( رواية آچينور )
#اقتباس 🔥
فتحت عيناها وانتفضت فزعًا على أصوات الذئاب ، فقد أهلكها كثرة المشي وجلست بالقرب من تل ولم تشعر بنفسها إلا الآن بعد أن غربت الشمس وأظلمت الغابة لتصبح مرعبة أكثر في الظلام ، تمامًا كالغابات المسكونة بالأرواح الشريرة .. وقفت على قدماها وهي تتلفت حولها بخوف بسيط لا تعرف إلى أين تذهب أو ماذا تفعل ، وأثرت بالنهاية إكمال سيرها علها تجد كوخ أو منزل قديم تقضي فيه باقية الليل ، ولم تنتبه للأعين التي تتابعها من بعيد وكانت تراقبها طول فترة نومها ، ظهر أمامها ذئب قد يصل طوله إلى طولها وكأنه ذئب بشري وليس ذئبًا طبيعيًا أبدًا ، ابتعدت وتراجعت للخلف بعدما أخرجت سيفها وأشهرته أمامه مستعدة لقتله عندما ينقض عليها ، لكنها فغرت فمها عندما رأت أغصان تخرج من الأرض وتلتف حول رقبته فبدأ يركل ثائرًا محاولًا الفرار بينما الأغصان تزداد ضغطًا على رقبته حتى بدأت حركته تهدأ تدريجيًا ويسكن تمامًا على الأرض فتعود الأغصان من حيث أتت بعدما تأكدت من موته .
تلفتت بجسدها حولها في رعب لا تفهم ما يحدث هل الغابة المسحورة هي التي دافعت عنها أم أن أحدهم فعل ، لمحت ظلًا أسود يقف بين الأشجار ، تصلبت بأرضها وسقط قلبها بين قدميها .. لكن لحظات عابرة وأدركت أنه ذلك الغريب ذو الجسد الضخم الذي أنقذها في الصباح من الساحرات ، هدأت نفسها المرتعدة قليلًا لتصيح به منفعلة :
_ هل كنت تتبعني أيها الضخم ؟!
خرج من بين الأشجار لتبدأ معالم جسده ووجه تتضح تدريجيًا وهو يجيب بعبث لا يتلائم مع الوضع إطلاقًا :
_ لا أفهم لما الجميع ينعتي بالضخم !!
صاحت بحدة أشد :
_ لقد سألتك هل كنت تتبعني ؟
أجابها بهدوء مريب لا يبشر بالخير أبدًا :
_ أخبرتك أنك لن تكونِ بآمان بمفردك
_وأنا أخبرتك أنني لست بحاجة لمساعدتك
نرجسية ساذجة ، تتعرض للخطر كل لحظة والأخرى منذ أن خطت قدماها هذه الغابة ولازالت تتصرف بعجرفة ، تصيح به وهي لا تدري عن سخطه شيء .. تستفزه ومن ثم ستحكم عليه بالشر مثل الجميع عندما تخرج أسوء ما فيه .
عقولنا لا تسير بالعواطف بل بالمنطق ، تقبل ما يتماشى مع اهوائها ورغباتها وتقتنع بما رأته العين وفسره المنطق .
تراجعت للخلف عندما رأته يندفع نحوها كالثور الهائج وهبت الرياح القوية معه ، أما عيناه فاتخذت لونًا يميل للأحمر الدموي ويهتف بنبرة مرعبة لا تقبل النقاش :
_ اسمعِ أيتها العنيدة .. تخلي عن نرجسيتك وروح المحاربة النبيلة التي تجسدينها فهذا ليس وقتها ، أنا لست مراهق صغير لأتحمل عجرفتك .. ستنفذين كل ما أقوله لك دون أن أسمع أي اعتراض منك ، وهذا سيكون التحذير الأول والأخير لك .. إياكِ أن ترفعي نبرة صوتك علي مرة أخرى وإلا اخرستك للأبد
سرت رعشة في جسدها من منظره المخيف وحدة الرياح التي تشتد من حولهم ولكنها أبت الخضوع أمام ذلك الذي لا يوجد له تفسير منطقي آخر سوى أنه ساحر قوي ، دفعته بكامل قوتها بعيدًا عنها هاتفة بغضب :
_ بل أنا التي ستحذرك .. إياك أن تقترب مني ، ابتعد عني واتركني وشأني
ثم اندفعت بعيدًا عنه تحاول إيجاد طريقها بعيدًا عن ذلك الشرير ، لكنها شعرت بقبضته الفولاذية تقبض على رسغها وتجذبها خلفه وهو يهتف بغضب حقيقي :
_ يبدو أنك لن تأتي سوى بهذه الطريقة
بات هو أيضًا يستفزها حقًا وقبضته عليها أثارتها وحولتها لأنثى لا تقل افتراسًا عن حيوانات هذه الغابة ، حيث مدت يدها الأخرى في بذلتها وسحبت سيفها وجرحته في ذراعه فترك يدها فورًا ورمقها بنظرة نارية ، تلفتت برأسها حولها وهي تشعر بالأرض تهتز من أسفلها والرياح تضرب بالأشجار حتى تكاد تقتلعها من جذورها ، يبدو أنها أغضبت الوحش ! .
غارت عليه وهي تهاجمه بسيفها ولكنه يتفادى هجماتها حتى رأت كفه الذي رفعه وكأنه أخرج قوة دفع قوية منه جعلتها ترتد للخلف بعنف وتسقط على ظهرها ، وباللحظة الثانية كان يجذب سيفها من بين قبضتيها بقوة ليستقر السيف في يده ثم يستدير ويستكمل طريقه ، ظنته أنه سيتركها أخيرًا ، ولكنها شعرت بشيء يرفعها من على الأرض ويقيدها من كل الجهات ويسير بها خلفه ، كانت نفس الأغصان التي خرجت من الأرض وقتلت الذئب هي نفسها التي تحملها الآن وتأخذها خلفه ، صاحت بغضب محاولة الإفلات من الأغصان التي تسير بها في الهواء وهي طائرة :
_ أبعد سحرك وأغصانك عني أيها الساحر اللعين
رفع يده للخلف وهو مستمر في سيره وضم كل أصابعه معادا سبابته التي رفعها وحركها بطريقة معينة ، فتجد الأغصان تلتف حول وجهها لتكتم على فمها فور حركة سبابته ، ظلت تهمهم بكلمات غير مفهومة وغير مسموعة لكنه رجح أنها تلعنه وتسبه .
وصلا أخيرًا إلى منزل مكون من طابقين ويعطى منظرًا جميلًا من الخارج لا يلائم منزل ساحر أبدًا كما تعتقده ، انفتح الباب دون أن يمد يده هو ويفتحه ودخل أولًا ثم هي خلفه محمولة على الأغصان التي بمجرد دخولها للمنزل انزلتها على الأرض وحررتها ثم تراجعت للخارج واختفت .
صرخت بصوتها الغاضب :
_ من أنت ؟
أنت تقرأ
رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول
Romanceكاملة #قراءة ممتعة للجميع البيدج بتاعتي على الفيس بوك باسم قصص وروايات بقلمي ندى محمود وهتلاقو لينكها في الوصف الشخصي على صفحتي على الواتباد