مر أسبوع كامل من شتاء بارد قاسي، وأقسى منه جراح لا تندمل في قلوب هشة لا تقوى احتمال الألم... تمكنت مروى من توقيع أوراق الطلاق. وانتهى زواجها من محمود بعناوين عريضة على الصحف. خصوصا تلك التي تقتفي أخبار المشاهير ووجهاء البلد... فلا أحد عرف بموضوع زواجهما ما جعل المفاجأة كبيرة عندما انتشر خبر انفصالهما.
تفاجأ المعارف والأصدقاء وطرحوا عديدا من الأسئلة لكن كلاهما كان يبرع في التهرب منها وإخفاء الحقيقة... من يعرف قصة حبهما لن يصدق هذه السرعة التي انتهى بها زواجهما!.. وفي الوقت الذي يخلص هو فيه لزوجته الأخرى ويعلن لها حبه صباحا ومساءً كانت هي تجاهد لتحرق كل ذكرياتهما معا، وأن تطمس كل ما من شأنه أن يجعلها تجتر سنين خيبتها الطويلة وكذبة اسمها حب لا يموت.
ليته كان هذا كل ما يؤلمها... فشجار والديها تلك الليلة انتهى كما تخمد العواصف... دمار ومعاناة.. ودموع تبكي القدر.. ريماس انهارت كما ينهار الجدار المتصدع المتلاشي بفعل هبة ريح... ما أتعبه أن نحتمل الألم دهرا طويلا ثم نبكي لمجرد أن الشاي من دون سكر!
كانت لحظة واحدة اكتشفت فيها أنه لم يعد بوسعها احتمال المزيد...
ريماس تعلم جيدا أنها لن تغير بفعلتها ولو خصلة واحدة من طباع زوجها... يقول الصينيون: " تغيير مجرى النهر أسهل عليك بكثير من تغيير طباع البشر.".. ولكنها -على الأقل- نفست عن غضبها أخيرا وقالت ما يجب أن تقوله منذ زمن، حتى وإن انتهى بها الأمر بكدمات وجراح...
أما بشير فقد ترك البيت بعد فعلته إلى مكان ما لم تعرفه حتى الآن، عنده من المال ما يكفي ليكون لديه بدل البيت الواحد عشرة... ولابد وأنه في مكان ما يغرق في ترفه غير مبال بانكسار زوجته لأن كل ما حدث مجرد مشاهد درامية كما يصفها... ما أقساه أن يبكي المرء دون أن يفهم أحد معاناته ولا غور جراحه!.. وبشير كما تعرفه، قد عزاه الناس في قلبه الفقيد منذ زمن.
كل هذا محزن ومؤلم... غير أن لجرائمه قصة أخرى من الوجع... هي لم تتصل بصاحبها الحزين منذ مدة ولم تعرف ما حل بالأسرى، وهو لم يكلمها مطلقا.. وإن كان حقا لؤي كما تعتقده فلابد وأنه لا يريد أن يزيد جراحها وجعا...
هي لم تره بعد تلك الليلة التي تمشيا فيها على شاطئ البحر طويلا، لأنه لحق بوالدها حتى يوفر له الحماية فهو المسؤول عن حرسه الشخصي والرجل المكلف بكل ما يخص أمنه وأمن أسرته...
ليست تدري لماذا تتذكره كثيرا! حتى أنها سألت الخادمة التي يدردش معها عادة لتعرف منها أين يكون، موارية لفضولها بأنها تريد معرفة أين يقيم والدها... لكن تلك الخادمة لم تكن تعرف شيئا أو أنها تحسن اقفال فمها كما يحب بشير.
أنت تقرأ
أنثى بحروف شرقية
Romanceلمحبي القصص الرومانسية😍😍 بلمسة واقعية أقدم لكم رواية : انثى بحروف شرقية الرواية تحكي عن معاناة المرأة في مجتمع قاسي يمارس سياسة الكيل بمكيالين فيحاسب المرأة على كل كبيرة وصغيرة بينما يترك للرجل حرية ارتكاب الأخطاء. في مجتمع عربي وبواقعية نعيش قصص...