وقفت سهام في الشرفة تراقب خطى والدها المتسارعة بعد نزوله من سيارة الأجرة، فأسرعت لتدخل غرفتها موصدة الباب خلفها وقلبها يدق مترقبا... كيف كان لقاؤه مع محسن يا ترى وما الذي تحدثا به!
بعد قليل سمعته في الرواق يكلم أمها وهي تسأله إن كان يريد تناول الطعام.
بعد أن أنهى اغتساله ودخل المطبخ أطلت بحذر من الباب ثم خرجت على رؤوس أصابعها، سمعت والدتها تسأله: كيف كان لقاءك بذلك السيد؟
رد عليها بغموض: رجل ذو طموح...
استغربت رده: هل يمكنني أن أعرف ما كان طموحه؟
أخذ الملعقة وقضم من قطعة الرغيف التي بيده ثم تناول شيئا من الحساء أمامه وأمها على حالها يقتلها الفضول. أما هي والتي كانت خارجا ترهف السمع فقد أوّلت كلامه و شعرت بانقباض شديد وضيق في صدرها وراحت تماري أفكارها في انتظار الفرج.
سمعته يقول بهمس: طلب مني يد ابنتك...
توسعت عيون سامية لكن دهشتها لم تكن كبيرة فقد توقعت الأمر بعد أن شاهدت باقة الورد هذا الصباح... كل همها كان معرفة رد زوجها الذي لم يبد عليه أنه يرحب بالفكرة. انتقت كلماتها قبل أن تقول: وما رأيك بالموضوع؟
حملق فيها بطريقة لم تعجبها: عمره ضعف عمرها... والفارق بينهما كبير... هي في العشرينات وهو في الخمسينات... شتان بين الجيلين...
مما شاهدته هذا الصباح بدى لها أن ابنتها ترحب بالفكرة فقالت له لتستميله: لقد تزوجت فادي وهما من نفس الجيل ولم يأتها منه إلا وجع الرأس... لربما كان هذا الرجل يخبئ لها أياما أحلى من التي مضت...
أجابها باقتضاب: لا حاجة لها به.
شعرت بالوهن في أطرافها وهي تتكئ بظهرها على الجدار، كانت لتتدخل وتخبره أن القرار يرجع لها لكن لا طاقة لها بذلك فآثرت التزام الصمت والسكون. وما لبثت أن سمعت والدتها تقول له: وما كان ردك؟
رد عليها: طلبت منه مهلة للتفكير من باب اللباقة ليس إلا.. حتى لا أظهر جفاءً وفضاضة من ناحيته... لكن طلبه مردود وسأخبره بذلك.
مشت باتجاه غرفتها بخطوات سريعة فلمحتها أمها وعرفت أنها سمعت الحديث.
عندما ولجت للداخل وجدت أنس يقفز فوق السرير وتحت أقدامه هاتفها وهو يرن. حملته لتجيب وكان رقما لم تعرفه.
وضعت الهاتف على أذنها: مرحبا، من معي؟
جاءها صوته: كيف حالك يا سهام؟
أنت تقرأ
أنثى بحروف شرقية
Romanceلمحبي القصص الرومانسية😍😍 بلمسة واقعية أقدم لكم رواية : انثى بحروف شرقية الرواية تحكي عن معاناة المرأة في مجتمع قاسي يمارس سياسة الكيل بمكيالين فيحاسب المرأة على كل كبيرة وصغيرة بينما يترك للرجل حرية ارتكاب الأخطاء. في مجتمع عربي وبواقعية نعيش قصص...