود إلى غرفتها بسرعة، لكن الباب فُتِح قبل أن تتمكن من الوصول إلى الدرج وشاهدها تسرع الخطى فنادى عليها.

دخلت إلى المكتب بعد انصراف  رجاله ووقفت تناظره بعبوس حتى قال: أين هي أمك؟

أجابته بجفاف: أخبرتك أنني لا أعرف.

نهرها بشدة: بلى تعرفين!

قالت بثقة: من المنطقي  أن تفكر في الهرب... هذا البيت أصبح لا يطاق أبي!

توسعت عيونه بدهشة ليقطب فجأة ويعنفها بشدة: كيف تقولين مثل هذا الكلام!

هزت كتفيها بلا مبالاة  ورددت بخيبة: لأنها الحقيقة... وإن خرجت دون رجوع فهي لن تعطي عنوانها لا لي ولا لغيري... لأنها تعرف أنك ستبحث عنها...

أنثى بحروف شرقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن