الفصل التاسع والعشرون

54 4 0
                                    

فتح عيونه مع بزوغ أول خيوط الفجر... كان متعبا جدا فقد أمضى الليل في تفقد رجاله وإعطائهم التعليمات خوفا من حدوث أي طارئ... تلك الشاحنة لم تعد، وبشير أعند من أن يقدم أي تنازلات، وجل ما يخشاه أن تكون الخطوة التالية لهؤلاء هي أذية مروى أو ريماس.

أراد أن يبعد الغطاء عنه ويقوم فأحس بشعر ناعم في يده، تأمل الوجه البريء الذي يغفو بالقرب من صدره مختفيا تحت اللحاف... متى وصلت إلى هنا!

ابتسم بحب ولم يشأ إيقاظها، يبدو أنها تسللت إلى غرفته أثناء نومه ومن شدة تعبه لم يشعر بها تندس في سريره.

أبعد خصل شعرها الناعمة عن وجهها وبقي مستلقيا على شقه الأيسر يتأملها بعيون عاشقة أضناها الهوى...

مرر ابهامه فوق أنفها الصغير برقة وداعب وجنتيها الورديتين بدون أن تستيقظ.

هل رآها أحد وهي تدخل غرفته؟ هل بحثت عنها أمها ولم تجدها؟... ليس هناك كاميرا قرب مدخل غرفته لكن عيون الخدم أسوأ.

خلل أصابعه في شعره متنهدا والبسمة لا تفارق شفتيه، هل جاءت بحثا عن الأمان؟... أم عن الحب؟... أم ربما كليهما معا!

قبل وجنتها برقة وهو يستنشق عطرها الذي يسكره بلا شرب، ففتحت عيونها ببطء... تأملته لوهلة قبل أن تبتسم في صمت محرجة من اقتحامها لغرفته دون استئذان.

قالت ببحة: كنت خائفة... ولم أستطع النوم فجئت لأنام بقربك.

همس لها وعيونه المتأملة لها عن قرب تربكها: إنه أجمل صباح في كل حياتي... يا حياتي.

توسعت ابتسامتها من بعد الحرج فتابع: ليتني أغفو معك وأفيق بقربك كل يوم...

وضعت كفها على خده تداعبه وعيونها قد اتقدت حبا. بينما تابع هو: ليتنا نعيش معا في بيت واحد... نأكل معا... نشاهد التلفاز معا، نتبادل الأحاديث.. نخرج للتنزه... ليتنا ننجب أولادا...

توسعت عيونها كما ابتسامتها مع كلمته الأخيرة: تريد أولادا؟

صمت متأملا لردة فعلها يستقرئ في نظراتها مدى تفاعلها مع كلامه، ثم خرج من أحلامه وعاد للواقع: الحقيقة أن كل ما قلته لا يعدو أن يكون أحلاما مؤجلة... مجرد أمنيات.

قال هذا وحاد بنظراته بعيدا فدفعت بخده برقة ليعود لمواجهتها وقالت بحماس: يمكننا أن نجعل الحلم حقيقة...

لم يقل أي كلمة بل ركزت عيونه على شفاهها التي استمرت تقول: أنا أحبك يا لؤي... أحبك كثيرا...

أنثى بحروف شرقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن